صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحى القلم

فى معركة الوعي

صالح الصالحي

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:35 م

لم تعد وسائل الاعلام مجرد أداة لتناقل الأخبار والمعلومات.. بل أصبحت وسيلة وأداة لمحاربة الشعوب وهدم قيمها.. فلم يعد السلاح التقليدى هو ذلك الذى يوجهه اعداء الوطن، بل أصبحت البرامج على الشاشات والمقالات فى الصحف والأخبار على مواقع السوشيال ميديا والتى تتناقلها بسرعة أكبر من سرعة الصاروخ هى الخنجر المسموم.

وأصبح الاعلام التقليدى اداة فى يد السوشيال ميديا تحركه كيفما تشاء.

ثورة تكنولوجية هائلة أصابت الجميع بالهزة.. هزة وصلت لدرجة الزلزال.. والبعض استعد والآخر انهار ولم يعد يستطيع أن يعود مرة أخرى، فلم تعد  لديه ادوات هذا العصر.

الكل يلقى باللوم والمسئولية على الآخر.. متناسين ان لكلٍ دوره.. فليس الاعلام الوحيد المسئول عن تنشئة وتربية وحماية شبابنا وأولادنا من هذا الغزو.. فى ظل غياب دور الأسرة.. التى انشغلت عن أبنائها تاركة أعنف واشرس الأسلحة فى أيديهم، ليس سلاحا عادياً بل شيطان يُعرف بالموبايل.. هذا السلاح الذى لايفارقهم ويكاد يلتصق بهم،. لاينفصلون عنه ويصطحبونه معهم فى فراشهم أثناء نومهم، وما صاحبه من فضاء افتراضى وسموات مفتوحة.. وغاب أيضا بل تهمش دور المدرسة والجامعة، فضاع الوعى.

الوعى الذى لاتستطيع وسائل الاعلام وحدها أن تقوم بكل الادوار لاعادته للمجتمع.. خاصة وانها تقوم بأدوار أخرى تثقيفية وتنويرية وكشف الحقائق.. كما تلعب دوراَ مهما فى تنمية المجتمع التى تتناسب مع أهداف الدولة.

الكل عليه أن يقوم بدوره وسط تغيرات متسارعة ومتصارعة تتطلب جداراً وجدانيا قويا لمجابهة اعداء الوطن.

فالشعب الواعى لايستطيع أحد أن يهزمه.

وإذا كان كل القائمين على العملية الاعلامية يقومون بدورهم فى تقديم اعلام تنموى وتوعوى ينهض بالمجتمع. فإن المتلقى لهذا الاعلام لابد وأن يحسن استقباله ليكون للرسالة الاعلامية صدى وتحقق المرجو منها، ولن يتحقق ذلك بدون أسرة واعية ومدرسة جيدة لخلق جيل واع يدرك تحديات العصر.

لدينا اعلام قوى صاحب ريادة ولدينا شباب واع يملك الكثير والكثير، ولكننا مازلنا نحتاج الكثير والكثير ايضا من بذل الجهد لمواجهة كل التحديات والصعوبات التى تواجه مجتمعنا.. فمعركة الوعى لن يخوضها طرف دون الآخر.. وعلى كل الاطراف ان يبذلوا جهداً متساويا وان يتكاملوا لتحقيق هذا الهدف.

فإذا كان للاعلام مسئولية اخلاقية واجتماعية عليه ان يؤديها فالأسرة والمدرسة والجامعة والكنيسة والمسجد مسئولون على قدم وساق للفوز فى معركة الوعى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة