محمد زيان
محمد زيان


بين مصر وفرنسا.. تطور منظومة الأمن في مواجهة فوضى الشارع

محمد زيان

الأحد، 31 يناير 2021 - 06:50 م

المصريون في الخارج بينهم قطاع كبير مهموم بمصر وقضاياها وأمنها ومؤسساتها وحاضرها ومستقبلها ، يتفاعلون معها دائماً .. مهمومون بتقدم هذا البلد الذي لحقته يد التخريب على مدار سنوات حمل فيها الإرهاب السلاح ضد رجال الدولة.. مدنيين و من قوات إنفاذ القانون ، وأحرقوا النيران في المؤسسات فكان هذا هو إنتاجهم .. اليوم عندما يعودون من الخارج يجدون إنتاجاً مختلف عن الحرق والتدمير ، البناء والتعمير والمشروعات التي يشعرون بأنهم مطالبون عندما يعودون إلى مقر إقامتهم بالخارج التشويق لها والترويج لهذا التقدم ...

هذه وظيفة موجودة في الدم عندهم . هناك على النقيض من يأتي إلى مصر ويعود - بقصد ومنهج أوبغير قصد - يتحدث عن مصر وكأن مؤسساتها منهارة تماماً ولا تعمل ، يحمل معه كل ما يسيء لمصر وشعبها ، منهم الناقمون على هذه النجاحات ودون ذلك كثير ، لا تجلس معهم أو تستمع اليهم الا ويوجهون سمومهم لمصر وقيادتها وشعبها ويسوقون لانجازات الدولة وصبر الشعب بطريقة لا تناسب مصر تاريخاً وثقافة ، وقيادة وشعباً ، يتحدثون عن مصر وشرطتها وجيشها ومؤسساتها وكأنها تتفرج على الشعب يأكل بعضه بعضاً ...

ساء ما ينطقون ! يتحدث إليك عن النظام في البلد الأوروبي الذي يعيش فيه ، ويسرد لك ما تفعله الشرطة ورجال البوليس في التعامل مع البلاغات وتطبيق القانون ، ويتباهى أنه يعيش في بلد متحضر ينفذ القانون - وهو الواقع - بطريقة تجعلك تتساءل في قرارة نفسك عن انتمائه ودمه البارد تجاه موطنه الأصلي ! لا أنكر التقدم والتحضر في تطبيق القانون بالخارج ، ولكن يهمني تسويق نفسي ومن أين أتيت وثقافتي وحضارتي وحاضري ومؤسساتي ، يسوق صديقنا بلده وشرطتها على أساس يسيء للدولة وجهودها وخدماتها المقدمة للمواطن ويقلل من الجهود المبذولة لتحقيق أمن المواطن وحماية الأرواح التي يتحدث عنها الرئيس " السيسي " في كل مكان يذهب إليه ، وكان أخرها في المؤتمر الصحفي المشترك بقصر الأليزيه مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون " ، عندما قال الرئيس "أنا أحمي ١٠٠ مليون ". التوقيت هو الساعة الثانية عشر ظهراً ، يوم الأربعاء ،الموافق ٢٧ يناير الجاري ، المكان هو موقف الميكروباص بمنطقة عرب المعادي . الواقعة : بعض البلطجية في موقف عرب المعادي يعترضون سيارة في طريقها للمغادرة بها المريض الذي لديه موعد مع المستشفى ، المدرس والصحفي وربة المنزل وطوائف مختلفة ، وكان لدينا موعد مع القطار ، توسلات للسائق بأن يفسح بسيارته لكي تخرج السيارة المغادرة ، سباب ولعان وبلطجة خارجة على القانون لا تليق بكرامة الإنسان .

وبعد أن وصل المحرر إلى مقصده أجرى اتصالاً هاتفياً بالمقدم "أحمد فرج "- رئيس مباحث قسم البساتين - حيث تتبعه هذه المنطقة ، اتصال يأتي من معاون المباحث للمحرر : ألو يافندم أنا النقيب "أحمد سمير " - معاون مباحث قسم البساتين - مكلف بخدمة سيادتك ، من قلب الموقف وقد جمع المعاون البلطجيه بعد الإدلاء بمواصفاتهم وتم اصطحابهم لتنفيذ القانون عليهم . أسوق هذه الواقعة للقارىء كمقدمة لمعرفة التطور الذي حدث في خدمات وزارة الداخلية بقيادة اللواء "محمود توفيق " واستراتيجية التعامل مع البلاغات القادمة من الشارع ،لكي يتحقق الاطمئنان والسلام الاجتماعي في مصر ،ويسير لمواطن في أي مكان شاء أن يذهب إليه ورأسه مرفوع لا يخيفه بلطجي أو إرهابي أو صاحب صوت عال ، طالما أن هناك رجال مهمتهم مواجهة هؤلاء الخارجين عن القانون حتى الشهادة .

الرسالة الثانية التي أود إرسالها لك عزيزي القارىء أن هناك تطور في منظومة الأمن في القاهرة لتحقيق السلام الاجتماعي لما يزيد عن ١٢ مليون يعيشون بها من قبل القيادات العاملة في هذا الشأن ، وفي المقدمة اللواء "أشرف الجندي "- مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة - واللواء نبيل سليم " مدير مباحث العاصمة - الذي استطاع الدفع بكفاءات في أقسام المحافظة التي تزيد عن ٤٠ قسماً بين قطاعات الشرق والغرب والجنوب والشمال ، بما يحقق التناغم في العمل داخل هذه المنظومة الاحترافية . أستطيع أن أقول أنني قادم من فرنسا وشاهدت منظومة العمل الأمني في الشارع خلال فترات عصيبة عاشتها الجمهورية الفرنسية في ظل مظاهرات السترات الصفراء ، ومظاهرات ضد العنصرية ، ومؤخراً التظاهرات ضد قانون الأمن الشامل ، والمقارنة في الأداء تجعلني منحاز دائماً لكفاءة واحترافية الجهاز الأمني المصري في التعامل مع قضايا نوعية كثيرة ، منها ما يتعلق بالارهاب ،والشارع ،وجرائم الأموال العامة والبنوك ، وفض المظاهرات ، وكانت الدردشات مع الزملاء أثناء تغطية هذه المظاهرات تقول دائماً " هما عايزين فرقة من مباحث القاهرة تنزل تخلص ". ليست مجاملة بقدر ما حالفني الحظ أن أكون شاهداً على تطور أداء وزارة الداخلية للحفاظ على أرواح وكرامة المصريين ، وافتخار نسرده في الخارج عندما نعود .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة