صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الألعاب الإلكترونية للأطفال.. «الخطر الملعوب»

شيماء مصطفى كمال

الخميس، 04 فبراير 2021 - 03:40 م

◄ حققت دخلًا أكبر من صناعة الأفلام خلال 2020.. وزيادة الإقبال عليها بنسبة 30%بسبب الجائحة

◄ أحمد علاء: تخضع للرقابة مثل الأفلام ويتم تحديد الفئة العمرية المناسبة للعبة المطروحة

◄ فرويز: فُرضت على أبنائنا ورقابة أولياء الامور تُحد من سلبياتها

◄ ليلى:  آفة من آفات الزمن .. وتساعد على انعزال الطفل وتقليل ذكائه

◄ إيمان: تحرم الطفل من حياته الطبيعية وتخلق بداخله صراعًا بين الواقع والخيال

مع انتشار فيروس كورونا في الموجة الثانية، توقفت المدارس والحضانات، خوفا من انتشار العدوى بين الأطفال، وأصبح اتجاههم للمذاكرة أقل، واتجهوا للعب والترفيه طوال اليوم، نتيجة لوقت الفراغ الطويل، وكان فى مقدمة الوسائل التي يتجه لها الطلاب الوسائل الإلكترونية، سواء مشاهدة الفيديوهات والمحتويات المختلفة من خلال التطبيقات التكنولوجية، أو الألعاب الإلكترونية، يقضون أمامها أوقاتًا طويلة في اليوم، وهو مايؤثر عليهم نفسيا وعصبيا.

خبراء الألعاب الإلكترونية، تحدثوا عن صناعة الألعاب وعن أنها تهدف للربح المادي دون البحث عن بث القيم والسلوكيات الإيجابية، وأساتذة علم النفس والاجتماع قدموا روشتة للحفاظ على الأبناء.

المهندس طارق منصور مدير إحدى شركات التطوير، قال إن صانعي الألعاب هدفهم توافد عدد كبير من الأطفال على اللعبة لتحقيق المكسب والربح المادي، وليس التوعية وتعلم السلوكيات والأخلاق، وكلما كان هناك اتجاه أكثر للألعاب تزايدت الإعلانات ، فضلاً عن شراء بعض الأشياء التي تخص بعض الألعاب مثل لعبة "ببجي" ولعبة "فورتى نايت"، اللعبة نفسها مجانية، ولكن يوجد بها شراء لتدَر دخلًا أكبر.

وأضاف قائلا: "الألعاب صناعة ضخمة، وخلال عام 2020 الدخل من الألعاب أكثر من السينما وصناعة الأفلام،  وقد ساعدت جائحة كورونا، على ازدهار صناعة الألعاب".

وأكد منصور أن هناك بعض الألعاب التي تحث الطفل على اكتساب بعض القيم والسلوكيات السلبية منها الكذب والخداع،  مثل لعبة "اومنجز" عبارة عن اثنين من السفاحين، الرسومات الموجودة باللعبة كارتونية، ولكنها تحث الطفل على الكذب.  

اقرأ أيضا| للقضاء على الزحام وبلطجة ممارسيه.. تنظيم عمل السايس «كله فوائد»

المهندس أحمد علاء مدير إحدى شركات البرمجة وتطوير الألعاب، قال إن الألعاب تخضع للرقابة مثلما تخضع الأفلام، ويتم تحديد الفئة العمرية المناسبة للعبة المطروحة، ويوجد اتفاقية تخضع لها الشركات تابعة للاتحاد الأوروبي، لها علاقة بالمحتوى المقدم للأطفال وشرط عدم احتوائه على أي مشاهد عنف أو غير لائقة.

وأكد علاء أن هناك بعض الاشتراطات التي تسمح بظهور اللعبة للطفل، هذا يرجع لتحديد سن الطفل، فهناك ألعاب لا تظهر على هاتفه، وإذا كان أكثر من 13 سنة يظهر له رسالة،  بأنه غير مسموح باللعب إلا بموافقة من ولي الأمر، قائلا: "إحنا كمطَورين بنحاول نعمل اللعبة ويكون عليها رقابة، ويتم تحديد الفئة العمرية لها، وكلما كانت الفئة العمرية تزيد على 18 سنة،  نفقد فئة مش هتلعبها، لذلك نحاول تقليل ذلك للحصول على موافقة الرقابة".

الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، قال إن تعرض الأطفال للألعاب الإلكترونية خلال الفترة الحالية ضرورة لا نستطيع إغفالها، لأن جائحة كورونا فرضت علينا جميعا التواجد في المنازل أطول فترة ممكنة وتحقيق التباعد الاجتماعي خوفا من العودة، لذلك نعتبر الألعاب البديل المتوفر لهم، ويكون للضرورة القصوى، ولكن بضوابط، من خلال تقسيم الأطفال إلى قسمين، من يعانون من مرض الصرع، والأطفال الأسوياء، المرضى بالصرع يتعرضون للألعاب والوسائل التكنولوجية ساعتين صباحا ومثلهما فى المساء، وبين كل ساعة والأخرى راحة 15 دقيقة، وعند استخدام الهاتف المحمول لابد من ارتداء نظارة للضرورة القصوى، أما الأطفال الأسوياء يتعرضون 3 ساعات ونصف  صباحا ومساء، مع الراحة بين كل ساعة، للحفاظ على مستوى التركيز، لأنه يضعف العصب البصرى، والانتباه والتركيز والذاكرة تنخفض لأن الوظائف المعرفية كلها تقل، والتحصيل الدراسي يكون أقل، أيضا الطفل يكون معرضًا للسمنة بسبب الجلوس لفترات طويلة وتناول الأطعمة والمشروبات فى وضع الجلوس.

 وتابع فرويز: "كل ما نستطيع تنفيذه هو تقنين استخدام الوسائل التكنولوجية، مع وجود رقابة من ولى الأمر لطفله، ومعرفة المحتوى والألعاب التى يتعرض لها الطفل، خاصة التى يتواجد بها أغراب، والتلقين الأمنى للأبناء، أى عدم الحديث عن التفاصيل التى تخص المنزل، لأن هناك عصابات تدخل عن طريق الألعاب ويستغلوا الأطفال، فلابد من التحذير المستمر”.

الدكتورة إيمان عبد الله استشاري علم النفس والعلاج الأسري، قالت إن الأطفال أكثر مللا وأكثر حركة، خاصة في ظل جائحة كورونا مع غلق المدارس والحضانات، والبديل هو الألعاب الإلكترونية، ولكن الاستخدام المفرط لها يشكل نوعًا من التوتر وحدوث مشاكل فى عقول وتصرفات الأطفال، وهناك دراسات أكدت على وجود مخاطر من التعرض للألعاب والمكوث أمام الحاسب الآلي فترات طويلة، بسبب التعرض للأشعة الكهرومغناطيسية.

وأضافت: "على الوالدين أن يكون لديهما وعي تام، ولا يتركا أبناءهما للاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية لمجرد انشغالهما عنهم، وشغل وقتهم بدون فائدة، فهذا يؤثر على بناء عقل الطفل وسلوكهم ويجعل منهم من يمارس العدوان تقليدا للألعاب التى يلعبوها والفيديوهات التى يشاهدونها".

 وطالبت استشاري علم النفس والعلاج الأسري، بتحديد الأوقات التي يتعرض الطفل بها للألعاب واستغلال الألعاب الموجودة، وإعادة تدويرها بشكل آمن، الرسم والتلوين، وكل ماهو يساعد على نمو الذكاء، وتعليم الصلاة وقرأة القرآن، والاهتمام بالتغذية السليمة، تنمية  القيم البناءة وتعليمهم كل ماهو مفيد وتصحيح المفاهيم خاصة على الوسائل الالكترونية،

الدكتورة ليلى عبد الوهاب أستاذ علم الاجتماع، أكدت أن الألعاب الإلكترونية آفة من آفات الزمن والآثار السلبية للتكنولوجيا الحديثة، ويرجع ذلك لسوء استخدامنا، والمكوث طوال اليوم على الهواتف المحمولة والألعاب، وهذا يساعد على انعزال الطفل وعدم تواصله مع الأطفال من سنه، فضلا عن التأثير على ذكاء الطفل، فتركيزه كله يكون على اللعبة فقط، ويتعلم العنف والسلوكيات السلبية، وهذا يعد خطرًا على الطفل والأسرة بشكل عام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة