الجمعة، 05 فبراير 2021 - 11:50 م

بقلم/ النائب محمد فريد

منذ عدة أيام تم الإعلان عن تدشين مشروع  عين القاهرة وهى عجلة دوارة  يبلغ ارتفاعها 120 متراً وتمكن زوارها من رؤية القاهرة بكل معالمها من أعلى ، على غرار عجلة عين لندن الشهيرة وتستهدف العجلة جذب 2.5 مليون سائح سنوياً.

من القراءة الأولية يبدو المشروع إضافة للعاصمة وقيمة استثمارية مضافة ولكن الشيطان يكمن فى التفاصيل. 

إن الموقع المختار لهذه العجلة هو حديقة المسلة فى جزيرة الزمالك، وهى حديقة تراثية ، بجانب هذا فإن الموقع نفسه يشهد تكدساً للأماكن السياحية من بواخر نيلية ومطاعم وفنادق ناديين كبار ومركز شباب ودار الأوبرا.

بجانب هذا كله فعلى بعد أمتار قليلة يوجد برج القاهرة الذى يجاوز ارتفاع مرصده 140 متراً ويمنح مرتاديه نفس ميزة عجلة القاهرة.

وهو ما يثير السؤال عن كيفية اتخاذ قرار الموافقة واعتماد مثل هذه المشروعات ؟ 

فى واقع الأمر فإن ما حدث هو انعكاس للعشوائية التى تدار بها منظومة المحليات فى مصر.

فمنذ شهور قليلة شاهدنا الجهد الجبار الذى قامت به الحكومة لإيقاف زحف العشوائيات وإنفاذ قانون التصالح فى مخالفات البناء بجانب وقف تراخيص البناء مؤقتاً لضبط المنظومة  العمرانية.

نفاجأ بقرار يزيد من التلوث والازدحام ويعتبر إهداراً للتراث الحضارى وترسيخاً للقبح وتقنينا للعشوائية.

إن قرارا كهذا ما كان له أن يصدر فى ظل منظومة إدارة ومجالس محلية فعالة  قادرة على دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروعات كتلك وضمان اتساقها مع التراث الحضارى للمدينة ذات الألف عام .

منظومة تعمل على تعظيم العائد من الفرص الاستثمارية المتاحة وخلق مزيد من الفرص وليس تدمير ما هو قائم والإضرار بالتراث الحضارى والجمالى للعاصمة  وهو ما يدعونا لاستحضار أهمية منظومة الإدارة المحلية الفعالة وضرورة وجود مجالس محلية تقوم بدراسة تلك القرارات وتمثيل مصالح السكان وضمان تحقيق التوازن بينها وبين  الاحتياجات الاستثمارية  والتنموية.