تلعب بالنار والشرار.. «سلوى» أول حدادة بالوادي الجديد 
تلعب بالنار والشرار.. «سلوى» أول حدادة بالوادي الجديد 


حكايات| تلعب بالنار والشرار.. «سلوى» أول حدادة بالوادي الجديد 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 04:13 م

الوادي الجديد - عبيرعبد المطلب 


«الناس بتقول عني أشطر حدادة في الأبواب والشبابيك في الوادي الجديد.. ربنا يدمها لي نعمة».. تقف سلوى بابتسامة صعيدية بسيطة مرددة هذه الكلمات وهي على عتبة الخمسين عاماً.

 
سلوى عبدالعال «49 عاماً»، علامة مميزة في مدينة الخارجة بالوادي الجديد، لما لا وهي أول سيدة تعمل في مجال الحدادة بالمحافظة.. «عندي 3 عيال في في مراحل تعليمية مختلفة وأصرف عليهم من الحدادة ونفسي أشوفهم أحسن ناس».

 


اقتحمت المرأة الحديدة واحدة من أصعب المهن، وكما تقول لا تخشى لهب النار وتطاير شرارتها ولا رائحة انصهار الحديد، تتعامل مع الحديد والنار لتجتاز الصعاب في سبيل تحمل المسئولية وتحقيق الاكتفاء لتمتهن مهنة الشاقة يمتهنها الرجال.

 

 


تروي سلوى مشوارها فتقول: «حلصت على دبلوم المدارس الثانوية الزراعية وتزوجت عقب التخرج مباشرة وأكرمني الله بثلاثة أبناء ولدين وبنت وهم أعظم هدية منحها ليا الله وزوجي يعمل حرفي في صناعة اللحام والكريتال منذ سنوات».

 

اقرأ أيضًا| التحطيب له أصوله.. مدرسة للأطفال تعيد أمجاد «العصا والمزمار» بالصعيد

 

وتمضي في حديثها:  «تعلمت هذه المهنة من زوجي منذ زمن طويل وامتهنتها بعد تعرضه لحادث حتى أوفر لقمة العيش.. فأبنائي ما بين مرحلة الجامعة والثانوية».

 
رغم أن مهنة الحدادة لا يقدر عليه سوى أقوى الرجال، أقبلت سلوى بقوة عليها لتصبح الوحيدة بالوادي الجديد وبين سيدات يتم عدهن على أصابع اليد.. «واجهت بعض الصعاب وحتى الآن لا أجد مكانا مستقرًا لورشتي وأظل اتنقل بين عدة مواقع».


وتواصل سلوى: «رغم كل الصعاب إلا أنني أجد متعة في عملي ولم يأخذني عمل في الورشة عن واجبي نحو أسرتي ولا أولادي.. فالحمد لله منهم اللي في كلية وأجد سعادتي يوميا كلما أحقق نجاح في مهنتي.. امتلكت مهارة كبيرة وأجيد المهنة جدا».

 

 

إنجاز سلوى لم يكن ليتحقق دون حصولها على دورات تدريبية بمركز التدريب المهني بالخارجة بتقدير ماهر في الاختبارات.. تتوقف سلوى عن الحديث وتبتسم ثم تمضي في حديثها: «على فكرة أنا عضو في المجلس القومي للمرأة بالوادي الجديد.. حصلت على رخصة ممارسة حرفة اللحام والخراطة (الكريتال) من مديرية القوى العاملة والهجرة بالوادي الجديد».

 

لكن سلوى تعود لتتحدث بلهجة حزينة: «منذ تعلمي المهنة وأنا في عناء شديد بسبب استئجاري الورش من أصحابها ولا يوجد لدي ورشة امتلكها حتى الآن.. أحتاجها بشدة في ظل عملي باللحام والخراطة وتشكيل المعادن..  تقدمت أكثر من مرة لمسئولي المحافظة والوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة بطلب لأخذ قطعة أرض بالمنطقة الصناعية لكي أقيم عليها ورشة تكون عونا لها ولزوجها وأولادها لكن كل المحاولات باءت بالفشل.. أرجوكم ساعدوني».
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة