الأديبة أميرة الأدهم
الأديبة أميرة الأدهم


الأديبة أميرة الأدهم: بعض المثقفين يلجأون إلى الأبراج والطالع!

الأخبار

الإثنين، 01 فبراير 2021 - 08:39 م

يمكن رؤية مسار تجربة الشاعرة أميرة الأدهم باعتبارها حركة بين مرحلة القوة ومرحلة التفهم، على حد تعبيرها، كأن الدافع للكتابة تأثر بحالة من التمرد نضجت مع توافر الخبرة والمزيد من التأمل، كما يمكن اعتباره حركة من السرد إلى الشعر، ثم عودة إلى السرد من جديد، حيث بدأت حياتها منذ الطفولة بكتابة القصة وصدرت لها قصتها الطويلة الأولى عن الهيئة العامة لقصور الثقافة وهى فى التاسعة عشر من عمرها، إلا إنها عرفت كشاعرة من خلال ديوانين "تفقد عذريتها على مهل" صدر عام 2012 و" تشبه الحياة" وصدر عام 2015، وفى انتظار صدور ديوانها الثالث "وليس لديها مشاكل مع الجحيم"، ويبدو أنها ستعود للسرد من جديد من خلال رواية تعمل على كتابتها منذ أربع سنوات، وعن علاقتها بالشعر تقول: أرتبط كقارئة بقصيدة النثر، ولم أستوعب أبدا الوزن والقافية، الموسيقى الخارجية تشبه أصوات عالية تشغلنى عن المعنى، ولا تسمح بالتأمل، كأنها حاجز بينى وبين المعنى. لم أكن محظوظة بتذوق الموسيقى الخارجية طوال عمري. كتبت فى بداياتى جملا مثل أفكار وومضات ولم أفكر فى كونى شاعرة، لا أحب حالة وجود الشاعر وفكرة الإلهام وصورة الشخص المفوه الذى يرغب فى إسماع الآخرين، هذا الوجود الملح به قدر كبير من الوهم.

- ما هى الصورة التى ترين نفسك فيها كشاعرة؟

كنت أندهش جدًا من تلك الحالة التى أبدو عليها، وكأنى مسحورة فى كتابة الشعر ولا أبذل جهدا فيما يخرج مني، كنت مذهولة تجاه هذه الطاقة كأنها لا تخصني، وأبحث عن مسافة بينى وبينها، وأسخر من تلك الحالة كى لا تسحبني، دماغى التحليلية تحاول رفع نفسى من هذه الطاقة، لكن مع الوقت اطمئنت نفسى إلى أن الشعر ببساطة هو هذه الموسيقى الداخلية وغير الظاهرة أو الخفية والخيال والتكثيف، الذى يأتى دون استدعاء.

عاشت أميرة فى الصعيد قبل انتقالها إلى القاهرة وعملت فى العديد من المراكز والمناطق النائية كطبيبة قبل أن تستقر فى القاهرة منذ ست سنوات فقط، نسألها: كتبت ديوانك الأخير خلال إقامتك فى القاهرة، ما هو تأثير اختلاف المكان على كتابتك؟

الشاعر من وجهة نظرى لا يهتم بخبرة المكان، أو بمعنى أصح لا يكون واعيا بحضورها، والتأثر يكون من خلال رتوش، يصعب الإمساك بها، إلا لو كان الشخص منتميا إلى مدرسة أو جيل ويكتب بنمط، لكنى بدأت أفهم أن الفن يحتاج أكثر مما أعطيه ويحتاج إلى بعد جمالى وراحة، بينما إيقاع القاهرة اللاهث لا ينتج فنًا، حاولت الحفاظ على إيقاع خاص قدر الإمكان، وتنظيف أثر اللهاث.

 لا تنشغل الأديبة أميرة الأدهم بعلاقة المكان بشعرها، ولا ترى فى انتقالها من الصعيد إلى القاهرة، أو فى فترات الانتقال القصيرة داخل محافظة أسيوط أى أثر على كتابتها، لكنها لا تنكر تأثير دراستها للطب بشكل عام، وتخصصها كطبيبة أمراض نفسية وعصبية، على رؤيتها للحياة، وبالتالى على كتابتها، وترى علاقتها بالعلم ليست مجرد دراسة أو عمل، بل طريقة فى التفكير والحياة وتقول عن ذلك: رغم أنى أكتب منذ طفولتي، إلا إنى أصررت على الدراسة العلمية، كنت حذرة من سيطرة الطاقة الشعرية الزائدة على ذاتي، وطوال الوقت كان الطب ينظم لى تفكيري، ويحد من سيطرة تقلبات حالاتى النفسية على حواسي، هذا التقلب ربما مادة خام للكتابة لكن الحياة ليست كتابة فقط، المعرفة العلمية كالأرض الصلبة فى مواجهة رياح الخيال. أن يكون المرء طبيبا، هى معرفة بكيفية عمل الألم والقدرة على احتماله، أما الفنان فهو ذلك الذى لديه رغبة عارمة فى القضاء على الألم؛ لأكون أكثر صدقا لديه رغبة − مؤلمة ومؤرقة − لئلا يوجد الألم من الأساس.

- هل يرتبط هذا الشغف بالعلم بروايتك قيد الكتابة؟

بطلة روايتى طبيبة لكنها ليست سيرة ذاتية بل رواية خيالية، والفكرة الملحة أثناء كتابتها هى اتجاه العالم لتفسير كل شيء من خلال الخرافة، وحتى الفن الآن يتحدث عن بعد ميتافيزيقى للعلم، والمثقفون يلجأون إلى الأبراج والطالع والعلاج الروحاني، وأنا منحازة للتفكير العلمى والطفح الميتافيزيقى يزعجنى لأنه سيفقدنى مفهومى عن الإنسان وحرية إرادته وقيمة عقله، وعلاقته باللغة والعالم،. وأشعر أن ذلك شيء شيطانى وإفلاس من الإنسان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة