قرية الذهب الأخضر بالفيوم
قرية الذهب الأخضر بالفيوم


قرية الذهب الأخضر بالفيوم بـ«لا بطالة».. «الملوخية الصعيدي» تصل للعالمية

محمود عمر

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 04:28 م

لم ينتظر شبابها حلم الوظائف الحكومية، بل أعلنوا تحدي كل ما يواجههم من صعاب، ورفضوا أن يخضعوا للروتين ويستسلموا لموجات الإحباط، وبدأوا في التفكير خارج الصندوق حتى أطلق عليها أهلها "قرية الذهب الأخضر" فهي بدون بطالة.

 

قرية بدون بطالة !

 فقرية جردو التابعة لمركز إطسا بالفيوم، والتي اشتهرت بزراعة الملوخية، تعد نمذجا يحتذى به لأن أهلها بدون بطالة، ليس هذا فحسب بل تقوم تلك القرية بتصدير الملوخية إلى أوروبا والعالم.

اقرأ أيضا.. جردو قرية الملوخية| أنفار الحصاد .. شباب لا يعرف البطالة

 فالقرية تحولت إلى خلية عمل بسبب زراعة الملوخية والمشروعات القائمة عليها وتجميعها وتصديرها حتى أن أغلب نسائها يعملون فى "تقطيف" الملوخية أي فصل الأوراق عن النبات وتجفيفها وتعبئتها.

 

26 مشروعا في قرية جردو

 تلك الزراعة التي تبدأ فى منتصف شهر إبريل وحتى منتصف شهر أكتوبر يتم جمع محصولها عن طريق آلة تسمى "المحش" وينقل بعد ذلك إلى مرحلة التجفيف داخل المخازن لتنظيفها من الشوائب وتعبئتها في أكياس بلاستيكية مقسمة حسب الوزن، وتوضع فى صناديق من ورق الكرتون، ومن ثم إلى السيارات المخصصة لعملية التصدير المسماة بـ "الكونتينر".

ويوجد بالقرية نحو 26 مشروعا للشباب قائم على تجفيف وتعبئة الملوخية، ويدر ربحا ماديا بالإضافة إلى توفير هذه المشروعات فرص عمل لأبناء القرية ما جعل معظم أهلها بدون بطالة.

 

الملوخية "الصعيدي" مطلوبة في أوروبا

يقول محمد محمود أحد أبناء القرية، إن عددا كبيرا من أبناء القرية لم يفكروا في الوظائف الحكومية واتجهوا للتجارة وزراعة الملوخية والقيام على تصديرها ما جعل معظم أهالى القرية يعملون في هذا المجال حتى أطلق على القرية أنها بلا بطالة.

وأشار إلى أن زراعة الملوخية تستمر 70 يومًا وتتميز بحجم ورقتها الكبير لأن نوعها يسمى الملوخية "الصعيدى" وهذا النوع هو الملطوب فى التصدير إلى الخارج ويختلف عن الملوخية العادية ذات الحجم الصغير والشائع استخدامه فى مصر، وتستغرق عملية التجفيف 4 أيام، ومن بعدها تبدأ عملية التصدير.

اقرأ أيضا|فيديو| وكيل زراعة الفيوم: بدء تصدير الملوخية المصرية لأسواق أوروبا واليابان

 

سر بيع الموخية المجففة بدلا من الخضراء

إقامة مشروع الملوخية، يحتاج فقط إلى قطعة أرض زراعية توضع بها أقفاص مصنوعة من سعف النخيل وتزع أوراق الملوخية الخضراء بعد عملية نزع أوراقها وتسمى بعملية "التقطيف" والتي تقوم بها النساء ثم تترك لمدة 4 أيام للتجفيف.

وبعدها يتم وضعها في مخزن صعير يكون غالبا داخل أحد المنازل بالقرية تجتمع فيه النساء لتنظيف أوراق الملوخية الجافة من الحشائش، ثم مرحلة التعبئة حسب الوزن الذى يطلبه المستورد، وتبدأ من 5 كيلو جرامات، ثم كيلو، أو نصف كيلو، انتهاء بعبوة 200 جرام، وتبيع قرية جردو الملوخية المجففة فقط، أما الخضراء الطازجة ليست من اختصاصهم.

 

ربح بسيط رغم تصدير الملوخية إلى الدول العربية والأوروبية

من جانبه أوضح عشرى جاب الله صاحب مشروع لتعبئة الملوخية، أن القرية تصدر الملوخية إلى العديد من الدول العربية منها الإمارات وتونس ولبنان، ودول أوربية منها ألمانيا وإيطاليا واليونان وتركيا.

وأشار إلى أن شركات الاستيراد تحقق ربحا كبيرا من وراء هذا المشروع، رغم أنها تأخذ المنتج جاهزا معبأ ويتقاضى صاحب المشروع هامش ربح بسيط رغم أنه ينفق على المحصول ويدفع أجور العمالة ولكن في المجمل نحقق ربحا معقولا.

 

مياة الري ضعيفة والطرق غير ممهدة

المزارعون أوضحوا، أنهم يواجهون بعض المشاكلة منها ضعف مياة الري المخصصة للمزارعين وعدم تمهيد الطرق المؤدية إليهم لتسهيل عمليات النقل، ولكن في المجمل القرية تعمل في هذا المجال وأصبحت تشتهر به.

 

القرية تؤسس شركة لتصدير «الذهب الأخضر»

يقول أحمد حسن 27 سنة، أنه استطاع بمساعدة شريكه الوصول إلى مستوريدن فى الخارج عن طريق شبكة الإنترنت ونجحا في اكتساب ثقة أهل القرية.

واختتم حديثه قائلا: «نقوم بشراء محصول الملوخية ونجهز للتصدير دون الحاجة إلى وسيط،  فالقرية ذاع صيتها واكتسبت شهرة عالمية في زراعة وصناعة الملوخية الصعيدية حتى أن أهل القرية أطلقوا على الملوخية "الذهب الأخضر" تعبيرا عن فرحتهم فى عمل معظم أبناء القرية في هذا المجال وتوفير فرص عمل لأبنائهم».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة