مدخل محمية وادي الريان
مدخل محمية وادي الريان


رحلة في محمية وادي الريان (1) | من البوابات إلى شلال الملك فاروق.. صور

محمود عمر

الإثنين، 01 فبراير 2021 - 06:40 م

 


◄ تستغرق 4 ساعات من القاهرة إلى الفيوم ترى فيهم الجمال والسحر
◄ «مدقات» تاريخية تمر عليها خلال رحلتك 
◄ أحد الشلالات كان يستجم به الملك فاروق وسمي باسمه

 

طبغرافية الأرض المميزة بأشكالها المتنوعة من الرمال الناعمة المتحركة والثابتة التي تأخذ اللون الذهبي، والصخور المتنوعة والنتوءات وقروش الملك المتناثرة في كل مكان والتي تشبه العملات المعدنية.. إنها الطبيعة الخلابة تتجلى فى أبهى صورها في وادي الريان.

رحلة قد تستغرق منك 4 ساعات من القاهرة إلى الفيوم ولكنك ترى فيها متعة تتمنى ألا تنتهى حينما تشاهد سحر الطبيعة وجمالها في كل جانب من جوانبها، فقط تتذكر أنك في منطقة عالمية تقع على أرض الفيوم المصرية.
 
حين تفكر في أن تذهب في رحلة بعيدًا عن ضوضاء المدينة، وبعيدًا عن زحام المناطق السياحية المعروفة، فلن يخطر في بالك أن المتعة بعينها تجدها على أرض محمية وادى الريان فكما يلقبها أهل الفيوم جنة الله على الأرض، تلك البقعة الساحرة التي تجذبك إليها وترى فيها عبق التاريخ يناديك فهنا غرود صموئيل وهنا البحيرة المسحورة وهناك جبل المدورة ومنطقة الشلالات والعيون الكبريتية والحيوانات النادرة والتزحلق على الرمال، بالإضافة إلى الهواء النقي بعيدًا عن أي مصادر تلوث، كل هذا لن تراه إلا هناك على أرص المحمية؛ رحلة مشوقة قام بها محرر بوابة الأخبار ليكشف لنا عن كنز من كنوز الطبيعة وما آلت إليه بعدما عبثت بها أيادي البشر في الحاضر ..  

أصل التسمية

سمي وادي الريان بهذا الاسم نسبة إلى ملك يدعى الريان بن الوليد الذي عاش في المنطقة مع جيشه فترة يسقى ماء من العيون الطبيعية بالمنطقة واتفق البدو على هذه التسمية التي، وجد أن لها أصول مصرية قديمة كما وجد في بردية العالم «جولنشيف» والذي أكد هذه المعلومة العالم «جيكيه».

ويرى الباحثون أن المنطقة كانت مسكونة في القرنين الأول والثاني وأن جزءًا من الأرض كان مزروعًا ويتكون اسم واد الريان من مقطعين لا يطابقان الواقع الحقيقي لأنه منخفض مغلق من جميع الجهات لا يعتبر واديًا ولأن كلمة الريان تعني المشبع بالماء بينما هو قفر لا مياه فيه فلهذا يعتقد أن التسمية جاءت على سبيل الضد كما قال الدكتور جمال حمدان فى كتابه شخصية.

 

 

البداية
عند قدومك من القاهرة على طريق مصر الفيوم الصحراوي، وصولا إلى لافتة على يمينك تحمل اسم "هنا بحيرة قارون ووادي الريان" تسلك طريق أسفلتي يطلق عليه الطريق السياحي تستغرق رحلتك منذ أن ترى عيناك اللافتة نحو ساعتين ترى خلالهما مشاهد متعددة بداية من المنتجعات السياحية والكافيهات على الجانبين حول البحيرة، وصولا إلى قرية شكشوك التي تشتهر بتقديم أشهى وجبات الأسماك، ومن هنا تبدأ رحلتك لمحمية وادى الريان تقطع حوالى 90 كيلو متر من هذه القرية وصولا إلى المحمية، يقابلك على جانبي الطريق بعض المزارع السمكية، والمساحات الخضراء الشاسعة، بالإضافة إلى فيلا يوسف بطرس غالى وزير المالية الأسبق التي أقامها على أرض البحيرة بالمخالفة لقانون المحميات، وصولا لبعض القرى حتى مدخل مدينة يوسف الصديق، تشاهد عيناك السحر والروعة والجمال يتجلى في النظر إلى المياه الصافية والخضرا الكثيفة المنتشرة في قرية تونس السياحية التي يسكنها المشاهير والأجانب، وهنا فأنت أصبحت قريب من مبتغاك فها أنت قد قطعت نصف المسافة لتصل إلى محمية وادى الريان اصبحت على وشك الوصول ولكن حاول أن تحترس من بعض المطبات الصناعية المتواجدة أمامك واحترس أيضًا من ضيق الطريق.

بوابة الرسوم
هنا انتهت معالم العمران لا وجود لمنشآت، فأخر ما تراه عيناك من صنع البشر موقع بوابة تحصيل الرسوم لدخول المحمية ولن تصدق أن ثمن التذكرة للمصريين جنيهان فقط، و 3 دولارات للأجانب، يستوقفك الحارس يطلب عدد من معك في السيارة يعطيك التذاكر ويشترط عليك عدم الدخول في محمية وادي الحيتان فلها تذكرة منفصلة ثمنها 5 جنيهات للمصريين والأجانب 40 جنيها مصريا.
 
وعقب تركك للبوابة تبدأ رحلتك، إذ  تقطع مسافة قدرها 16 كيلو متر فقط لترى المحمية التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة الفيوم وتتكون من البحيرة العليا والسفلى ومنطقة الشلالات التث تصل بين البحيرتين ومنطقة عيون الريان جنوب البحيرة السفلى ومنطقة جبل الريان وهى المنطقة المحيطة بالعيون ومنطقة جبل المدورة التى تقع بالقرب من البحيرة السفلى، ويتميز الوادي ببيئته الصحراوية المتكاملة بما فيها من كثبان رملية وعيون طبيعية وحياة نباتية مختلفة وحيوانات متنوعة وكذلك الحفريات البحرية، ويوجد بالمحمية 15 نوعًا من الحيوانات البرية أهمها الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب وبعض أنواع الصقور.

 

المدقات

تبدأ رحلتك عقب انتهاء إجراءات تحصيل الرسوم مباشرة لتشاهد العديد من المدقات على جانبي الطريق الأسفلتي الضيق الوعر المخيف لانتشار الرمال المتحركة واستيلائها على حرم الطريق دون أن يحرك مسئول ساكنًا لإبعاد الرمال خوفًا على حياة الزائرين، تشاهد المدق الأول ويسميه العربان منطقة المحافظة لأن المحافظة طرحت هناك أراضي استصلاح زراعي قبل أن تعلن المنطقة كمحمية طبيعية لزراعتها، وتم زراعتها بالفعل بأشجار الجوافة والنخيل وبعد إعلان المحمية تعدي الأهالي على الأراضي بالزراعة حتى وصل حجم التعديات لأكثر من 2000 فدان.

 

وعلى الرغم من الإزالات التي تمت إلا أن معاودة التعدي تسير بشكل كبير هناك وهو ما آثر بالسلب على منطقة الشلالات وانخفض منسوب المياه فيها بشكل كبير.

 

منطقة البقرات
يسميه العرب منطقة البقرات وتشاهده على يسار الطريق وهى منطقة سياحية غير مستغلة تمامًا، وسميت بهذا الاسم لوقوع عدد من الصخرات داخل المياه هناك على شكل بقرة فسماها الأهالي بهذا الاسم وكان بها كشف بترولي ولكنها غير مستغلة سياحيًا على الرغم من روعتها وجمالها ومن الممكن أن تستغل سياحيًا بإقامة «الكامبات» والكافيتريات.

 

المزارع السمكية
طريق المزارع السمكية ومن المضحك المبكى أن الذي فكر في إقامة هذه المزارع عربي الجنسية وحصل على بعض الملايين من البنوك لإقامتها وهرب وفق تأكيد الأهالي وفي الوقت الحالي آلت إلى أحد المصريين ومن المفترض أن يتم زراعة 1000 فدان فيها، ولكن يتم زراعة 200 فقط بسبب نقص المياه. 


الشلالات
مدق منطقة الشلالات وهي منطقة الزوار الرئيسية وفور دخولك لهذا المدق يقابلك طريق رملي تسير فيه مسافة 2 كيلو متر حتى تصل إلى الشلالات وهم 5 شلالات يتوقف قلبك عند مشاهدتهم فعلى الرغم من انخفاض منسوب المياه الداخلة إليهم إلا أن سحر الطبيعة يتجلى فيهم، ويقع بها البحيرة السفلى ومساحتها حوالى 100 كيلو متر وهى البحيرة الكبيرة ونسبة الملوحة بها مرتفعة عن البحيرات العليا وتبلغ حوالى 2.5 جرام في اللتر نتيجة عملية البخر وأقصى عمق لها 34 متر ومنسوب سطح المياه 25 متر تحت منسوب سطح البحر وتعتبر بحيرات الريان طبيعية نظيفة هادئة وجميلة وخالية من التلوث.


شلال فاروق 
ويطلق أهالي الفيوم على الشلال الكبير اسم فاروق وتتعد الروايات هناك حول الاسم فمنهم من يؤكد أن هذا الشلال كان المكان المفضل للملك فاروق للاستجمام وصيد البط، ومنهم من يؤكد أنه أطلق على شخص يسمى فاروق كان دائم التواجد هناك للصيد وقول آخر يؤكد أن شخص يدعى فاروق غرق وسمى الشلال باسمه وكلها أقاويل ممتعة تسمعها وأنت في حيرة حينما تدقق نظرك للشلال ، تنظر وتشاهد وبعدها تفكر في الجلوس للراحة لمعاودة الرحلة ويقع بصرك على 4 كافيتريات جميعهم يقدمون المشاريب الساخنة والساقعة والمأكولات بأسعار في متناول الجميع، وفور احتسائك كوب من الشاي تبدأ في التفكير في أصل التسمية لمحمية وادى الريان والتي ذكرت العديد من الأقاويل والقصص حولها ولكن لندخل في الأصل الذى اتفق عليه الجميع.  


 


باقــي الرحلــة في تنشــر فــي الحلقــة (2) .. 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة