جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق 

إنها مبادرة القرن لتطوير الحجر والبشر 

جمال حسين

الأربعاء، 03 فبراير 2021 - 08:59 م

«بِأَضْدَادِهَا تُعْرَفُ الأَشْيَاءُ».. قاعدة مشهورة صالحة لكل زمان ومكان ..فتمييز الخير يتم عن طريق تذوق الشر، ولولا المرض ما عرفنا قيمة الصحة ولولا الفقر ما عرفنا قيمة الغنى ولولا الظلام ما عرفنا قيمة النور.

لا يعرف  قيمة الارتواء إلا من عاش  قسوة ومرارة الظمأ، ولا يعرف قيمة العقل إلا من رأى المجنون يسير هائمًا على وجهه في الشوارع بغير هدى ولا بصيرة. 

هذه المقدمة أراها ضرورية قبل أن أتحدث عن سعادتي بالمبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي لتطوير الريف المصري والتي أعتبرها ثورة القرن الحقيقية التي ستغير الحياة شكلًا ومضمونًا لـ ٥٨ مليون مصري، كانوا منسيون يعيشون على هامش الحياة، إلا من رحم ربي، ممن أنقذوا أنفسهم بشد الرحال إلى المدن .. كان أبناء الطبقة البرجوازية يرمقوننا نحن أبناء طبقة البلوريتاريا الكادحة بنظرات سخرية مصحوبة بتعليقات جسدتها "النكات البايخة " للتقليل من شأن الصعايدة والفلاحين ساكني القرى والنجوع.

نعم؛ أنا سعيد بمبادرة الرئيس السيسي لتطوير الريف المصري ودخول الدولة ربما لأول مرة بثقلها على خط القرى الفقيرة والنجوع والتوابع النائية التي لم يمسسها أي تطوير وتنمية من قبل، وعاشت في غياهب النسيان وأعتبر هذه المبادرة أهم مشروع قومي لمصر في العصر الحديث اراد الرئيس السيسي بهذه المبادرة تطوير الأرض والحجر والبشر.

قد يسألني سائل لماذا هذا الانحياز للريف وأنت تعيش في المدينة ؟

أجيب لأنني عشت شظف العيش في القرى وذاكرت على ضوء "لمبة جاز"، وكانت أمي رحمها الله تبذل جهدًا كبيرًا يوميًا لتلميع " بنورتها " ليتوهج ضوئها ..كما أنني حُرمت وأهل قريتي من مياه الشرب النقية واعتمدنا على مياه الطلمبات الحبشية التي أصابت الكثيرين من أهل قريتي بأمراض الكلى وأخواتها.

كنت اذهب الى المدرسة الاعدادية سيرا على الاقدام لمسافة  ١٦ كيلو متر يوميا ذهابا وايابا من قريتي عنيبس بسوهاج إلى مدينة طهطا .. ريت أبي وأنا صغير يصارع الموت بلدغة عقرب، وجلست أبكي إلى جواره وعندما نقلناه إلى الوحدة الصحية التي كانت ولا تزال " خيال مآتة " فوجئنا  بعدم وجود مصل لعلاج العقرب، وعدم وجود طبيب من الأساس ونجا والدي رحمه الله وقتها من الموت بأعجوبة.

مارست وشباب قريتي الرياضة ولعبت كرة القدم في الشوارع لأن مركز الشباب " شاب" قبل الميعاد ولا يوجد بين جنباته أي أدوات رياضية وتحول ملعب القرية التي يسكنها قرابة ٥٠ ألف نسمة إلى مكان لإيواء ورعي الحيوانات والكلاب الضالة!! 

ألم أقل لكم إنه بالأضداد تُعرف قيمة الأشياء وقد لا يعرف سكان الحضر والمدن حجم سعادتنا نحن أهل القرى والنجوع بالطفرة التي ننتظرها ونعول عليها كثيرًا حتى يلعب الزهر وتتحول أحوال ريفنا  إلى أحسن حال. 

منذ ثلاثة أيام، شرفني بالزيارة في مكتبي نائب دائرتي بالبرلمان صديق العمر الزميل الإعلامي القدير مصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب ..النائب الشاب الذي حصل على أعلى الأصوات على مستوى محافظات الصعيد -٨٢ ألف صوت - وجدد الناخبون ثقتهم فيه لأن سخر وقته وجهده وصحته لخدمة أهالي سوهاج طوال الدورة البرلمانية الماضية. 

وخلال جلسة مطولة استمرت ٣ ساعات من العصف الذهني، كانت مبادرة الرئيس السيسي لتطوير الريف المصري محور النقاش الذي شاركني فيه الزملاء الأعزاء رفاق العمر الكاتبان الصحفيان شهاب العلكي مدير تحرير الأخبار المسائي وخالد حسن نائب رئيس تحرير الأخبار ومدير مكتب الأخبار بسوهاج  وشريف الرفاعي المدير بقطاع الإعلانات بمؤسسة أخبار اليوم ..جميعنا أبدينا سعادتنا بمبادرة الرئيس السيسي لتطوير ٤٧٧٤ قرية مصرية وما يقرب من ٣٥  ألف تابع ونجع  بميزانية هي الأكبر في تاريخ مصر تخطت ٥١٥ مليار جنيه. 

نقلت للنائب النشط مصطفى سالم وكيل لجنة الخطة والموازنة تخوفي من إسناد عمليات التنفيذ للمحليات لأنها ليست على القدر الكاف من الكفاءة لتنفيذ هذا المشروع الضخم، لكن مخاوفي تلاشت لان المشروع سوف يكون تحت رعاية الرئيس السيسي شخصيًا وتنفيذ المشروعات سيكون بإشراف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وعدد من الوزارات المعنية.

.. ابلغني النائب الصديق مصطفى سالم أنه تم وضع 9 معايير أساسية لاختيار القرى في خطة التطوير؛ منها نسبة الفقر والكثافة السكانية وتغطية الصرف الصحى ومياه الشرب ونسبة الأمية وإعالة المرأة والقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية والقرى ذات الطبيعة الأمنية.

وختامًا؛ أقولها من كل قلبي شكرًا لك سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بحجم الكون؛ لأنك أعدت وتعيد الاعتبار للريف والقرى  المظلوم أهلها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة