د. محمد خلف أبورحاب ود. بيومى إسماعيل
د. محمد خلف أبورحاب ود. بيومى إسماعيل


آلية تطبيق وثيقة الأخوة واقعيًا.. على مائدة العلماء

نادية زين العابدين

الخميس، 04 فبراير 2021 - 11:32 م

 

وثيقة الأخوة الإنسانية أحد أبرز ملامح التجديد الفكرى الذى يعكس انحياز الأزهر الشريف للتوازن بين الحفاظ على التراث ومواكبة المستجدات، تمت بتوقيع الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان فى الإمارات عام ٢٠١٩.

 

 وتقديرا لأهداف الوثيقة التى تحمى العالم مما يلحق به حالياً من فتن وصراعات وحروب على المستوى الدولى، وتراجع الأخلاق الضابطة للمعاملات فى المجتمع خصصت الأمم المتحدة يوم ٤ فبراير بدءًا من هذا العام يومًا عالميًا للاحتفال بالأخوة الإنسانية، تأكيدًا للأجيال الحالية والتالية على ضرورة تطبيق هذه الأهداف فى واقع الحياة للدعوة إلى التعامل بالأخلاق والمعاملات الدينية السمحة، وهو ما يعد امتدادًا لأهداف وثيقة المدينة المنورة، التى ألفت بين القلوب ورسخت مبدأ العيش المشترك على أسس الحوار باحترام والعدل والتسامح والمواطنة، مما يحقق السلام الدولى والاجتماعى.

 

 

يقول د. محمد خلف أبورحاب، كبير أئمة بوزارة الأوقاف: الاختلاف بين الناس لا ينبغى أن يكون منطلقًا للصراع أو مبررًا للشقاق والتنابز بالألقاب، كما نرى فى واقعنا الآن، بل دافعًا للتعارف والتآلف يقول الله تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ولا يتحقق التعارف بدون حوار وتفاهم يقوم على الاحترام المتبادل، وهما الخطوة الأولى للتعاون، عندما يسود التسامح ومراعاة حرية آراء الآخرين، فالخلاف فى الرأى والفكر والاعتقاد لا يجوز أن يُفسد ما بين الناس من روابط ومشاعر، وكل ما سبق من أخلاق تنادى بها الأديان باعتبارها من دعائم الأخوة الإنسانية التى تتنوع ما بين أخوة النسب والوطن والعقيدة والرسالة، فالناس جميعًا أبناء لأب واحد وأم واحدة.

 

 

ويضيف: لنا فى الرسل الكرام أسوة حسنة لتطبيق أخلاق الأخوة الإنسانية فى الواقع فقد أوصى السيد المسيح عليه السلام أتباعه بقوله: "أحبوا أعداءكم وباركوا لأهاليكم وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم"، ويقول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أصل من قطعنى وأن أعطى من حرمنى وأن أعفو عمن ظلمنى"، وأكد قوله هذا فى فتح مكة عندما قال لمن تآمروا عليه: ما تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فذكروه برابطة الأخوة ولم ينكرها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال لهم : أقول لكم ما قال يوسف لإخوته: لا تسريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فأنتم الطلقاء.

 

وفى واقعنا الحالى نحن فى حاجة لاتباع الأنبياء لتسود الأخوة الإنسانية فيخاطب أصحاب الديانات الثلاث والبشر جميعاً بعضهم بوصف الأخوة وأولى الناس بذلك علماء الدين فهم ورثة الأنبياء ولا يكون ذلك من خلال الخطاب الدينى والمواعظ فقط بل بالقدوة السلوكية وإلا كانوا مقصرين فى حق دينهم قبل حق الانسانية.

 

ويقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر: لتطبيق وثيقة الأخوة الإنسانية فى واقع معاملاتنا لابد من تكثيف مشروع قوافل التوعية الأسرية فى محافظات مصر بهدف التثقيف وحل المشكلات مثل مشكلة حجب ميراث المرأة فى بعض البلاد، مما يهدد الاستقرار بين أفراد الأسرة، وقد خصص الأزهر الشريف مفتيات للعمل بمركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى للرد على تساؤلات النساء للحصول على الإجابة الصحيحة.

 

ويضيف: أما مجال الطفولة فلابد من تعزيز كرامة الطفل التى حمتها الشرائع السماوية وأهمها قضية المستقبل فى ظل تكنولوجيا العالم الرقمى الذى أصبح يقلق بال كل أم وأب فى الشرق والغرب بسبب استخدام الهواتف المحمولة التى تنذر بأمراض سلوكية واجتماعية ونفسية تحيط بهم فلابد من البحث عن وسيلة لحمايتهم حتى لا تسرق براءة أطفالنا الذين هم شباب الغد.

 

ويؤكد ضرورة الحث دائماً على مساعدة المحتاجين وعلاج غير القادرين، خاصة المسنين وذوى الهمم مع تدريب الأئمة على نشر ثقافة التعايش والتسامح بدلاً من الكراهية والعنف ومواجهة الأفكار المتطرفة والتعامل مع القضايا المستحدثة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة