ممدوح الصغير
ممدوح الصغير


سجين لم ينم ليلة واحدة داخل محبسه؟!

ممدوح الصغير

الأحد، 31 يناير 2021 - 07:34 م

 

فى أجندة أى طبيبٍ حكايات وأسرار بالجملة، بعضها من الطرائف، لأنها مرتبطةٌ بقضايا وجرائم.. د. أحمد عبدالسلام، المدير العام للإدارة الطبيبة بمؤسسة أخبار اليوم، واستشارى أمراض السكر، عاش سيناريو قصة تُعد أغرب من الخيال..

فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى، كان  نائبًا فى مستشفي اسثتمارى كبير، وخلال وجوده فى عمله، دخل عليه ضابط ثلاثينى العمر، يرافقه  مريضٌ من ملابسه عرف أنه سجينٌ، وطلب منه الضابط إجراء الكشف على المريض، وحجزه حال ثبوت إصابته بأمراض القلب.. المريض  كان يتوجَّع؛ ليُوهم الطبيب بمرضه، وبإجراء الكشف عليه، قال الطبيب إن المريض قلبه سليمٌ، وكتب فى تقريره الحقيقة التى اتضحت له.

فى صباح اليوم التالى، كان اتصال مدير المستشفى بالطبيب الشاب، واستفسر عن عدم حجزه للمريض، فكان رده بأن قلب المريض سليمٌ ولا يستحق حجزه، وبعدها بساعةٍ، وصل الطبيب اتصالٌ آخر من مديرية أمن القاهرة عن نفس الموضوع، والضابط المتحدث  أخبره بأن المديرية أرسلت السجين المريض برفقة ضابط؛ للكشف عليه وحجزه، فكان رده أن المستشفى تابعٌ لمديرية أمن الجيزة، وهى من تُرسل الخطاب للمستشفى.

ظن الطبيب الشاب أن قصة المريض السجين انتهت، لكنه  فوجئ بعد يومين بوصول مأمورية من مديرية أمن الجيزة، ضابط ومعه حراسة على السجين، وتم إجراء الكشف عليه وحجزه داخل المستشفى، وتم اختياره مرافقًا له طوال فترة بقائه داخل الصرح الطبى، وبعد أيامٍ عرف الطبيب الشاب أن المريض السجين هو واحدٌ من 17 مسؤلاً تم اتهامهم فى قضية الرشوة الكبرى.. القضية تحظى باهتمام الرأى العام، وتم القبض عليهم بفضل يقظة رجال الرقابة الإدارية، وكانت صفحات الصحف تحمل صورًا وكلمات كبار المحامين، الذين كانوا ضمن دفاع المتهمين.

رتَّب محامى المتهم المريض ملفًا طبيًا، وصار من حقه أن يحضر معه الطبيب المرافق الجلسات، وقبل الجلسة يُراقب الضغط والنبض، ويمده بالأدوية فى المواعيد المحددة، وظل مرافقًا له حتى فترة محاكمته.. من الغرائب فى القضية أن القاضى الذى كان ينظر الدعوى توفى، وتم إسناد القضية لزميل له.

جاءت لحظة  النطق فى القضية، واهتزت القاعة من فصاحة كبار المحامين.. الطبيب الشاب سمع  مرافعات مشاهير المحاماه، وتسلل له إحساسٌ بأن المتهم الذى يرافقه لن يُحبس أو سيحصل على حكمٍ مُخففٍ، ورفعت الجلسة للمُدوالة، وخرجت هيئة المحكمة مرةً أخرى، والصمت يُسيطر على أرجاء القاعة، ونطق القاضى أحكامًا مختلفةً، وكان نصيب مَنْ يُرافقه السجن عامين، قضى منهما 18 شهرًا داخل المستشفى.. الطبيب راقب وجه المتهم المريض، فإذ بالسعادة تظهر  عليه، ولدى عودته للمستشفى، عرف أنه سيخرج بعد أيامٍ من السجن؛ لانقضاء ثلثى العقوبة.. خرج المتهم من المستشفي على السجن، وكان فى انتظاره محاميه الخاص ينهى إجراءات  الإفراج.

لم ينسَ المتهم المريض وداع  طبيبه، رفيق رحلة العلاج والمحاكمات، وتمر السنوات ونسى الطبيب القصة، إلا أن الأول جاءه خلال مشاهدته لإحدى الفضائيات العربية، شاهده يتكلَّم من خارج مصر، يتكلَّم بلغة المحبة لمصر، عرف أنه سافر خارج مصر، وصار من كبار رجال الأعمال فى بلاد المهجر.

لم تكن قصة المتهم المريض هى الوحيدة داخل الأجندة الحمراء للطبيب، فهناك قصة مع نجمة  مشهورة حاولت الانتحار، بعد أن وطأت أقدامها الشارع، لتجمُّع المئات حولها طلبًا لصورة سيلفى.. فى ذلك الوقت كانت النجمة عشرينية العمر، وحصلت على وعدٍ منه بنشرها فى حكايةٍ أخرى دون  الإشارة إليها.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة