الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:25 م

الاقتراحات المتداولة بدعوى تيسير وتطوير اللغة العربية، والتخفيف من قواعد النحو الصارمة (يرونها لا طائل من ورائها، سوى مضاعفة صعوبة التعامل مع اللغة).. فيطالبون بإلغاء المثنى وتصريفات أفعاله، وإلغاء نون النسوة والمفعول به والمفعول المطلق وتمييز الأعداد... تداول هذه الدعاوى يعنى أننا أمام مشكلة حقيقية، تواجه اللغة العربية، وتواجه القدرة على تعلمها وإدراكها، يعنى أن هناك غياب وعي باللغة، وسوء فهم عميقا بين اللغة واستخدامها... بحاجة إلى جهد الباحثين والمتخصصين لمواجهة ذلك الخطر يهدد اللغة وهويتنا..... ويحتاج أيضا إلى ما نطالب به سنوات طويلة، بضرورة الإعتناء بتعليم اللغة العربية، وتطوير مناهجها فى المدارس والجامعات وأساليب تقديمها بوسائل الإعلام... فما نعيشه حاليا من تدهور لغوى، هو نتاج جهل باللغة وتدهور مستوى تعلمها، وعدم القدرة على امتلاك أدواتها... والجهل باللغة لا يقتصر فقط على الجهل بقواعدها.. لكن أيضا الجهل بدورها ووظيفتها، وثقلها الفكرى والجمالى والحضارى... وهو ما يحتاج بالضرورة إلى النظر فى طبيعة المناهج والمواد الدراسية والنصوص الأدبية التى يتم تدريسها للطلاب (لسنوات طويلة أيضا، أسهمت مناهج اللغة العربية، فى جمود وتراجع اللغة لا تطورها)!!

وتثير الاقتراحات المتداولة للتخفيف من بعض قواعد النحو، الكثير من الجدل والسؤال.. هل تطوير اللغة يكون فقط بتحديث الكلمات والمفردات والمصطلحات والابتعاد عن الكلمات الغريبة والمهجورة... أم تكون بزحزحة القواعد الصارمة، والاستغناء عن بعضها؟!... المطالبة بتجاوز بعض قواعد اللغة، هل هو وعى حقيقى بالتطوير، ورغبة فى مواكبة العصر.. أم هو جهل باللغة وعدم قدرة على تعلمها؟!