الأحد، 31 يناير 2021 - 01:11 ص

وقفت الخادمة الحسناء، أمام المرآة، حيث قوامها الفارع، وملامح وجهها يعطيان تقديرًا أكبر لسنها، امتدت أصابعها تمسح دموعها، والأحزان تعتصرها، وكلما تخلو إلى نفسها تشدها الحقيقة المرة، بأنها لم تحصد من سنوات عمرها غير أسى، وجراحات، على جبينها أحلام، وفي صدرها شيطان لا ينام، بعدما سيطر عليها إحساس وشعور بأن الحياة تلفظها، وتتحداها، فقررت أن تحقق حلمها، كي تستطيع أن تحصل على احترام وتقدير، وتعيش حياة الترف، والغنى.

لبست عباءة إبليس، وانتظرت خروج من تقوم بخدمتها، وزوجها رجل الأعمال، وهرولت مسرعة، واستولت على مبالغ نقدية كبيرة، وما خف وزنه، وغلا ثمنه، وبكل ثقة، وكبرياء، توجهت إلى محل كوافير، تصفف شعرها، واشترت الفساتين، بحسب الموضة، وتبدلت ملامحها تمامًا، تسير في كبرياء، وشموخ، وكأنها سيدة المجتمع، وقامت باستئجار سيارة مرسيدس آخر موديل، ينتفض سائقها من فوق مقعده يفتح لها باب السيارة، ولم تترك أياً من الفنادق الخمس نجوم إلا وأقامت بها، تصرف ببذخ شديد بعد حرمان مدقع، واستمرت على هذا الحال لمدة ٣٠ يومًا، تنتقل بين شاليهات القرى السياحية.

اقرأ أيضا| حبس 3 أشخاص قاموا بخطف سيدة تحت تهديد السلاح بالإسكندرية

لكن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن.. حيث تمكن المقدم محمد عباس رئيس مباحث قسم المنتزه بالإسكندرية، ومعاونوه، إسلام هنيدي، ومحمد عمارة من ضبطها أمام أحد محال الصاغة، أثناء قيامها بشراء بعض الحلي الذهبية، واعترفت بالسرقة واستيلائها على المشغولات الذهبية الخاصة بالسيدة التى تعمل لديها والأموال، وأحيلت إلى المستشار محمد حلمي، مدير نيابة المنتزه، الذي قرر حبسها ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وبابتسامة عريضة تقول لربة عملها، وزوجها رجل الأعمال، لست نادمة لقد عشت ٣٠ يوماً في الجنة.