صورة موضوعية
صورة موضوعية


أول محطة إذاعة مصرية.. تروج عن المخدرات

إيهاب المليجي

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 05:43 ص

قصص عديدة حدثت ذكرت بل وخلدت في التاريخ المصري، منها المضحكة ومنها المبكية ومنها التي أثارت دهشة المجتمع بأكمله، ونسرد لكم بين السطور القادمة قصة أول محطة إذاعية مصرية تروج عن المخدرات.
 

قام حبشي جرجس، عام 1927 بإنشاء أول محطة إذاعة مصرية، والتي تذيع باللغة العربية وتنشر الفن والثقافة المصرية، بعد ما عاد من إنجلترا، حيث مضى نحو 5 سنوات بها، أتم دراسته للهندسة اللاسلكية وحين عودته كان معه مجموعة من أجهزة الراديو التي تشغل باستخدام البطاريات حينها، في الوقت التي كان يوجد في مصر 400 جهاز راديو ويمتلكهم الأغنياء فقط، لكن دون جدوى، حيث إنه لا توجد وقتها محطة إذاعة عربية، وذلك كما ذكرته مجلة التحرير 26 مايو 1959.

عانى حبشي، من التفكير كثيرًا حول إنشاء محطة محلية، ولكن لم يكن يمتلك النقود الكافية ليستورد محطة من الخارج، فقام بالذهاب إلى وكالة البلح باحثا عن أي شيء يخص أجزاء محطة من مخلفات الحرب العالمية الأولى، عثر بالفعل علي بعض من تلك الأجهزة حين بحثه صارح صاحب المحل بأنه لا يمتلك النقود الكافية وعرض عليه أن يشاركه مقابل أخذ تلك البضاعة، وبالفعل اكتملت المحطة التي كان مقرها شارع فؤاد بشبرا، وبعد محاولات عديدة ومرهقة نطقت الإذاعة.

كانت قيمة الاشتراك فى المحطة نص ريال، ووصل الإيراد اليومى للمحطة إلى 10 جنيهات، وكان من امتيازات المشتركين أن تلتزم المحطة بإذاعة الأغنية التى يطلبها المشترك شريطا، أن يذكر فى خطابه المرسل للمحطة رقم اشتراكه، ومن المطربين الذين كانوا يذاع لهم أغانيهم صالح عبد الحى ومحمد عبد الوهاب وأم كلثوم وبديعة مصابنى وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم ، وكانوا لا يتقاضون أجرا مقابل حق الإذاعة.


بعد فترة من الوقت قامت سيدة، بزيارة الإذاعة ودفعت مبلغ  50 جنيها دفعة واحدة كاشتراك منها فى المحطة على أن تذيع لها المحطة إسطوانتين " الجو رايق لـ عبد الوهاب ، و الجو غيم لـ صالح عبد الحى " على أن تقوم المحطة بقطع ما تذيعه وتذيع إسطوانة من الإثنتين تحددها السيدة فى الوقت الذى تريده بالتليفون، واستمر هذا الاتفاق  لفترة تقوم السيدة بالاتصال وتطلب ما تريده والمحطة تقطع الإرسال وتذيع ما تطلبه السيدة ، وفوجئت المحطة يوما بالبوليس يحاصرها ويفتش المحطة ويقبض على حبشى جرجس وتستدعى عبد الوهاب وصالح عبد الحى للتحقيق فى النيابة .. 

ومع التحقيق اكتشفوا أن السيدة تتزعم عصابة تهريب مخدرات وكانت تراسلهم عن طريق الإذاعة فأغنية عبد الوهاب " الجو رايق " تعنى أن الوقت مناسب للتهريب ، وأغنية صالح عبد الحى " فى الجو غيم " تعنى أن البوليس لهم بالمرصاد، ترافع عن الإذاعة والمطربين أ.إسماعيل وهبى وثبتوا حسن نيتهم فى التعامل مع السيدة.


وكانت برامج المحطة تبدأ فى السابعة صباحا بتلاوة القرآن الكريم ثم نشرة الأخبار ثم التعليق على الأنباء ثم إذاعة إسطوانات غنائية ثم برنامج " ما يهم المرأة " وكان يعده ويقدمه أحد تجار أدوات الزينة والتجميل متطوعا بل كان يدفع للمحطة 3 جنيهات شهريا مقابل أن يقوم بالدعاية فى برنامجه لترويج أدوات الزينة التى يبيعها ، وفى السهرة برنامج "طبيب العيلة" وكان يقدمه الدكتور عبد الفتاح محمد القاضى يتحدث فيه عن الأمراض الشائعة ويجيب عن أسئلة المشتركين.
 

وفى عام 1934 منحت الدولة لشركة ماركونى امتياز إنشاء محطة الإذاعة اللاسلكية، فصدرت التعليمات الرسمية بغلق المحطات الأهلية ومصادرتها " تأميمها " ، وعينت الحكومة حبشي جرجس موظفا فى الإذاعة الحكومية لكنه سرعان ما تقدم باستقالته بسبب مهندسي المحطة " كلهم أجانب " كانوا يتعمدون الإساءة إليه بمناسبة وبدون مناسبة.
 

اقرأ أيضا | غادة والي: تضاعف نسبة الأطفال ضحايا الإتجار بالبشر 3 مرات خلال 15 عامًا

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة