كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

سيناء الآن

كرم جبر

الجمعة، 05 فبراير 2021 - 10:16 م

 

سيناء الآن ليست سيناء التى كانت منذ سنوات، وتنعم سائر مناطقها بمشروعات كبرى ومناطق حضارية.. ليست سيناء التى كانت تحت سيطرة الإرهابيين.

تحولت سيناء من الشر إلى الخير، وامتدت إليها يد البناء والتعمير، لتحل محل كهوف الظلام، وعلى أرضها واحدة من كبرى الجامعات الحديثة فى العالم، وكنا جميعاً سعداء حين افتتحها الرئيس منذ شهور، ونحن نرى شباباً من كل دول العالم يدرسون فى مبانيها الرائعة، آن الأوان ليحلوا محل وجوه إرهابية جاءت من مستنقعات الدم والنار لاحتلال قطعة غالية من قلب مصر.

كان مخططاً لسيناء أن تكون بؤرة الشر والأشرار، لكننا رأيناها أرض الخير والحياة.

****

فى الحروب تنتحر الضمائر وتستيقظ الوحوش، ولم يكتفِ الأشرار بإيقاظ ذئاب الإرهاب فى الدول المستهدفة، فأرادوا اختراقها بأسلحة ناعمة أشد فتكًا وأشبه بالمخدرات، وكان شعارهم "اكذب ثم اكذب ثم اكذب فقد يصدقوك".

ونشطت الجماعات الدموية التى أعادت إلى الحياة أسوأ عصور البشرية، التى كنا نقرأ عنها فى كتب التاريخ ولا نصدقها، فقد عاد من هم أسوأ من التتار الذين حرقوا مكتبة بغداد، واستباحوا النساء وقتلوا الأطفال.

أسهل طريقة لقتل الشعوب هى الشعوب نفسها، فعندما يكون الأشرار بعضاً من نفس أبناء الشعب، يسهل اختراقها وتسليحها بأدوات تخريب، أشد مفعولاً من الطائرات والدبابات والسيارات المفخخة.

إذا أردت أن تقتل شعبًا، سلِّح بعضه بالأكاذيب والشائعات، ومهد الطرق إلى الاحتجاج والغضب والتمرد، فيتحول الناس إلى العصيان وتتوقف عجلات الإنتاج، ولا يعملون ولا يتركون غيرهم يعمل، فينهار الاقتصاد وتسوء الأحوال المعيشية.

****

التطرف مثل الحرباء التى تغير جلدها بلون الأرض التى تقف عليها، ويتسلل إلى البسطاء، ويعيش بينهم ويصاحبهم ويصادقهم، ويبرم معهم علاقات عائلية، فليس للمتطرف زى يميزه أو ملامح تفرقه عن الآخرين.

التطرف يعيش بيننا ويجلس معنا على المقهى فى المساء، ويركب نفس المترو ويسكن نفس العمارة ويرتدى نفس الملابس، ولكنه يتسلل بهدوء مثل خيوط العنكبوت، التى لا تشعر بها الضحية إلا بعد أن تضيق الخناق حولها.

****

نحتاج إلى إعادة ترسيم المثل والأخلاق والضمير، وتدشين قيم المنافسة الشريفة، وإشاعة روح العدل والطمأنينة.

كلنا بلا استثناء نشكو من "الناس السيئين"، فأين هم "الطيبون"، الذين نبحث عنهم ولا نجدهم، ولماذا نتعامل كالغرباء.

انفراجة الحياة، تجعل المصرى يهدأ فى بلده وإذا سافر لن يحمل فى حقائبه مرارة اهل وطنه، وإذا ابتسمت له الحياة، سيزداد حباً لوطنه تواقاً للتضحية من أجله.

مصر تمضى بسرعة لبناء دولة متعافية اقتصادياً، لتوفير جودة لقمة العيش، واجتماعياً، بالقدرة على إشاعة روح الطمأنينة فى القلوب والأمان فى النفوس، حتى نستطيع التخلص تدريجياً من الميراث النفسى السيئ، والمتراكم عبر سنوات طوال.

****

قال الألبانى رحمه الله "من علماء الحديث":

يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف.. العزلة مملكة الأفكار، والدواء فى صيدلية الأذكار، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك فى قلبك.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة