جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

ربع العالم يحتكر اللقاح!!

جلال عارف

الثلاثاء، 02 فبراير 2021 - 08:07 م

صوت القادرين دائما عال ومسموع. فى الأيام الماضية تركزت الأضواء على  الخلاف بين الاتحاد الأوربي وشركات إنتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.. بينما المعركة الحقيقية تجرى فى مكان آخر ولا تجد الاهتمام الكافى حتى الآن!!

فى معركة القادرين كانت هناك شكاوى من تأخير تسليم دفعات اللقاح من الشركات المنتجة فى المواعيد المحددة وكانت هناك تهديدات بإجراءات قضائية وقرارات تعطى الأولوية لدول أوربا فيما تنتجه المصانع داخل أراضيها.. وفى المقابل كانت الشركات المنتجة تمارس الضغوط للحصول على التراخيص اللازمة لبدء استخدام إنتاجها وتريد الاحتفاظ بهامش الحركة لتحقيق أقصى ما يمكن من أرباح خاصة اذا حدث ما هو متوقع حتى الآن، وأصبحت كورونا زائرا سنويا يستدعى استخدام اللقاحات بصورة مستمرة مع تطويرها الدائم.!!

معركة القادرين لا تعنى عدم امتلاك الدول القادرة لما يكفى من لقاحات وإنهاء  معركة الحفاظ على حقوق منحها لها القدرات المالية والتمويل المسبق للأبحاث والقدرة على التعاقد الذى يغطى احتياجاتها أكثر من مرة. والأرقام هنا تكشف عن واقع شديد التفاوت فى قضية احتكار اللقاحات.

آخر بيانات منظمة الصحة العالمية تقول ان الدول الغنية التى يبلغ عدد سكانها حوالى ١٢٠٠ مليون نسمة قد اشترت أكثر من أربعة مليارات جرعة لقاح.. بينما الدول متدنية الدخل التى يبلغ عدد سكانها ثلاثة أمثال سكان الدول الغنية لم تتمكن إلا من التعاقد على شراء حوالى ٧١٠ ملايين جرعة!! واذا أضفنا ما سيتم توزيعه من خلال المبادرة الدولية لمساعدة هذه الدول وقدره ١١٠٠  مليون جرعة لقاح..  لأدركنا حجم التفاوت الذى تزيد وطأته مع ما يسببه سباق القادرين على احتكار اللقاح من تأخير فى وصول اللقاح لباقى دول العالم.

المشكلة أن الكل يدرك الآن أنه لا أمان لدولة أو مجموعة دول بعيدا عن باقى العالم، وأن مقاومة الوباء لن تكون فعالة إلا إذا شمل التلقيح كل الدول، وان البديل عن ذلك هو ان تتحول دول عديدة إلى بؤر للفيروس القادر على إنتاج سلالات أشد فتكا لن ينجو منها القادرون مهما أنفقوا ومهما بذلوا من جهد لاحتكار اللقاحات!!

يعرف الجميع ذلك لكن فى عالم تغيب عنه العدالة، نرى ما نراه الآن من صراعات لاحتكار اللقاحات، ومن ترك مصير المعركة ضد الوباء  فى قبضة القادرين والأقوياء وتحت رحمة حروب البيزنس أو مناورات السياسة.. أو الاثنين معا فى معظم الأحيان!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة