الأحد، 31 يناير 2021 - 08:30 م

لكل سن حكمه ولكل تجربة خبرتها والانسان طالما عاش وبقى حياً مدركاً محتفظاً بكامل قواه العقلية، طالما اختبر تجارب جديدة تصقل عقله وتزيده حكمة أو هكذا يفترض أن تفعل الأيام بالأسوياء.

الذى لا شك فيه أن الصحيح هو أن من شأن التجارب الواسعة بالحياة أن تغير وتبدل من منظور ورؤية الأشخاص للمواقف والأشياء، فحكمك على أى أمر من الأمور أو قضية من القضايا، نادراً ما يبقى ثابتاً لا يتبدل بمرور الزمن، والحديث هنا ليس عن تغيير لمبادئ وجودية وإيديولوجيات دينية وإنما عن سلوكك وطريقة تلقيك للمواقف والأحداث ومدى تأثرك بها وتفاعلك وإياها وخياراتك فى التعامل والتعاطى معها، فالأكيد أن قراراتك بمواجهة الدنيا مع ثبات مبادئك تختلف وتختلف كثيراً بين ما كانت ستكون عليه فى صدر شبابك وما قد تكونه وأنت أكثر تقدماً بالعمر وتحملاً بالخبرة.

هذه الفكرة وهى من بديهيات منطق التطور العقلي والوجدانى عند البشر، هى ما تجعل من أحكامى أشد قسوة على تلك الفئات من الناس الذين رغم تخطيهم عتبات الشباب والرجولة وبلوغهم مرحلة الكهولة، بعضهم يحتفظ بعصبيته فى التعاطى مع الدنيا والأشياء ومع كل آخر مغاير لهم بصورة من الصور اللهم إلا إذا كان عدوا للوطن وللانسانية وللمجتمع أو كان سلوكه ماساً بسلامة الثلاثة كمقدسات.

وأسوأ من هؤلاء أولئك الذين تقول الدنيا كلها إنهم قتلة، سفاحون هاتكو أعراض ولصوص مصداقاً لأفعالهم ثم يتجاسرون ويخرجون علينا ليدعوا فضيلة الإيمان الأسمى ويقولون بأنهم ليسوا فيما يقترفون إلا طوعا مأمورين بأمر الرب يبغون الصلاح ويدعون للفضائل وما يرمون إلا لصلاح البلاد والعباد..

الأحط إنسانياً أن كبار هؤلاء وأنا لا أعفيهم أبداً من الفهم وإنما أرى فيهم كبر الشيطان، يقودون شبابا لم يختبر الحياة على طريق الكفر والخيانة، طريق جهنم المفروش بجثث الأبرياء وبأشلاء الوطن.

لا أتصور أبداً سوى أن رءوس الخوارج من الإخوان ورديفهم بالجماعات يعرفون الحق وينكرونه، وأن خيارهم الذى يحاسبون عليه هو الباطل.