صبرى غنيم
صبرى غنيم


رؤية

«الصغير» رفض مزاد كوافير الماريوت احتراما لوفاة صاحبه

صبري غنيم

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 08:18 م

أول مرة عرفت فيها محمد الصغير منذ أكثر من ربع قرن من خلال كبرى بناتى "سماح" حيث كانت تدرس فى انجلترا وفى إجازتها بالقاهرة طلبت من والدتها أن تصبغ شعرها، فنصحتها بالذهاب الى محمد الصغير وكان اسمه أيامها له بريق ولمعان فى الوسط النسائي.

 حيث كان منافسا لكبار مصففى الشعر فى مصر، وفى أول لقاء له مع سماح، رفض أن يستجيب لطلبها، ويقوم بتغيير لون شعرها من اللون الاسود الى اللون البني..

تعجبت كيف يرفض فى حين أنهم فى بريطانيا لو طلبت أن يصبغوه بألوان الطيف هيعملوه.. فقال لها مقولة لا تزال فى ذاكرة سماح.. "إن لون شعر المرأة هو جزء من شخصيتها، فهى لو غيرت لون شعرها بكده غيرت شخصيتها"..

من يومها وسماح تنادى على محمد الصغير بلقب الدكتور، فهو فعلا دكتور سيكولوجي، يفهم فى تفاصيل وجه المرأة، ولذلك يسهل عليه أن يختار لها التسريحة التى تناسب وجهها.. فعلا لم يكن "رحمه الله" مصفف شعر فحسب، بل كان يتمتع بمسحة جمال نادرا أن تجدها فى خبير مثله.. فقد كان أستاذا فى التجميل يعنى عاشقا لمهنته..

قبل وفاته بشهور حضرت له موقفا، لقد عرف بوفاة محمد على صاحب محل كوافير الماريوت ، وتوقع أصحاب الكوافيرات أن يدخل محمد الصغير المزاد على المحل، ولما علم أن ابنه محمود قرر أن يخوض معركة المزاد من أجل اسم ابوه، أرسل له رسالة يقول له فيها "محمد على لم يمت، أنا فى ظهرك يوم أن تحتاجني".. شفتم إنسانية هذا الرجل، لقد رفض أن يكون منافسا للابن، كان كل همه يبقى المحل لإدارة الورثة..

عاتبه أصحاب محال الكوافير وسألوه عن سبب امتناعه عن المزاد قال لهم "كيف أرتضى لنفسى أن اراهن بفلوسى لأكسر بخاطر أسرة مات عائلها وأكرة المحل فى يده".. سبحان الله ويلقى محمد نهايته تاركا وراءه ميراثا من القيم والأخلاق فى زمن لا تنفع فيه الصراعات ولا الفلوس لأنك فى النهاية لا تحمل من الدنيا إلا لقب المرحوم.. هذا هو المرحوم محمد الصغير رحمه الله..

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة