يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

تفسير الكتاب المقدس

يوسف القعيد

الخميس، 04 فبراير 2021 - 07:53 م

عرفت من خبر مختصر منشور فى العدد الأخير من مجلة المصور، كتبته سارة حامد، محررة الشأن المسيحى بالمجلة، عن صدور مجلد: التفسير العربى المعاصر للكتاب المقدس. أشرف عليه الدكتور القس: أندريه زكى إسطيفانوس، رئيس الطائفة الإنجلية بمصر.

بحثت عن الكتاب فى المكتبات ولم أجده. اتصلت بمكتب رئيس الطائفة، وفى أسرع وقت يمكن أن يخطر على البال كان هناك مرسال من رئيس الطائفة ومعه نسخة هدية من التفسير الذى يقع فى أكثر من ألفى وخمسمائة صفحة من القطع الكبير. وهناك لجنة للتحرير، شارك فيها 48 كاتباً من 6 دول عربية من الشرق الأوسط: مصر، لبنان، سوريا، فلسطين، الكويت، الأردن.

تم اختيارهم من خلفيات ثقافية متعددة وطوائف مختلفة، وكلهم سعوا واجتهدوا − لمجد الله فقط − وراء منهج أكاديمى ورعوى، لذلك كان التفسير لمنهج التعدد والتنوع. وهكذا يعد كل كاتب مسئولاً عن مؤلفه وعما كتبه.

وهى محاولة جيدة لأن الكنيسة الإنجيلية فى مصر تأخذ دورها بأكبر قدر من الحرية واتساع الأفق ورحابة الصدر، رغم أنى قرأت ضمن ما أقرأ أن هناك بعض الطوائف الإنجيلية خاصة فى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية يعدون من أكثر الطوائف محافظة وتقليدية.

أعود إلى مقدمة الدكتور أندريه زكى لهذا المجلد المهم، والذى صدر فى وقته تماماً، وأنا أعرف الدكتور أندريه وترددت عليه فى رئاسة الطائفة الإنجيلية فى آخر مصر الجديدة، وأشهد له بالاستنارة والتقدمية والتحرر التام من عباءة النص، فلا عبادة إلا لله وحده، ولا قداسة إلا لرسله وأنبيائه.

يكتب فى المقدمة:

إن هذا التفسير هو رحلة إلى عالم النص، ومنها يحاول المفسر فهم النص فى الظروف التاريخية والحضارية التى كتبت فيه. وبالصورة التى فهمها المتلقى الأول للنص، حتى يصل لاستيعاب جيد لرسالة وتاريخ وفهم للبناء الأدبى للنص. وهذا يجعلنا نصل لاستيعاب رسالة النص الذى وصلت إلى المُتلقى الأول.

الأمر الثانى رحلة إلى عالم القارئ المعاصر، وفيها يحاول المفسر أن يفتح ذهن المتلقى الذى يعيش بيننا ليسمع ما يريد النص أن يقوله له فى عالمنا وظروفه المعاصرة. كما أن هذا الكتاب اهتم بخلفيات الشرق الأوسط والقضايا التى تشغل القارئ العربى، وحاول كل كاتب وهو يقدم فهمه للنص أن يقدمه فى سياق شرق أوسطى معاصر، يتلامس مع من يعيشون فى منطقتنا العربية. بقى أن الإعداد لهذا العمل استغرق سنوات طويلة.

أكتب هذا الكلام بعد تصفحى للعمل وقراءة مقدمته فقط، وسعادتى بقراءة ما قرأت وما سأقرأ بعد ذلك حتى أنتهى منه لا تحتاج لإيضاح الأسباب، فوجود تفسير عربى معاصر للكتاب المقدس مسألة مهمة، وكنا فى أمس الحاجة إليها.

والآن أصل لفكرتى التى أريد أن أكتبها، وهى تدور حول سؤال يبحث عن إجابة: هل تتقدم إحدى دور النشر العامة والخاصة وتطبع من هذا الكتاب طبعة شعبية بموافقة الكنيسة الإنجيلية حتى تعم الفائدة منه كل المصريين وليس الإنجيليين فقط؟ وطبعاً الإخوة الإنجيليين فى المقدمة منهم.

إن الحاجة لوجود النصوص الأساسية للأديان السماوية بتفسيراتها فى كل بيت مصرى مسألة مهمة فى مصر: هنا والآن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة