جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

رسائل مطلوبة.. فى ملف البناء!

جلال عارف

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:22 م

لا‭ ‬مفاجأة‭ ‬فى‭ ‬التقارير‭ ‬الرسمية‭ ‬عن‭ ‬المخالفات‭ ‬لكل‭ ‬القوانين‭ ‬والقواعد‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬برج‭ ‬الهرم‮»‬‭.. ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬زراعية‭ ‬وبدون‭ ‬ترخيص‭ ‬وحتى‭ ‬تحويل‭ ‬المبنى‭ ‬السكني‭ ‬إلى‭ ‬مخزن‭ ‬للمواد‭ ‬القابلة‭ ‬للإشتعال‭ ‬ليصبح‭ ‬بمثابة‭ ‬قنبلة‭ ‬موقوتة‭ ‬نحمد‭ ‬الله‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تحصد‭ ‬الضحايا‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬شردت‭ ‬أسرا‭ ‬آمنة‭ ‬ومدت‭ ‬مخاطرها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يجاورها‭ ‬من‭ ‬أبراج‭ ‬شاهقة‭ ‬تشاركها‭ ‬فى‭ ‬مخالفة‭ ‬القوانين‭ ‬وفى‭ ‬تهديد‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وتبديد‭ ‬ثروات‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساهم‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬مشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬مشكلة‭ ‬جديدة‭ ‬تثقل‭ ‬كاهل‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطنين‭.‬

ولا‭ ‬مفاجأة‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬أجهزة‭ ‬المحليات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬والتى‭ ‬تجسد‭ ‬حالة‭ ‬البلادة‭ ‬التى‭ ‬تسودها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تغلغل‭ ‬الفساد‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة‭ ‬ـ‭ ‬ليضعنا‭ ‬أمام‭ ‬الجريمة‭ ‬الكبرى‭ ‬التى‭ ‬نحاول‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬الآن‭ .. ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬الموقف،‭ ‬والتهام‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬مخالفة‮»‬‭ ‬يتم‭ ‬تسويتها‭ ‬فى‭ ‬الصفقات‭ ‬المشبوهة‭ ‬دفعت‭ ‬الدولة‭ ‬ثمنها‭ ‬غاليا،‭ ‬ومازالت‭ ‬تدفع‭ ‬الثمن‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬العشوائية‭ ‬فى‭ ‬البناء‭ ‬والفساد‭ ‬الذى‭ ‬عشش‭ ‬فى‭ ‬أجهزة‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سلاح‭ ‬المجتمع‭ ‬الذى‭ ‬يضمن‭ ‬الانضباط‭ ‬الكامل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شئون‭ ‬المحليات‭.‬

الخطر‭ ‬الحقيقى‭ ‬الذى‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬ننتبه‭ ‬له‭ ‬جيدا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬النظرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬سيمر‭ ‬كما‭ ‬مر‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬المخالفات‭ ‬‮«‬أو‭ ‬الجرائم‮»‬‭ ‬ستتم‭ ‬تسويتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحايل‭ ‬والأوراق‭ ‬الشكلية‭ ‬والقرارات‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تنفذ،‭ ‬والصبى‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الكحول‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬يتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬الجرائم‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المجرم‭ ‬الحقيقى‭ ‬صاحب‭ ‬الثروة‭ ‬والنفوذ‭!!‬

لابد‭ ‬من‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬المعركة‭ ‬ضد‭ ‬عشوائىة‭ ‬البناء‭ ‬هى‭ ‬قضية‭ ‬مجتمع‭ ‬لن‭ ‬تتوقف‭ ‬إلا‭ ‬بفرض‭ ‬الانضباط‭ ‬الكامل‭ ‬الذى‭ ‬يحمى‭ ‬الأرواح‭ ‬ويحفظ‭ ‬الممتلكات‭. ‬‮«‬قانون‭ ‬التصالح‮»‬‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬الصحيح‭ ‬وليس‭ ‬كما‭ ‬يفهمه‭ ‬بعض‭ ‬المحتالين‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬رخصة‭ ‬لاستمرار‭ ‬جرائمهم‭. ‬‮«‬التصالح‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يعنى‭ ‬مطلقا‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬وتعريض‭ ‬أرواح‭ ‬الناس‭ ‬للخطر،‭ ‬وإنما‭ ‬هو‭ ‬تقنين‭ ‬لأوضاع‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سليمة‭ ‬تماما‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬لم‭ ‬تستوف‭ ‬الإجراءات‭ ‬المطلوبة‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬فى‭ ‬اشتراطات‭ ‬قانون‭ ‬البناء‭ ‬الجديد‭ ‬ما‭ ‬يعالج‭ ‬كل‭ ‬الثغرات،‭ ‬وما‭ ‬يعيد‭ ‬الانضباط‭ ‬الكامل‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬البناء‭ ‬وينهى‭ ‬كل‭ ‬مظاهر‭ ‬العشوائىة‭.‬

ثم‭ ‬يبقى‭ ‬أن‭ ‬تتكاتف‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لنواصل‭ ‬معركتنا‭ ‬ضد‭ ‬الفساد‭ ‬الذى‭ ‬عشش‭ ‬طويلا‭ ‬فى‭ ‬أجهزة‭ ‬المحليات‭. ‬ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬يكون‭ ‬أحد‭ ‬أهدافنا‭ ‬ونحن‭ ‬نبدأ‭ ‬حملتنا‭ ‬القومية‭ ‬الكبرى‭ ‬لتطوير‭ ‬الريف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة