المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق
المفكر حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق


حلمى النمنم: عدم انتماء «الإرهابية» وإيمانهم بـ «اللاوطن».. أسباب رئيسية

حلمي النمنم: الإخوان خانوا أنفسهم قبل الوطن | حوار

محمد زهير- أحمد عبيدو

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 07:54 م

تواصل جريدة «الأخبار» فى حلقتها الثانية الإجابة على السؤال الصعب وهو أسباب فشل الإخوان المسلمين فى تجريف وتحريف وتزييف الشخصية المصرية.. فى هذه الحلقة نحاور الكاتب الكبير حلمي النمنم وزير الثقافة السابق لنطرح عليه العديد من الأسئلة حول أسباب صلابة الشخصية المصرية أمام المخططات الإخوانية وكيف تعامل المصريون مع الاستعلاء الإخواني لهم وأسباب انكشاف الإخوان سريعا فى أقل من عام واحد من توليهم مقاليد الحكم فى مصر أمام هذا الشعب الأبى العظيم.. أسئلة كثيرة طرحناها على المفكر والمثقف الكبير حلمي النمنم فكانت الإجابات التالية التى أكد من خلالها أنه من الصعب بمكان إحداث تغيير فى الشخصية المصرية تلك الشخصية التى تكونت عبر آلاف السنوات كما من الصعب أيضا أن يلعب أحدًا على وتر الدين لدى المصريين خاصة وأنهم متدينون منذ قديم الأزل ويؤمنون بالآخرة والحياة الأخرى.. وإلى نص الحوار. 

الإخوان‭ ‬لديهم‭ ‬استعلاء‭ ‬مقتبس‭ ‬من‭ ‬‮«‬نيتشه‮»‬‭ ‬ رائد‭ ‬الإلحاد‭ ‬فى‭ ‬العالم

المصريون‭ ‬يثقون‭ ‬فى‭ ‬جيشهم‭ ‬لأنه‭ ‬الضامن‭ ‬الوحيد‭ ‬للاستقرار‭ ‬والتنمية

نظرية‭ ‬أستاذية‭ ‬العالم‭ ‬‮ «‬ماسونية‮» ‬‭ ‬تبناها‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬لإحياء‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية

لا‭ ‬تصالح‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‮»‬‭ ‬والتاريخ‭ ‬شاهد‭ ‬على‭ ‬خيانتهم

الظواهري‭ ‬أرشد‭ ‬عن‭ ‬صديقه‭ ‬عصام‭ ‬الترساوي‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬اغتيال‭ ‬السادات‭!‬

- فى البداية.. لماذا تتفوق الشخصية المصرية عن غيرها من الشخصيات؟

الشخصية المصرية تتميز بالعديد من الصفات يصعب توافرها فى الكثير من الدول سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو القارة السمراء أو الدول العربية، كما أن تلك الصفات لا تتوفر فى عدد كبير من الدول الكبرى فى العالم نظرا لعدد من الظروف الجغرافية والتاريخية وغيرها من العوامل التى تركت أثرا كبيرا فى الشخص المصرى، ومن أهم تلك الظروف والعوامل هى نشأة الشعب المصرى خاصة أن المجتمع المصري معروف منذ 9 آلاف عام وهى فترة زمنية كبيرة قياسًا على المجتمعات الأخرى أهمها الولايات المتحدة الأمريكية والتى لم تنصهر حتى الآن بسبب الأقليات الموجودة وبكثرة فى بلادهم.

بالإضافة أن غياب المشاكل العرقية والمشاكل الثقافية فى المجتمع المصرى ساعد بشكل كبير فى تكوين الشخصية المصرية .. كما أن توافر التقاليد والأعراف المجتمعية والقوانين التى ساعدت الدولة فى خلق مجتمع متجانس متكامل، يستطيع الشخص المصرى من خلالها إنهاء أى صراعات بشكل سريع قبل أن تصل إلى حروب أهلية .

- كيف ساعد إنشاء الدولة فى تكوين الشخصية المصرية؟

السبب الرئيسى فى إنشاء دولة وسلطات فى مصر، وجود نهر النيل فى الأراضى المصرية، الذى يحتاج إلى تنظيم فى خروج المياه، بالإضافة إلى ضرورة إعداد حملات تنظيفية على ضفاف النيل، كما أن الشعب المصرى كان يحتاج إلى وقف فيضان النيل الذى يهدر المحاصيل الزراعية والمنازل، بالإضافة إلى كثرة الأمراض الناتجة عنه أهمها البلهارسيا، هذا النمط يقتضى وجود دولة ومؤسسات ولذلك تكونت الدولة المصرية لتصبح أقدم الدول فى التاريخ.

وبالتالى فإن وجود دولة تنظيمية بحدود جغرافية ثابتة ومجتمع ذات أصول سكانية معروفة ساعد فى خلق الشخصية المصرية .

منبع الاخلاق

- ما هى السمات التى تميز الشخصية المصرية؟

السمات المصرية تكونت نتيجة وجود نهر النيل فى مصر الذى ساعد فى تكوين مجتمع زراعي يعتمد على الزراعة والحصاد، وبالتالي فإن الشعب المصري أصبح يحب الخير نتيجة الحصاد الكثير، ويكرهون العنف، لأنه يعطلهم عن الزراعة والحصاد، وبالتالي فإن الشعب المصري هو شعب بناء ومعطاء.

كما أن نهر النيل ساعد فى بناء الشخصية المصرية المتدينة، نتيجة أن المزارعين كانوا يبدأون الزراعة ويخافون على حصادهم من التقلبات الهوائية وتقلبات النيل جعلهم يحتاجون إلى الدين ويعتمدون على الخالق فى أرزاقهم وحماية محاصيلهم الزراعية وتربية أبنائهم على الرضا بقضاء الله فى التواؤم مع الطبيعة.

كما أن المؤرخين في العالم أشادوا بالأخلاق المصرية وتكوين الشخصية المصرية أهمهم جيمس هنري برستد الذي قال إن المصريين هم منبع الأخلاق في العالم، وأكد أن تكوين المنبع الأخلاقي جاء من نهر النيل، وإيمانهم الكبير بالله عز وجل، وإيمانهم بالموت والنهاية التي تأتي بالبشر وجميع المخلوقات والأشياء المختلفة، وجاءت فكرة النهاية أيضا من الزراعة التي تبدأ ببذرة وتنتهي بالحصاد ولذلك فإن أكثر الأشياء التي يقدسها المصريون الفراعنة هي الإيمان بالموت والخوف من الموت.

- ما هو سبب انصهار معظم الشخصيات المحتلة للشعب المصرى سواء كانوا انجليزا أو فرنسيين أو غيرهما تحت لواء وقبة الشخصية المصرية على عكس دول المغرب العربى التى تأثرت تأثيرا مطلقا بالاحتلال؟

الشخصية المصرية عميقة فى التاريخ وهو ما جعلها تتميز بالقوة التى تجعلها تؤثر على جميع الشخصيات المتجانسة أو الدخيلة على الشعب المصرى، والدليل على ذلك هو أن الإنجليز احتلوا مصر والهند لأكثر من 70 عامًا إلا أن الشعب الهندي تأثر باللغة الإنجليزية وأصبحت اللغة الأولى إنجليزية لديهم، فى حين أن الشعب المصري ترك بصمة قوية عند الإنجليز وأدخلوا بعض المصطلحات العربية المصرية والثقافة المصرية لديهم.

- لماذا لم تتأثر الشخصية المصرية بالاحتلال الإنجليزي رغم وصفك لهم بالمرونة؟

هناك فرق كبير بين المرونة والانسحاق، فالشخصية المصرية مرنة وليست تابعة لأحد، فالشخصية المصرية مرنة قادرة على أن تتواءم مع التطورات العصرية وتستفيد بجميع الصفات الواردة إليها بما يتواءم معها ويناسبها دون التخلى عن صفاتها.

فكرة الاستعلاء

- لماذا فشل الإخوان المسلمون في مصر من النيل من الشخصية المصرية؟

جماعة الإخوان الإرهابية لم يتمصروا منذ بداية نشأتهم، وسبق أن دعوتهم إلى التمصر بعد توليهم مقاليد الحكم عام 2012، حتى يستطيعوا النجاح فى التجرية لكنهم انزعجوا ورفضوا وهاجموني بشدة، وثبت بعد ذلك أن الجماعة الإرهابية لم يتمصروا، فمشكلة الإسلام السياسي والجماعة الإرهابية للإخوان هى إيمانهم باللاوطن وعدم إيمانهم بالوطن المصري فهم يتحدثون عن دولة الخلافة والدولة الأممية، وظهر ذلك منذ نشأتهم بفكر حسن البنا مؤسس الجماعة حينما تحدث عن «دار الإسلام»، وقال إن دار الإسلام توجد حيث وجد أي مسلم في العالم، ولذلك فإنهم يخالفون طبيعة الشعب المصري. بالإضافة إلى علاقتهم مع الدين، خاصة عندما صدر سيد قطب فكرة الاستعلاء لدى جماعة الإخوان الإرهابية، حينما قال الاستعلاء في القوة لا في الضعف ويجب أن نستعلي عليهم، وهى فكرة مضادة للإسلام، خاصة وأن فكرة الاستعلاء مقتبسة من فلسفة «نيتشه» رائد الإلحاد فى الفلسفة الغربية المعاصرة، ولذلك هى فكرة إلحادية، المضادة للإسلام، والقرآن الكريم المليء بالآيات التى تدعو إلى الإنسانية والتواضع، وظهر ذلك أيضا حينما وجه الله عز وجل عتابا إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فى واقعة سيدنا عبد الله بن مكتوم.

- هل لدى جماعة الإخوان بعض المميزات أو الصفات التي تجعلهم يستعلون على المصريين؟

الشخصيات المريضة بالاستعلاء تعاني من مرض نفسى كبير، خاصة الشخصيات التي لم تستند إلى منصب أو جاه أو علم أو القليل من الصفات، فجماعة الإخوان المسلمين كانوا مصابين بالغطرسة والغرور، التى جلبوها من المرض النفسي الذي يعانون منه وهو الوصول إلى سدة الحكم فهي عقد وحالة نفسية لدى الجماعة لتعبر عن مشاكلهم النفسية التي لم تستقم مع الشعب المصري.

- ما هى المشاكل النفسية التي يواجهها جماعة الإخوان الإرهابية؟

التاريخ عند جماعة الإخوان الإرهابية عبارة عن مجموعة من المحن والآلام، وجاء أعضاء الجماعة ليقسموها ويعطوها أرقاما وتواريخ وهمية، وهى أساس الفكرة الكربلائية للمسلمين الشيعة، والتى اقتبسوها من الشيعة دون أساس أو منطق، خاصة أن المسلمين الشيعة يؤمنون بها باعتبار مصرع الإمام الحسين رضى الله عنه والذي قتله يزيد بن معاوية. وجاءت جماعة الإخوان الإرهابية لينزعوا الفكرة من سياقها التاريخي ليتقمصوها ويلبسوها على شخصياتهم مع الشعب المصري، ليستعطفوا الشعب المصري إلا أن تلك الفكرة فشلت مع الشعب لأنها لم تستقم مع المزاج المصري الذي يرضى ويقبل بقضاء الله ويكمل على استمرار الحياة.

- لماذا تظهر جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الإسلامية في أوقات الضعف السياسي؟

الإسلام السياسي بشكل عام وجماعة الإخوان الإرهابية تنتظر لحظات الضعف لتصورهم بأن تلك اللحظات هى أفضل الأوقات للتسلق واختطاف الحكم، وظهر ذلك بشكل كبير بعد العدوان على مصر والهزيمة عام 1967 ليعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التنحي عن الحكم وخرج على أثرها أعضاء الجماعة لينفذوا خطتهم لاختطاف الحكم إلا أن الشعب المصرى خرج فى 9 و10 يونيو ليجهض خطتهم فى السيطرة على الشعب المصرى، وظهر ذلك أيضا يوم 28 يناير عقب ثورة يناير لأحداث الفوضى حينما تعاونوا مع الجهات الخارجية عبر الأنفاق لسرقة عقلية الشعب المصري، وهو ما يميز جماعة الإخوان وهى التجارة في الأزمات سواء داخل مصر أو خارجها.

فكرة المكان

- العالم المؤرخ جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر» قال إن عبقرية المكان أهم ما يميز مصر وشخصيتها.. هل عدم إيمان الإخوان بفكرة المكان وحدود الوطن كان سببا في لفظ وكره الشخصية المصرية لهم؟

جماعة الإخوان الإرهابية لم تسقط في مصر فقط ولكنها سقطت فى جميع الدول التى وصلوها، مثل ليبيا وسوريا تلك البلاد التي ثبت فشلهم في قيادة البلاد، بالإضافة إلى السودان حينما قادها البشير، إلا أن الشعب السعودي نجح فى منع وصول الجماعة إلى الحكم، ولذلك تجد نجاحا كبيرا للمملكة والتطورات الكبيرة في البلاد التى تقوم ضد فكر الصحوات التي نشرها محمد قطب شقيق الزعيم الإخواني سيد قطب. وسبب فشل الإخوان في تلك البلاد قيامهم بافتعال أزمات كبيرة داخل البلاد ثم استثمارها، وعدم إيمانهم بفكرة الوطن والدولة لأنهم يؤمنون بفكرة التنظيم السري للبلاد، وظهر ذلك حينما تحدث حسن البنا مؤسس الجماعة عن فكرة الأستاذية وبعض المصطلحات التى بثها في رسائله التي يعترف فيها باللاوطن وغياب الحدود سواء الجغرافية أو الثقافية للوطن وهو أقرب إلى الفوضى.

بالإضافة إلى أن فكر البنا كان مخالفا للتعليمات السماوية والدليل على ذلك أن الله عز وجل أرسل الأنبياء في أماكن مختلفة كل منهم لشعب معين ومجتمع محدد حتى وإن كانت رسائلهم تحتوي البعد الإنساني والبعد العالمي، كما أن فكر أستاذية العالم التي تبناها البنا تعد فكرا ماسونيا للتنظيمات السرية التي تعمل بالتنظيم الأخطابوطي وهو مرفوض بشكل كبير من جميع دول العالم، ولذلك يعيش أعضاء الجماعة بشكل سري عملاء لمخابرات عالمية ومحلية.

- لماذا يُعرف عن الإخوان أنهم خائنون لأنفسهم قبل أن يكونوا خائنين للوطن؟

هذه حقيقة، فالإخوان يتعاونون مع إبليس من أجل مصلحتهم، والأمن المصرى قد وثق تعاملهم معه من خلال إرشادهم على بعض، وظهر ذلك فى أحد تصريحات أحد مساعدى وزير الداخلية السابقين عقب إسقاط محمود عزت فى قبضة الأمن حينما قال إن 42% من أعضاء الجماعة الإرهابية تم القبض عليهم من معلومات تلقتها الجهات الأمنية من القيادات الإخوانية.

وبالتالى فإن جماعة الإخوان لم تنجح فى التعامل مع المواطنين وفى العلانية ولكنها تنجح بشكل كبير مع الأجهزة السرية لأن طبيعة دعوتها تنظيمية وسرية مثل أعضاء الجماعة فى لندن يتعاملون مع المخابرات البريطانية لأنها أجهزة سرية وبالتالى فإن جماعة الإخوان ترفض نظام العلانية وتتعامل بالسرية.

كما أن التعاون الأمنى مع أعضاء الجماعة الإرهابية منذ نشأتهم وليس وليد اللحظة خاصة حينما تم القبض على الإخوانى أيمن الظواهرى فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات وبعد محاولات للتفاهم أرشدهم على مكان الإخوانى عصام الترساوى أحد القيادات الإرهابية للجماعة، وبعد خروجه عاد للعمل فى مظلة الجماعات الإرهابية وهم على دراية كاملة بالاتفاق مع رجال الأمن.

الدولة العثمانية

- لماذا عجز الإخوان عن قراءة مداخل ومفاتيح الشعب المصرى للسيطرة عليه؟

جماعة الإخوان منذ أن تم الحصول على تراخيص إنشاء جمعيتهم من وزارة الداخلية عام 1928 وهم يسعون إلى إحياء الدولة العثمانية التى انهارت على يد مصطفى كمال أتاتورك وهى دولة غير متوافقة مع الشعب المصرى، بالإضافة إلى أن الاحتلال الانجليزى سعى إلى إحياء جماعة لتعطيل النهضة المصرية وتحقيق أهداف ثورة 1919 التى سعت إلى إحياء الفكرة الوطنية للخلاص من الاحتلال، وبالتالى فإن الفكرة الأممية التى سعى حسن البنا إلى تطبيقها مناهضة لإحياء الفكرة الأممية التى نادت بها الثورة، وبالتالى فإن نشأتها كانت مضللة لهدم الوطن.

- لماذا لجأ الإخوان المسلمون إلى توظيف فكرة الدين فى خطابهم للشعب؟

استخدمت جماعة الإخوان المسلمين الوازع الدينى للتسلل بين فئات الشعب المصرى المختلف، نظرا لاهتمام الشخصية المصرية بالدين والإيمان بالله عز وجل.

- هل أصبحت جماعة الإخوان المسلمين عبئا على الإسلام نفسه؟

جماعة الإخوان منذ نشأتها وهى عبء على الإسلام والمسلمين نظرا للأفعال الصادرة منهم والمسيئة للإسلام والمسلمين وذلك حينما انشق أحمد السكرى على حسن البنا بسبب الفضيحة النسائية لعبد الحكيم عابدين زوج شقيقة حسن البنا سكرتير عام الجماعة عندما طلب السكرى التحقيق فى الواقعة وتمت إدانته ورفض البنا عقابه قائلا: "لقد أصابه بعض اللمم"، بالإضافة إلى الانشقاق الذى تم على مرشدهم الهضيبى حينما اكتشف الشيخ محمد الغزالى الذى اكتشف انضمام قيادات الجماعة للتنظيم الماسونى العالمى، ولذلك فإن جماعة الإخوان فهم أكثر من يشوه الدين الإسلامى خاصة وأنهم أساءوا للإسلام بإخفائهم للوجه المتسامح للإسلام بالعنف والإرهاب الذى استخدموه بالإضافة إلى إظهار الإسلام بأنه يعادى كل الدول والمجتمعات، وإظهارهم أن الإسلام يمقت الأديان الأخرى بسرقة الأقباط واليهود، واستحلالهم تلك الأمور المسيئة للدين، بالإضافة إلى أن الإسلام به درجة من التسامح والحب لم يستخدمها الجماعة بل أساءوا لها كما أنهم جاءوا بفكر الاستعلاء المضادة لفكرة الرسول صلى الله عليه وسلم بتأليف القلوب.

- يقال إن المجتمع المصرى متدين بطبعه.. إذن لماذا لم يقبل فكر الإخوان الذى ادعوا فيه الإصلاح والتنوير؟

بالفعل الشعب المصرى متدين بطبعه خاصة وأن فكرة التوحيد ظهرت عند المصريين منذ العصر الفرعونى، إلا أن أعضاء الجماعة الإرهابية كانوا يتاجرون بالدين والتدين وبالتالى لن يحدث التوافق أو تقارب بين الشعب المصرى والفكر الإخوانى، وفشلوا فى التوغل بين الشعب المصرى.

احترام الاسلام

- هل الشخصية المصرية أصبح لديها عقدة تجاه كل ما هو متدين بعد فشل مشروع الإخوان وظهور وجهه القبيح؟

لا، الشعب المصرى ليس لديه أى توجس أو كره تجاه أى شخصية متدينة أو ملتزمة بالأمور الدينية، بل إن الشخصية المصرية تقدر وتحترم الدين الإسلامى ومن يتبع ملته ويلتزم بتعليماته وتوجيهاته وأنها ترفض الشخصية المصرية العنصرية والطائفية والمتاجرة بالدين.

- لماذا لم تفطن الشخصية الإخوانية إلى أنها دمية فى يد الإمبرالية والاستعمار الغربى.. وهل لديهم صعوبة فى الإدراك والمعرفة؟

جماعة الإخوان الإرهابية ليس لديهم شعور بالوطن والوطنية وبالتالى فهم يؤيدون الاستعمار الغربى أو على الاقل يميلون إلى الشعب والحكومة الغربية لأنهم لا يملكون الشعور بالاستقلالية، لأن جزءا من فكرهم يقوم على السمع والطاعة للمرشد، بل وإنه أساس الانضمام للجماعة الإرهابية.

- هل هناك تناقض فى الشخصية الإخوانية.. تأمر فى الداخل بالسمع والطاعة للمرشد.. وتأتمر فى الخارج بأمر أردوغان وتركيا والغرب؟!

جماعة الإخوان وضعت شرطا أساسيا للانضمام للجماعة وهى السمع والطاعة للقيادات الإخوانية فقط، وليس لأى شخص أو جهة خارج الجماعة، أما التعامل والتعاون مع الخارج فهى من اختصاص القيادات بالجماعة، والدليل على ذلك هو قيام المظاهرات الإخوانية التى جابت شوارع القاهرة والمحافظات والتى نادت بالتدخل الأمريكى لإنقاذ مرسى حينما قالت )واحد اتنين الأسطول السادس فين(.

- من أين أتت جماعة الإخوان المسلمين بفكرة الاستئثار والسيطرة والتسلط وعلو النفس على كل ما هو ليس إخوانيا؟

أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية يعانون من مرض نفسى كبير، بالإضافة إلى أن شخصيتهم معقدة للغاية والدليل على ذلك هو رفضهم توجيه الشكر لأى عمل أو تحرك أو إجراء لصالحهم باعتقاد أن الشخصيات التى تقدم لهم أى عمل مجبرين على ذلك وأنهم مخلوقون لخدمتهم فقط، لذلك فإن الانضمام للجماعة تتم بطريقة معينة ويخضعون لاختبارات عديدة أهمها السمع والطاعة كما قال حسن البنا: "كن فى يد مرشدك وقائدك كالميت فى يد مغسلك".

- لماذا يثق المصريون فى مؤسستهم العسكرية دون أى مؤسسة أخرى؟

الشخصية المصرية تثق فى مؤسسات الدولة بشكل عام لأنها الضمان لاستقرار الوطن وبناء النهضة الحقيقة وحمايتها .

- هل تؤيد فكرة المصالحة مع جماعة الدم والنار الإخوان المسلمين؟

أرفض بشكل نهائى فكرة المصالحة مع أعضاء الجماعة الإرهابية، لأن صفة الخيانة متوفرة عندهم بشكل كبير وظهر ذلك مع جميع القيادات السياسية التى أرادت التصالح معهم، وظهر ذلك عام 2001 عندما أطلقت عدد من الشخصيات فكرة المصالحات والمراجعات وتبنتها وزارة الداخلية والرئيس الراحل حسنى مبارك، ولكنهم قاموا بخيانة الرئيس ومؤسسات الدولة عن طريق طارق الزمر أحد القيادات التى حضرت التصالح.

كما أنهم قاموا بخيانة الرئيس مبارك حينما أمر بدمج الإخوان فى الحياة السياسية وسمح لهم بدخول مجلس الشعب مع حزب الوفد، وظل طوال حكمه يدعمهم وانقلبوا عليه فى 2011 وأثاروا الشائعات والفوضى، بخلاف الإجراءات التى اتخذها الرئيس الراحل أنور السادات الذى قام بالمصالحة وإخراجهم من السجون ومنحهم مجلة الدعوة وقام بمقابلة عمر التلمسانى مرشد الجماعة واغتالوه فى النهاية. كما قام الرئيس جمال عبد الناصر بخطوتين مصالحة الأولى كانت بعد ثورة يوليو حينما أمر الضباط الأحرار بحل الأحزاب السياسية باستثناء الإخوان وأعادهم للحياة السياسية، وأعادوا التحقيق فى مقتل حسن البنا فقاموا عام 1954 باغتيال فى المنشية والثانية عام 1964 حينما أفرج عن سيد قطب وعدد كبير من قيادات الجماعة بعد المصالحة مع المركسيين والشيوعيين وإخراجهم من السجون وقاموا بإنشاء تنظيم سرى لاغتياله فى 1965.

وأخيرا الملك فاروق الذى قام عام 1950 بالتصالح مع الجماعة وعين حسن الهضيبى مرشدا للجماعة بعد مقابلة الملك وخططوا فى الآخر لاغتياله بعدها بأيام قليلة، وبالتالى لا يجوز التصالح مع القتلة الذين أهدروا دماء العديد من المصريين .

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة