لمستشار محمد شيرين فهمي
لمستشار محمد شيرين فهمي


«أنتم غارقون في الأمية الدينية».. نص كلمة قاضي محاكمة المنضمين لتنظيم القاعدة

إسلام دياب

الأحد، 31 يناير 2021 - 08:05 م

ألقى المستشار محمد شيرين فهمي كلمة أثناء إصدار الدائرة الأولي إرهاب بمحكمة الجنايات المنعقدة بمجمع محاكم طرة اليوم الأحد حكمها على 12 متهمًا منهم 5 متهمين محبوسين و7 متهمين هاربين في القضية رقم 154 لسنة 2020 جنايات أمن الدولة طوارئ - كرداسة والمقيدة برقم 484 لسنة 2020 حصر أمن دولة طوارئ- شمال الجيزة والمعروفة إعلامياً بـ " الإنضمام إلى تنظيم القاعدة بالسودان".

وأمرت المحكمة بإدراج المتهمين المحكوم عليهم علي قائمة الإرهابيين المنصوص عليها في القانون رقم 8 لسنة 2015، وقضت المحكمة بوضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة مدة 5 سنوات بعد انقضاء مدة العقوبة.

وعاقبت محكمة الجنايات اليوم متهما واحدا بالسجن المؤبد وعاقبت 9 متهمين بالسجن المشدد 15 عاما ومتهم واحد بالسجن المشدد 7 سنوات وبراءة متهم أخر من التهم المنسوبة اليه.

وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى وعضوية المستشارين حسن السايس ومدحت عبد الكريم وبحضور حمدي الشناوي الامين العام لمأمورية طرة وسكرتارية طارق فتحي.

وبدأ المستشار محمد شيرين فهمي كلمته اليوم بالآيه الكريمة: بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ»..

وأضاف: إن من يَدعُون للاقتتال باسم إقامةِ شرع الله... غارقون في الأمية الدينية ... يعيثون في الأرض فساداً وترويعاً للآمنين... بسبب تطلعهم إلى السلطة بالقوة عن طريق استقطابِ الشبابِ والتلاعبِ بعقولهم وشحنِهم نفسياً وعاطفياً بأفكارٍ مغلوطة.. ومضلِلة لفهم الآيات القرآنية وغرسِ الجهاد في نفوسِهم بمفهوم خاطئ، بأن الحكامَ وأعوانَهم طواغيت، وعدو صائل ينبغي مقاومته وقتله... مما حولَهم إلى متطرفين بسبب ما وصل إليهِم من الجهل المعرفي.. والسطحي.. بحقيقة الإسلام.

ونوه، فما نراه الآن من العزف على إقامة الشرع، وإظهار الشعائر، والادعاء بإقامة الحدود، استهوى شريحة من الشباب المسلم الصادق، الذي تسيرُه الغيرةُ على الدين، والانتصارِ لإخوانه المسلمين، لتصديق تلك الشعارات، ومن ثم الانضمام إلى تلك التنظيمات السياسية الدموية، التي تستحلُ الدماء، وتستبيحُ التكفير والاقصاء لمجرد المخالفة الفكرية، حيث استغل حملة هذا الفكر كافة الوسائل والتقنيات الحديثة للوصولِ إلى أكبر شريحةٍ من الشباب، ودغدغةِ مشاعرِهِم، والسعي لاستقطابِهِم واستمالتِهِم.

وأضاف: لقد شُرعت القوانين.. وسُنت الأحكام.. من أجل حفظ الحقوق.. وصيانة الدماء والأعراض والأموال ... ونهت عن التعدي والظلم والبغي.. من الإنسان على أخيه الإنسان.. وجاءت الشريعةُ الإسلامية بأحكامِها.. لتنشرَ الأمن والأمان بين الناس، واللهَ أسألُ.. أَنْ يُعيذَنا من الفتنِ.. ما ظهر منها وما بطَنَ.. وأنْ يَهديَ مَنْ ضَلَّ مِنْ عبادهِ.. إلى الهُدى وسواءِ السَّبيلِ.

وأكد قائلا : تأسس تنظيم متعدد الجنسيات أسسه الإرهابي أسامة بن لادن بمنطقة شبه الجزيرة العربية في غضون عام 1988 وامتد منها لدول أخرى ووسع المقاتلون عملياتهم العدائية وسميت بـ "الجهاد الإسلامي" لإسقاط أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بدعوى تكفيرهم لعدم تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة ما أسموه بالخلافة الإسلامية، وذلك من خلال إنشاء مجموعات مسلحة بالأقطار المختلفة يتولى التنظيم دعمها مادياً ولوجستياً، وتستهدف مؤسسات الدول والعاملين فيها ومنشآتها العامة بعمليات عدائية.

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الإنسان وسوى نفسه البشرية فقد ألهمها فجورها وتقواها، وترك له سبيل الاختيار بينهما فقد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، وعلى شاكلة ذلك فقد اعتنق المتهم الأول عاطف شحات عبد العال فكر هذا التنظيم المتمثل في تكفير الحاكم المبدل لشرع الله ووجوب الخروج عليه، وتكفير العاملين بالقوات المسلحة والشرطة، واستحلال القيام بعمليات عدائية ضدهم باعتبارهم من أعوان الطاغوت، واستهداف أبناء الطائفة المسيحية ودور عبادتهم، وإقامة الخلافة الإسلامية، وفرضية المشاركة في حقول الجهاد ونصرة المسلمين المستضعفين في أي مكان في العالم عن طريق الدفاع عنهم بكل الطرق ومنها حمل السلاح في مواجهة الحكام أياً كانوا، وقام بالدعوة لأفكار التنظيم بأوساط مخالطيه عبر برامج التواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية، فأعجبهم قولُه، ولكن والعياذ بالله وراءَ تلك الدعوةِ الباطلة أعمالٌ سيّئة تدلّ على فساد قوله وكذِبه، وتمكن من استقطاب العديد منهم، وأسس جماعة إرهابية تتبع ذلك التنظيم داخل مصر وتعتنق أفكاره المتطرفة وتستهدف ارتكاب سلسلة من العمليات العدائية المتصلة ضد ضباط وأفراد القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمنشآت العسكرية والشرطية، وكذا الكمائن والتمركزات الأمنية ودور العبادة المسيحية بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي تحقيقاً لأغراضها بإسقاط الدولة ونظام الحكم القائم بها وإقامة ما أسموه بالخلافة الإسلامية.

وأوضح قائلا أن تلك الجماعة تولى قيادتها، وأنضم إليها كل من المتهمين سمير محمد أحمد محمد أبو حلاوة - حركي يوسف (الثاني)، وكمال صلاح محمد عسكر وشهرته كيمو عسكر (الثالث)، وأحمد خالد أحمد إبراهيم (الرابع) ، ومحمد هاني عبد المجيد شحاته (الخامس)، وصلاح الدين محمد عبد الفتاح خليل السهيت (السادس)، وأحمد مجدى أحمد الجزيري (السابع)، وبلال محمد أحمد محمد أبو حلاوة (الثامن)، وعبد الله نصر الدين فرج الغزلاني (العاشر)، مع علمهم بأغراضها وبوسائلها الإرهابية في تحقيقها، وتمكنوا من التسلل إلى دولة السودان عبر الدروب الصحراوية بجنوب البلاد بغية تلقي تدريبات عسكرية تؤهلهم للانخراط في صفوف القاعدة بدولة سوريا،  وعقب وصولهم لدولة السودان التحقوا بجماعة مسلحة تتخذ من الإرهاب والتدريب العسكري وتعليم الفنون الحربية والأساليب القتالية وسيلة لتحقق أغراضها واضطلع المتهم محمد جمال علي أحمد البدري - حركي كارا ومصطفي عبد الرحمن (المتهم الحادي عشر) بتدريبهم على أساليب إخفاء الملفات الإلكترونية بأجهزة الحاسب الآلي، بينما تولى المتهم خالد مرجان مصطفي سالم الجوهري (الثاني عشر) وصحة اسمه "خالد مرجان مصطفى محمد" التدريب العسكري وتعليم الفنون الحربية والأساليب القتالية وتصنيع المواد المفرقعة ومفجراتها ومهارات وحيل التخفي ثم تسللوا عائدين إلى مصر عبر الدروب الصحراوية لتنفيذ مخطط تلك الجماعة بعمليات عدائية.

واختتم كلمته قائلا: حقيقٌ بنا أنْ نُعْلِنَها صَريحةً مُدوِّيةً في وجهِ كُلِّ واحدٍ منهم بلا تَلجلجٍ ولا مواربةٍ...إِنَّكَم يا غُدَرُ أبعدُ ما تكونُون عنْ تعاليمِ الإسلامِ، وإنْ تَمسَّحتَم بها زوراً وبهتاناً .وإنَّكم لواقفونَ في يومٍ عظيمٍ مُفزعٍ مَهيبٍ أمامَ محكمةِ العدلِ الإلهيةِ، الحَاكمُ فيها: «ربُّ العالمينَ»)، القائلُ في كتابهِ المبين: «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ» صدق الله العظيم.

اقرأ أيضا| الأحد.. محاكمة المتهمين في «كتائب حلوان»

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة