الأحد، 31 يناير 2021 - 08:52 م

لست من انصار نظرية المؤامرة.. وليس عندى أدنى شك أن الحكومة المصرية تعمل بتفان وإخلاص فى مختلف المجالات.. وسط ذلك كله لم تتخلَّ الحكومة عن الاهتمام بترميم وتطوير وإحياء وتجميل القاهرة بشوارعها ومبانيها العتيقة.. وعند القيام بجولة بسيطة سيرا على الاقدام فى شوارع وسط البلد فى القاهرة الخديوية نرى ذلك بوضوح.. على جانب آخر نرى ايضا اهتمام الحكومة بتطوير منطقة الفسطاط بمصر القديمة لتصبح منطقة سياحية جميلة تضم ساحة كبرى ومتنزها وممشى وبحيرة تم استعادتها بعد ان كانت مقلبا للزبالة ووكرا للمشردين والضالين لسنوات طويلة..

كما نفذت الحكومة مشروع اصلاح النافورة النيلية الراقصة واعادة تشغيلها بعد توقفها لاكثر من ٤٠ عاما لتطل علينا بصورة رائعة.. هذا اضافة لمشروعات اخرى عملاقة.. لا غبار عليها.. لا تزال تحت الانشاء مثل مثلث ماسبيرو.. ثم نأتى لحديث الساعة حول مشروع العجلة الدوارة او كايرو آى المزمع اقامته عند مدخل جزيرة الزمالك بحديقة المسلة.. هذا المشروع الذى يدور حوله كثير من (اللغط) والمناقشات فى الصحافة والاعلام حيث انه ليس المكان المناسب لاقامة مشروع سياحى بهذا الحجم.. (مرجيحة ومقاه ومطاعم) من المفترض ان تجذب الالاف من المترددين فى منطقة تعانى اصلا من اختناقات مرورية!!.. اكيد فى حاجة غلط؟!.. لاننى لا اشكك على الاطلاق فى ان متخذ القرار لا يبحث الا عن الصالح العام..

غير ان السؤال الذى يطرح نفسه هنا هو: على اى اساس وقع الاختيار على هذا الموقع؟.. ولماذا لا يلتفت لرأى سكان حى الزمالك (وانا واحدة منهم) واحتجاجهم على اقامة المشروع عند مدخل الحي.. الذى كان يوما ما هادئا.. وعلى رأس شارع صغير عرضه لا يزيد على خمسة عشر مترا ويؤدى إلى نادى الجزيرة وبرج القاهرة ومركز شباب الجزيرة ونادى ضباط الشرطة والنادى الاهلى ودار الاوبرا المصرية ومستشفى ونادى المعلمين واكثر من عشرين مدرسة ومطلع كوبرى السادس من اكتوبر وهو ذات الشارع الذى يكتظ بالمارة والسيارات فى ساعات الذروة الان؟!.. فكيف سيكون الحال اذن مع تنفيذ وتشغيل العجلة الدوارة؟!

لست اول من يطرح هذا الموضوع كما اننى لن اكون الاخيرة.. لعل الحكومة تستمع وتنصت لدعوتنا بضرورة اعادة دراسته ومراجعته ونقله إلى موقع آخر اكثر ملاءمة!