نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

فى كل أسبوع يوم جمعة

نوال مصطفى

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:00 م

الإجازة مهمة، بل ضرورة، هكذا أكدت الدراسات العلمية، فهى استراحة قصيرة، يستعيد خلالها الجسم والعقل طاقته، ويجدد نشاطه وقدراته بعد عناء عمل أسبوع كامل. لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى لا يعترف بالإجازة حتى لو كانت يوم الجمعة! فنراه يوما يستيقظ عند الفجر ويفاجئ طلبة أكاديمية الشرطة، يفطر معهم هم وأهاليهم الذين أتوا لزيارتهم. ويوما يتفقد المحاور والطرق الجديدة، ويعيش مع العمال والمهندسين الكادحين يوم العطلة فى تفقد آخر الأعمال وما وصلت إليه المشروعات القومية العملاقة التى تدور رحاها فى أنحاء مصر.

شيء جميل أن يكون رئيسنا مخلصا إلى هذا الحد فى القيام بدوره كرئيس لمصر، الدولة الكبيرة بوزنها الإقليمى، وعمقها الاستراتيجي. غيورا على بلده، يريد أن ينهض بها بأقصى سرعة، ويسابق الزمن من أجل أن تلحق بركب الدول المتقدمة من حيث البنية التحتية، والتكنولوجية.

الحمل ثقيل، هذه حقيقة، لكن إيمان الرئيس بمصر وشعبها يجعل المستحيل ممكنا، لذلك لم ينس أغلبية سكان مصر من أهلنا فى الريف، أسس المشروع القومى لتطوير الريف المصرى، الحلم الذى عاشوا يتمنون تحقيقه، حتى تملك منهم اليأس من طول الانتظار، ومرور عشرات السنين التى تجرعوا فيها مرارة التجاهل والتهميش. إنه الحلم بحياة كريمة، يشعر فيها أهلنا هناك بالعدالة والآدمية والانتماء الحقيقى لهذه الأرض.

أعود إلى البداية، وأستعير عنوان رواية الأديب القدير إبراهيم عبد المجيد "فى كل أسبوع يوم جمعة"، وأتمنى أن يفكر الرئيس السيسى فى موضوع إجازة يوم الجمعة، وألا أجده يوم الجمعة القادم فى موقع آخر من موقع العمل والبناء فى مصرنا الحبيبة. إن لبدنك عليك حقا يا ريس.

موضوع "مستريح المنيا" يضيء أمامنا النور الأحمر لنرى عدة أمور يجب الانتباه لها، فبخلاف رغبة الناس المجنونة فى الربح، واستثمار أموالها، هناك انخفاض سعر الفائدة فى البنوك على الأوعية الإدخارية الرسمية التى تحقق قدرا كبيرا من الأمان للعميل. وهو أمر لابد للبنوك أن تبحث عن حلول وأفكار بنكية تشجع المواطنين على إبقاء أموالهم فى البنوك، وإلا سيظهر بدلا من مستريح المنيا "المستر حسين" مستريحون كثيرون فى كل أرجاء مصر.

تشجيع الناس على الدخول فى مشروعات قليلة المخاطر وشراكة البنوك للعملاء فى تلك المشروعات يشجعهم على الإبقاء على أموالهم فى البنوك وإلا ستعود الفلوس كما كان فى عهود سابقة "تحت البلاطة" فى البيوت، أو فى جيوب النصابين الذين يلعبون على وتر احتياج الناس للمال، وينسجون ألاعيبهم الشيطانية لجمع المليارات والفرار بها خارج البلاد.

نحن فى حاجة إلى بنك أفكار "think tank" يعمل من خلاله أصحاب الأفكار الجديدة، التى تجد طريقها إلى السوق المصرى بسهولة، وأفضل من يقوم بذلك هم رواد الأعمال الذين يملكون موهبة التفكير من خلال البحث عن احتياجات الناس، وبناء الأفكار التى تلبى تلك الاحتياجات بصورة مبتكرة، وأسعار معقولة، وسهولة فى الاستخدام من قبل المستهلكين.

انخفاض الفائدة فى البنوك يمثل مشكلة كبيرة عند الكثيرين الذين يعتمدون على تلك الفوائد فى مصاريفهم الشهرية، خاصة أصحاب المعاشات الذين يضعون عادة مكافأة آخر الخدمة فى البنوك وينفقون فوائدها لتساعدهم مع المعاش على مواجهة متطلبات الحياة الصعبة. لابد من حلول سريعة تحقق قدرا من الأمان لهؤلاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة