صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«مطامير الفيوم».. أقدم فكرة لشيوع الملكية فى التاريخ الإنسانى

محمود عمر

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 - 05:42 م

لاشك أن محافظة الفيوم من المحافظات التى تتمتع بتاريخ كبير على مر العصور، حيث عاش على أرضها أغلب الحضارات الإنسانية التاريخية وما قبل التاريخ.

وقد عثر فى الفيوم على عدد كبير من المطامير وهى أماكن تخزين الغلال والتى عرفتها مستوطنات الفيوم خلال العصر الحجرى الجديث، وتميزت بأنها أنشئت خارج الكتل السكنية، لأن المناطق السكنية.

وكانت تجاور بحيرة قارون وخاف سكان الفيوم وقتها من تلف الحبوب من الرطوبة حتى لا تتأثر بالتعفن لذا اختاروا موقع صخرى مناسب يبتعد عن الأماكن المأهولة بالسكان بنحو كيلو متر.

يقول هشام مسعود العلاقى "الباحث التاريخى" أن مطامير الفيوم كانت تتكون من مجموعتين متجاورتين واكتشف فيها الحبوب من القمح والشعير وكذلك عثر على أدوات استخدمها سكان الفيوم في الزراعة مثل الفأس اليدوية الحجرية والمنجل.

ويوضح أنه عثر بالفيوم على 67 مطمور لتخزين الغلال وبعدها علي 115 مطمور يتم تخزين القمح والشعير منهم علي السواء واختلفت نسبة القمح والشعير في المطامير فقد ذكرت كاتون تامسون أن 14 مطمور كانت مليئة بالشعير ووصلت نسبة القمح حوالى 38% فى 34 مطمور، مشيرا إلى أن المطامير كانت تقام بعمل حفر دائرية وأرضية المطامير مبطنة الجوانب ومبطنة من الحصير المجدول ولصقت بالطين الرطب.

وكذلك وجد تبطين من التبن المخلوط والقش والبوص وبقطع صغيرة من الحجر بحيث تكون عملية تفكيكها صعبة، وكانت توجد داخل المطامير الزنابيل والزنبيل هو الجراب أو الوعاء أو القفة وكذلك تم العثور على غطاءات الزنابيل المستخدمة فى حفظ الحبوب من العشب المنسوج وكانت بعض الأغطية من قطع حجرية مختلفة واستخدمت الزنابيل لتخزين الحبوب فيها ووضعها في المطامير وبلغ ارتفاعها ثلاث بوصات وكانت تقف على تبن جهز ليكون قاعدة للزنبيل.

ويتابع "العلاقى" إلى أن سكان الفيوم قاموا بتخزين الغلال في مطامير جاءت على ثلاثة أشكال الأولي منها عبارة عن حفر مبطنة الجوانب والأرضية بالقش والثانية أوانى فخارية وضعت فى حفر واستخدم غطاءات لتلك الأوانى الفخارية والثالثة وضع القمح والشعير في زنابيل بعد وضع الزبيل فى الحفر

واكتشفت فى إحدى المطامير وهو المطمور رقم 50 أدوات خشبية عبارة عن خشب علىي شكل قوس ذو طول مسطح من خشب الأثل طولها 38 بوصة وعرضها 1.75 وربما استخدمها سكان الفيوم قديما لفصل الشعير والقمح من الغلال، ومن أهم ما وصل إليه مجتمع الفيوم وجود بعض مظاهر التفكير الجماعى في بناء المخازن الجماعية وذلك للتسهيل على سكان الفيوم فى حراستها وكانت مطامير الفيوم أقل عددا من مطامير مرمدة بنى سلامة ويعنى هذا أن سكان الفيوم اعتمدوا إلى جانب الزراعة على أسماك البحيرة وما كان يأتى إلى شواطئها من الحيوانات البرية فاعتمد سكان الفيوم فى أغلب غذائهما علي الأسماك وكان من أنواع الأسماك الموجودة في ذلك الوقت القرموط كلارياس klarias وقشر البياض lates nitotica ودل على ذلك وجود عظام الأسماك فى أعمال الحفائر .

ويضيف أن العديد من الأبحاث التاريخيى ومنها أبحاث فايز أنور عبد المطلب مسعود أن مطامير الفيوم تدلنا على التعاون والأمان والثقة المتبادلة بين سكان الفيوم والوعى الاجتماعى وكذلك إدراك سكان الفيوم بطبيعة المكان والأماكن المناسبة لإنشاء المطامير لحفظ الغلال، وساعدت تلك المطامير على وجود وعى اجتماعى وتعاون مستمر بين سكان الفيوم فى العصر الحجرى الحديث ووجود المطامير بتلك الكيفية يدل على وجود نظام سياسى يحكم سكان الفيوم ويقوم بالإشراف على حماية تلك المطامير.

وينهى "العلاقى" إلى أن مطامير تخزين الغلال فى الفيوم، أقدم فكرة لشيوع الملكية فى التاريخ الإنسانى، حيث عمد أهالى الفيوم إنشاء مطامير أو حاويات لتخزين الحبوب فى مكان واحد ويتم توزيع حصة على الجميع وقت الحاجة والتى توضح لنا ملامح من حضارة الفيوم فى الـ 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

اقرأ أيضًا: محافظ الفيوم يتفقد أعمال تبطين بحر الجرجبة في إطسا

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة