سوق العمل بعد جائحة كورونا
 سوق العمل بعد جائحة كورونا


سوق العمل بعد جائحة كورونا| هؤلاء مهددون بفقدان وظائفهم مع ظهور المهن الجديدة

أسامة حمدي

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 04:06 م

- «سعفان»: نتبنى خطة للتدريب على المهن الجديدة حتى 30 يونيو المقبل.. والمطالبة بتطوير التعليم ليلائم متطلبات السوق

- «الشافعي»: التغيير في شكل الوظائف لا ينطبق على أوروبا وحدها.. والجامعات التكنولوجية تلبي متطلبات السوق الجديدة

- «عبده»: ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوسع في التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية

فجَر الدكتور محمود محيي الدين، الخبير الاقتصادي والمدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، مفاجأة من العيار الثقيل حول سوق العمل ما بعد جائحة كورونا، إذ كشف أن هناك ملايين الوظائف سوف تندثر بعد انتهاء وباء كورونا وستحل محلها وظائف جديدة.

وأكد «محيي الدين» أن رئيس البنك الأوروبي يتوقع أن يكون هناك عدد كبير يُقدر بعشرات الملايين من الوظائف في الاتحاد الأوروبي، سوف تندثر من الأسواق، لكن أيضًا سيكون هناك عددا أكبر من الوظائف تدخل الأسواق، بسبب التغيرات التي حدثت الفترة الأخيرة، خاصة مع جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد19».

ولم يكشف المدير التنفيذي بصندوق النقد الدولي، عن مسميات تلك الوظائف التي تندثر وتحل محلها وظائف جديدة؛ لذا بحثت «بوابة أخبار اليوم» عن الدراسات الحديثة والتقارير الحكومية حول التغيير في سوق العمل فيما بعد جائحة كورونا. 

تقرير مستقبل الوظائف 

كشف تقرير مستقبل الوظائف في مصر الذي أعلنت عنه وزارة القوى العاملة أن هناك عدة وظائف سوف تختفي، وتحل محلها وظائف جديدة، وعلى سبيل المثال الوظائف التي تختفي : «مدخل بيانات، ومدير حسابات، وسكرتير إداري، وعامل تجميع في المصانع، وموظف خدمة العملاء، والمدقق المالي، ومدير المخازن، وموظف خدمة البريد، وصراف البنك».

أما الوظائف التي يتطلبها التقدم التكنولوجي الحديث فهي : «محلل البيانات، ومتخصص الذكاء الصناعي، ومطور تقنيات، وخبير تسويق ومبيعات، ومتخصص في البيانات الضخمة، ومتخصص في التحول الرقمي، ومتخصص في خدمات تقنية المعلومات الحديثة».

من جانبه، يقول وزير القوى العاملة محمد سعفان، إن الوزارة شكلت لجنة وطنية لدراسة نتائج التقرير مع ممثلي الوزارات المعنية، واستمرت اجتماعاتها لمدة 3 أشهر، عرضت خلالها التغيرات التي طرأت على شكل الوظائف الواردة بالتقرير من اندثار بعضها فى سوق العمل، موضحا أن التحدي الأكبر يكمن في عدم تناسب مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل، ومن هنا استهدفت استراتيجية مستقبل الوظائف وضع نظرية للتغيير تضمن تحقيق رؤية المستقبل للوظائف الجديدة تشمل إعداد مشروع قومي يتبنى محورين.

ويضيف «سعفان»، أن المحور الأول : يتضمن خطة قصيرة المدى تستهدف بناء الكوادر الجديدة من أجل تغطية احتياجات سوق العمل في المستقبل القريب من خلال تصميم برامج تدريبية ودورات مكثفة معتمدة على الوصف الوظيفي الدقيق للوظائف الجديدة المحددة للخريجين بسوق العمل، وذلك بمشاركة الوزارات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.

وتابع : «بدأ تنفيذ هذا المحور على 3 مراحل إبتدًا من 1/1/2021 حتى 30/6/2023 بإنشاء المنصة الوطنية لتحديد احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية».

ويشير إلى أن المحور الثاني يشمل خطة طويلة الأجل تستهدف المنظومة التعليمية وخاصة التعليم الفني والجامعي، وذلك من خلال مراجعة شاملة وتطوير المناهج والسياسات التعليمية بما يتناسب مع متطلبات مستقبل الوظائف.

دراسات تنبأت بمستقبل الوظائف

أشارت دراسات وتقارير حديثة إلى أن الوظائف الجديدة التي تظهر في سوق العمل وتزيد الحاجة لها تتمحور حول: «محلل البيانات، ومتخصص الذكاء الصناعي، ومطور تقنيات، وخبير تسويق ومبيعات، ومتخصص في البيانات الضخمة، ومتخصص في التحول الرقمي، ومتخصص في خدمات تقنية المعلومات الحديثة، وتطوير النظم والأمن السيبراني والتجارة الإلكترونية وتطوير البرمجيات والخدمات اللوجستية، مديري لإدارة حسابات المواقع التواصل الاجتماعي، مطور البرامج والتطبيقات الرقمية، وأخصائي نظم المعلومات، وأخصائي نانو تكنولوجي، وأخصائي حاسوب وتطوير نظم، وأمن المعلومات، ومصممي تعلم إلكتروني تفاعلي، ومهندس اتصالات».

وذكرت الدراسات، أن معظم المؤسسات والشركات الكبرى ستسعى للاستفادة من هذه التقنيات ومنصات العمل عن بُعد لتحسين كفاءة أعمالها وخفض تكاليفها وزيادة إنتاجيتها مع اختفاء الحاجة للمكاتب والأبنية الضخمة.

وأشارت الداسات إلى أن الوظائف الجديدة سيترتب عليها حدوث تغيرات في عقود العمل، خاصة التي تعني بالكفاءات من خارج الدولة، فلن تحتاج الكفاءات الهجرة إلى بلد معين لتقديم خبراتها، وإنما يمكنها تقديم الخدمات عن بعد ومن أي مكان، كما أن عقود العمل ستتصف بالمرونة، والأهم سيكون إنجاز الأعمال أكثر من التقيد بساعات العمل.

ونوهت الدراسات على أن المهارات المطلوبة للمهن الحديثة تتمثل في : «مهارة التعلم مدى الحياة، ومهارة الابتكار والإبداع، والقدرة على حل المشكلات والتفكير الناقد، وقدرات ومهارات تحليلية وبحثية، ومهارات التواصل والحوار والإقناع، فضلًا عن مهارات المرونة وقبول المتغيرات والذكاء العاطفي».

الجامعات التكنولوجية

من جانبه يقول د. خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن خريطة الوظائف من الممكن أن تتغير فيما بعد جائحة كورونا، فتظهر أنماط وظائف جديدة وتختفي آخرى، مؤكدا أن سوق العمل له متطلبات في كل فترة.

وأضاف أننا في الثورة الصناعية الرابعة وكل ثورة لها أهداف ومحددات معينة، والذكاء الاصطناعي سيحدث طفرة في الأعمال.

وأشار «الشافعي»، إلى أن إنشاء الرئيس للجامعات التكنولوجية والرقمية لتلبية متطلبات سوق العمل في الأيام القادمة، لافتا إلى أن أزمة كورونا أظهرت أهمية ذلك، مشددا على أهمية الوعي الاجتماعي لتعميق تلك الثقافة، وحاليا الكل يتابع ما تسفر عنه الأزمة، مشيرا إلى أن التغيير في شكل الوظائف لا ينطبق على أوروبا وحدها بل على كل الدول ومنها مصر.

تطوير التعليم

 من جانبه، طالب الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، بضرورة الاهتمام بالحكومة الإلكترونية والعلم والبحث العلمي والحكومات الذكية والتحول الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى نسيّر أمورنا دون التعامل مع الموظف التقليدي، منوها إلى أن هذا سيقضي على أعمال كثيرة جدًَا في المستقبل خلال الأزمة وما بعدها.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة