د. شريف مختار خلال حواره مع «الأخبار»
د. شريف مختار خلال حواره مع «الأخبار»


مصادفة أبقتنى فى مصر.. ونصيحتى للشباب: احذروا اليأس

مؤسس وحدة الحالات الحرجة بقصر العينى: أتباهى بإنجازات الرئيس السيسى الصحية

هاني قطب

السبت، 30 يناير 2021 - 11:27 م

قلة من العلماء هى التى تجمع بين النبوغ فى التخصص العلمي، وبين الاهتمام بالقضايا العامة، فتجد لها آراء معتبرة فى تلك القضايا، حتى أنك قد تحتار: هل أنت تقف أمام عالم أم سياسى أم كاتب.. من بين هذه القلة د. شريف مختار، أستاذ أمراض القلب والحالات الحرجة بجامعة القاهرة، ومؤسس وحدة الحالات الحرجة بقصر العينى، والذى يفاجئك عند زيارة مكتبه بخلطة من الصور التى تكشف عن اهتماماته المتباينة، فهو الطبيب المتميز الذى تملأ شهادات التقدير حوائط مكتبه، وهو أيضا الرجل المشغول بقضايا أمته العربية، والذى يرى أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، كان المدافع الأول عنها، ولذلك اختار أن تتصدر صورته حائط مكتبه، إلى جانب صورة أخرى للقدس، تلك البقعة الغالية على أمتنا العربية، والتى يحلم، كما يحلم الملايين، بتحريرها من يد الاحتلال الغاصب.. وما بين الاهتمام الطبى والاهتمام العام، مع التطرق إلى بعض الجوانب الشخصية، دار حوار «الأخبار» مع د. شريف مختار، والذى أكد أن المبادرات الرئاسية لصحة المواطنين، هى بداية الارتقاء بصحة المصريين، واحترام إنسانيتهم، كما أشاد بدور الرئيس السيسى فى تحقيق الاستقرار بالمنطقة والوقوف بقوة أمام الأطماع التركية، وتحدث عن أمراض القلب وأسباب زيادة نسبة الإصابة بها فى الوقت الراهن.. وإلى نص الحوار.

مصر‭ ‬تظل‭ ‬ولادة‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬هاجر‭ ‬ألف‭ ‬طبيب‭ ‬كل‭ ‬عام‭.. ‬ وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الرواتب‭ ‬مطلب‭ ‬حيوى

مستشفيات‭ ‬الحكومة‭ ‬مدارس‭ ‬للتعليم‭ ‬الطبى‭.. ‬ والعمل‭ ‬بها‭ ‬ينتج‭ ‬طبيبا‭ ‬متميزا

د. شريف مختار

- بداية.. كل من يدخل إلى مكتبك يلاحظ صورة الرئيس عبدالناصر تعلو خلفية مكتبك.. فهل لذلك دلالة معينة؟

بالطبع فعبد الناصر بالنسبة لى ولأبناء جيلى هو رمز الوطنية المصرية الحقيقية ومثال النضال الحقيقى ، والمتحدث الرسمى للدول العربية والإفريقية والإسلامية على السواء، وهو ملهم الثورات فى العالم بشهادة كاسترو،..وهو محرر إفريقيا وموحد العرب، وهو من جعل أبناء جيلى يصطفون خلفه ويرتفع سقف طموحاتهم، فقد كان قائدا بحق.

 

- وماذا عن صورة الأقصى الشريف التى توجد تحت صورة عبد الناصر ؟

صورة تشهد على عروبة عبد الناصر وحلمه الأخير الذى لم يتحقق فى فك أسر هذه البقعة العربية الإسلامية من احتلال الصهاينة، وهى أيضا رمز لبسالة أبنائها وإخلاص شعبها فى رفضهم الاستسلام للظلم.

من الفكرة إلى الإنجاز

- من هذه الملاحظات المبدئية، إلى وحدة الحالات الحرجة التى قمت بتأسيسها، أود أن أعرف كيف جاءتك فكرتها؟

جاءت هذه الفكرة بعد حصولى على الدكتوراة وذهابى لأمريكا والالتحاق بجامعة جنوب كاليفورنيا، حيث كنت أحضر المحاضرات لأكثر من أستاذ للاستفادة من خبراتهم، وقد ساعدنى فى ذلك أن كلية الطب كانت مثل جامع الأزهر، حيث يمكن لأى طالب أن يحضر لأى أستاذ بغض النظر عما إذا كان ضمن مجموعته أم لا، وهناك تعلمت الكثير عن تخصص الحالات الحرجة ودورها فى متابعة المرضى الذين خرجوا من أزمات صحية تهدد بقاءهم ويتعرضون لمضاعفات خطيرة قد تنهى حياتهم، ومثل هذا التخصص يسهم إسهاما كبيرا فى إنقاذ حياة أرواح كثيرة.

 

- وكيف تم إنشاء وتأسيس وحدة شريف مختار للحالات الحرجة بالقصر العينى ؟

بعد عودتى كان حرصى الأكبر هو نقل كل ما تعلمته إلى هنا باعتبار أن دورنا هو الإتيان ببذور نقية وزراعتها فى وطننا للاستفادة بثمارها، وبالفعل عام 1979 تم بدء العمل وانتهى عام 1982، حيث كان هذا المكان لعلاج كبار المعتقلين السياسيين وقتها، وبعد جولات عديدة كان يعوقها الروتين والبيروقراطية التى تهدد مسيرة أى تقدم أو نهضة، تحقق الحلم بعد ثلاث سنوات، وبدأت الوحدة بعدد قليل من الأسرة لم يكن يتجاوز الـ22 سريرا كانت موجوة فى الطابق الأول، ومن ثم زاد عددها ليتم إنشاء 30 سريرا فى الطابق الثانى، ثم 30 سريرا فى الطابق الثالث الذى أسسه الدكتور حسام موافى.

وبعد أن كان تخصص الحالات الحرجة تخصصا جديدا، أصبح الآن له أطباؤه وأقسامه ودراساته العليا ودرجات الزمالة، ليتسع المجال أمام هذا الوليد ليصبح أكثر نضجا.

 

- وماذا عن إمكانياتها ؟

تعتبر الوحيدة فى العالم التى تضم ٣ معامل قسطرة، وأكبر قسم عالميًا يزرع منظمات القلب، ونستطيع عمل التوسيع البلونى لمريض الذبحة الصدرية فى زمن أقل بكثير من المتوسط العالمى، وأدخلنا الطب النووى والتصوير بالنظائر لمريض الذبحة مع تقنيات كهروفسيولوجيا القلب وكى بؤر تسارع النبض، وكانت السبب فى إنقاذ حياة عدد كبير من المصابين.

 

- ما أهم عقبة كانت كفيلة بهدم حلم إنشاء هذه الوحدة؟

دائما الأشياء المهمة تكون هى الأصعب فى تحقيقها ويحتاج السير فى بنائها إلى صبر، وهذا درس يجب أن يتعلمه الجميع، خاصة الشباب، فاليأس عدو يجب أن تحذروه، وهذا كان نهجى لتحقيق الحلم، وبعد الانتهاء من كل شىء أصبح تجهيز المكان بالمعدات عقبة يقف العجز المادى أمام إكمالها، علاوة على الروتين غير العادى، مما جعلنى أفكر فى السفر إلى إنجلترا بعد أن أرسل لى دعوة زيارة وبعد أن ذهبت للسفارة يوم الجمعة لإنهاء أوراقى فوجئت بأننى نسيت خطاب الدعوة، وكان السبت إجازة فحزنت بشدة، وقبل أن أذهب يوم الأحد قابلنى عز الدين حنفى، وكيل الوزارة، الذى قال لى لا مانع من تقديم طلب باسم رئيس الجامعة للتمويل، وبالفعل تمت الموافقة، وكان وقتها حوالى مايقرب من 400 ألف جنيه، ليبدأ الحلم من جديد.

إغراءات السفر

- نظرا لندرة أطباء هذا التخصص بسبب إغراءات السفر للخارج.. هل هذا عائق لإنقاذ المرضى وخاصة بالقصر العينى ؟

الطبيب له مطلق الحرية فى تحديد مستقبله بعد سنوات الامتياز وتعتبر فرصة السفر للخارج أحد الإغراءات، وبالفعل كان ينتابنى هذا الخوف فى البداية عندما أقوم بتدريب عناصر وتعليمها لتصل إلى درجة كبيرة من الكفاءة، وبعدها أفاجأ بأنهم يطلبون منى السماح لهم بالسفر للخارج لسنة واحدة فقط، ولكن تتكرر السنوات حتى تصل إلى تقديم الاستقالة والاستمرار فى الخارج، ولكن عندما وجدت أن هناك مئات الأطباء فى مختلف أنحاء العالم مصريين، أشعر بالفخر لأن مصر تظل ولادة حتى لو سافر كل عام ألف طبيب، وكان آخرهم أحد تلاميذى كان يتصل بى من استراليا يطلب منى عقد بروتوكول للتعاون معهم بعد تأسيسه أكاديمية للحالات الحرجة، وكل هذا يصب فى مصلحة الطبيب المصرى، والذى أصبح يوجد فى كل دول العالم.

 

- كيف نجعل نظرة المواطن إلى طبيب الوحدات الصحية والتأمين الصحى أكثر تقديرا، ليصبح شأنه شأن أطباء المستشفيات الخاصة؟

أعظم الأطباء يعملون فى البداية بالمستشفيات العامة والتأمين الصحى ودرجة التقدير للطبيب تأتى من مهاراته الطبية وأسلوب تعامله مع المريض، لأن هذه المستشفيات هى مستودع التعليم الحقيقى، وأكبر مثال نجيب باشا محفوظ، أشهر طبيب نساء وولادة فى مصر، كان يضع رقم تليفونه على بوابات المستشفيات للجوء إليه فى أى حالات ولادة مستعصية، ويقوم بإجرائها مجانا، وبالمناسبة هو الذى أشرف على الولادة المتعسرة للكاتب الكبير نجيب محفوظ فى 11 ديسمبر عام 1911، فقرر الأب تسميته بهذا الاسم عرفانًا بدور الطبيب، كما أن د. إبراهيم بدران كان يأتى يوما من كل أسبوع إلى القصر العينى للكشف على المرضى، وأنا شخصيا عملت بعد تخرجى فى مستشفى أحمد ماهر التعليمى وكنت أمكث بها طوال الأسبوع، ولا أخرج إلا لتغيير ملابسى، فهذه الفترة التى نعمل بها بالمستشفيات الحكومية هى الفيصل بين الطبيب الشاطر وغيره، وإن كنت أرى أن مسألة رواتب هؤلاء الأطباء يجب أن ينظر إليها بعين الاعتبار.

100 مليون صحة

 

- ما انطباعك عن مبادرة 100 مليون صحة ؟

بحكم سفرى المتكرر إلى الخارج، أعترف بأن ما حققه السيسى فى القضاء على فيروس سى، هو وحده كفيل بأن يرجح كفة إخلاصه لأبناء وطنه، هذا إلى جانب مبادرة الحفاظ على صحة المرأة خاصة فى أمراض مثل سرطان الثدى ومبادرة الوقاية من فقدان السمع، ومبادرة مكافحة أمراض البصر، فمثل هذه المبادرة تعد سباقة على مستوى العالم، وذلك بالإضافة لمشروع 100 مليون صحة، والذى كشف عن أمراض كثيرة ومرضى أكثر، وكلها إنجازات تتوالى بالنجاح، ليأتى النجاح الأكبر فى الطريق، وهو منظومة التأمين الصحى الشامل.

 

- كنتم كأطباء تعتبرون هذه المنظومة حلما؟

بالطبع كان حلما صعب المنال، ولكن هذه المنظومة إنجاز لم يكن للإنسان المصرى توقع حدوثه يوما ما، وفى حالة تعميمه على محافظات مصر ستكون مظلة الصحة فى مصر مواكبة لأفضل دول العالم، ليؤكد الرئيس السيسى بأنه يحقق انجازات أسرع من الخيال وهدفه هو صحة الإنسان المصرى ليكون قادرا على مجابهة المستقبل بصحة قوية، حقيقة أنا أتباهى بهذه الإنجازات التى لم تكن لتتحقق إلا بوجود هذا الإنسان المخلص لبلاده.

الموت المفاجئ

الوراثة‭ ‬أحد‭ ‬العوامل‭ ‬المسببة‭ ‬للموت‭ ‬المفاجئ‭.. ‬وسلوكياتنا‭ ‬تزيد‭ ‬معدلات‭ ‬أمراض‭ ‬القلب

- من أبرز المبادرات التى عملت عليها مؤخرا، هى مواجهة مخاطر السكتة القلبية ( مبادرة إنقاذ حياة )، فهل هناك إحصائية بعدد حالات الموت المفاجئ ؟

للأسف، لايوجد فى مصر إحصائية محددة رغم زيادة عدد الحالات بسبب الموت المفاجئ، بينما فى أمريكا، والتى يبلغ عدد سكانها 350 مليون نسمة، يبلغ عدد الحالات بها حوالى 350 ألف حالة بمعدل 10%..ولكن يمكن القول أنه بعد تأسيس وحدات الحالات الحرجة، انخفض عدد الحالات من 40% إلى 20 %، فهى ساهمت فى إنقاذ حالات كثيرة لم يكن بالإمكان إنقاذها قبل إنشائها.

 

- وما السبب فى انخفاض معدل حالات الوفاة المفاجئة فى الخارج عن مصر؟

معرفة سبب المرض والكشف عن حقيقته شيء بالغ الأهمية للوصول إلى العلاج اللازم له والحد من تطوره، والسبب فى ذلك أنه فى الخارج يقومون بتشريح كل الجثث التى تتوفى فجأة، وهذا من شأنه التعرف على التشخيص الصحيح، ولكن فى مصر الأمر مختلف تماما بشأن عدم تشريح الجثة، إلا فيما يخص الشق الجنائى أو الشبهة الجنائية فقط، لأن تشريح الجثث الذى كان سائدا من قبل تم منعه خشية قضايا الاتجار فى الأعضاء البشرية.

 

كيف يتم التوصل للحالات الأكثر إصابة بالسكتة القلبية تفاديا للموت المفاجئ ؟

للوصول إلى حصر لهؤلاء المرضى، حاولنا أن نتواصل مع مديرى المستشفيات ومديرى وحدات الإسعاف وأطباء وحدات الصحة للابلاغ عن حالات مرضى القلب، ولكن باءت بالفشل، فقمت بعمل مبادرة «إنقاذ حياة» لحصر من لهم تاريخ مرضى فى العائلة، أو من تتوافر لديه أمراض سابقة أو لديه أحد الأشخاص مات فجأة دون مقدمات، فهم أكثر عرضة للموت المفاجئ بالسكتة القلبية، فمثلاً أى شخص فى عائلته أقارب من الدرجة الأولى مات فجأة ومن لديهم عوامل الخطورة مثل الضغط والسكر والسمنة المفرطة، وهى أمور تجعلهم أكثر عرضة، كذلك التدخين بكثرة.

 

- ما الذى تأمله لمستقبل مبادرة (انقذ حياة) والتى تسعى الآن بشكل كبير فى الدفع بها للأمام ؟

كانت البداية تدريب أطقم التمريض بمستشفيات القصر العينى بمعدل 1200 ممرضة، بجانب تدريب المهن الطبية المساعدة وفنيى الأشعة، فضلاً عن تدريب بعض الأفراد فى الهيئات والمؤسسات والمصانع ، لذلك آمل أن يكون هناك متخصص فى كل هيئة أو مصلحة حكومية وفى المواقف العامة وتجهيز المكان ببعض الأجهزة الضرورية، وهذا كفيل بإنقاذ حياة عدد كبير من المرضى، وخاصة أن معظم المصابين يلقون مصرعهم بسبب أمراض القلب.

أسباب أمراض القلب

 

- وما السبب فى انتشار مرضى القلب فى مصر بالفترة الاخيرة ؟

الأمر له علاقة بوتيرة الحياة المتسارعة، فنحن نفكر فى مستقبلنا ومستقبل أولادنا والسعى بأكبر جهد ممكن، مما أصاب قلوبنا بسبب عدم تحملها ما لاتطيق، خلاف التدخين، علاوة على أنواع أطعمة «التيك أواى»، وهذا ما أدى إلى أن الإنسان المصرى مصاب بالسمنة بنسبة تتجاوز 30 % والضغط بنسبة تتجاوز 30 %، وكلها بوادر لاصابة القلب بالأمراض، ومؤشر خطير للموت بأمراض القلب خلاف السكر بنسبة 10 % من السكان.

 

- هل سلوكيات الشخص لها تأثير طبى على المريض وإصابته بأمراض القلب؟

أمراضنا انعكاس حقيقى لسلوكياتنا وموروثاتنا الثقافية وتفكيرنا أيضا، وهذا ينعكس ليس على القلب وحده بل على جميع أعضاء الجسم، وبالأخص المخ، فلو نظرنا إلى المجتمعات الصناعية ومثيلاتها من المجتمعات الزراعية نجد زيادة فى الأمراض بالمجتمعات الصناعية عنها فى الزراعية، وذلك يرجع إلى وتيرة الحياة السريعة، لذلك أصبح لدينا فى العلوم الإنسانية الآن علم النفس البيئى.

 

إعلانات المستشفيات

 

- ما رأيكم فى إعلانات التبرع لبناء المستشفيات على اختلاف أنواعها ؟

لا شك أن معظم الإعلانات التى يتم بثها بخصوص التبرع لبناء مستشفيات تستحق فعلا، وخاصة أنها تكون بالمجان، ولكنى لا أتحمس لمثل هذا النوع من الإعلانات، وخاصة أنها ليست بالمجان، بدليل أن وحدة الحالات الحرجة، وهى من أهم المنشآت الصحية التى فى حاجة لمثل هذه التبرعات، ولا تطلب، وقد كان د. إبراهيم بدران يقول دائما فاتورة القصر العينى بيدفعها ربنا، فكثيرًا ما نجد التبرع يأتى من متبرعين عالجناهم فشعروا بالامتنان وردوا الجميل.

 

- وهل ترى أن التعليم يجب أن يظل مجانيا؟

لا شك بأن مجانية التعليم يجب أن تستمر من المراحل الابتدائية وحتى الثانوية، مع دفع نصف المصاريف فى التعليم الجامعى، مع مراعاة توفير منح للمتفوقين فى كل المراحل لتحفيزهم، ولا ننسى التعليم الفنى، فهو عماد الاقتصاد فى مصر، وأعتقد أن الدولة أصبحت تسير به فى الاتجاه السليم.

بناء للمستقبل

 

- هناك من يردد بأن هناك إنفاقا زائدا على الطرق والمدن والعاصمة الإدارية، على حساب ملفات أخرى، فما رأيك فى مثل هذه العبارات؟

السيسى يبنى وطن حقيقى ودولة ممنهجة على أسس سليمة بعيدة عن العشوائية ليعوض سنوات من الإهمال، وأقولها دون نفاق، أن ما يفعله السيسى سيعود على أجيال قادمة، فالسيسى رجل دولة.

 

- هل يمكن أن تنال التحديات الأمنية التى تواجهها مصر من معركة البناء التى يخوضها الرئيس؟

مصر تواجه أكبر تخطيط عدائى فى تاريخها، ففى الغرب فوضى ليبيا ومليشياتها، وفى شرق المتوسط أطماع أردوغان، والتهديد المائى بسد النهضة فى الجنوب، ومن الشرق خطر الإرهاب فى سيناء، وكل هذا كفيل بالإيقاع بأى دولة، لكن الواقع يؤكد بأن هناك قائدا يقف حائلا لتحقيق هذه الأطماع، ليكون أكبر حلقة فى سلسلة العظماء، فمحمد على أنشأ جيش من الفلاحين المصريين حارب الدولة العثمانية، وهدد الأستانة فى عقر دارها وحارب به فى دول العالم، وإسماعيل باشا وصل به إلى أعالى النيل، وعبد الناصر كان يبنى الجيش بترسانة صواريخ قاهر وظافر التى قضى على تحقيقها الأعداء خشية من نهوض عبد الناصر لتحرير القدس، وها هو السيسى يستكمل حلقة العظماء بيد تبنى وأخرى تدافع عن الوطن.

النشأة والقدوة

 

- من الشأن الطبى والسياسى إلى الخاص، يهمنى أن أعرف مدى تأثير النشأة الأسرية على مجرى حياتك؟

أنا نشأت فى منطقة الحلمية، والتى كان بها مقر رئيس الوزراء، وكانت مثالا للتميز المعماري، ووالدى كان يعمل مهندسا، وتوفى فى سن صغيرة، وكان عمرى وقتها 3 سنوات، وحرصت والدتى تلك الأم المثالية على تربيتنا أنا وشقيقى لتوفر لنا جوا أسريا جميلا، ووهبت نفسها لتربيتنا فقد كانت أما مثالية.

 

- أعرف أنك زاملت الفنان عادل إمام فى الدراسة، فمن منكما الأشهر الآن؟

كلانا حقق الشهرة فى مجال تخصصه، فعادل إمام صديقى الجميل ورفيق الدراسة وزميل الفصل، كان منذ صغره قادرا على إضحاك الآخرين مهما كانت منغصات حياتهم، وبالفعل كان مشروع فنان قدير، وتحقق له ما تمناه ليظل هو الأسطورة الحقيقية للفن الأصيل والقوى الناعمة البناءة، فإذا كان لكل مجال كبار، فهو الكبير فى عالم الفن.

 

- من هم قدوتك الذين تأثرت بهم فى حياتك ؟

المدرسون بالمدرسة، والذين كانوا حريصين على إكمال دراساتهم العليا والتحقوا بعد ذلك للعمل بالجامعة، وكانوا ينقلون لنا خبراتهم، مرورا بالأطباء الذين علمونا بالكلية، ورغم شهرتهم الواسعة كانوا يحرصون على الحضور فى الموعد لإعطائنا المحاضرة، وانتهاء بالأساتذة الذين كانوا يأتون للعيادات الخارجية وكانوا قيادات فى مجال الصحة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة