جلال عارف
فى الصميم
ليبيا.. والسلطة الجديدة
السبت، 06 فبراير 2021 - 07:46 م
رحبت مصر مع معظم القوى العالمية بنتائج ملتقى الحوار السياسى الليبى الذى انعقد فى جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، وأسفر عن انتخاب للسلطة التنفيذية جديدة لتولى مهام مرحلة انتقالية شديدة الأهمية يفترض أن تكلل بإجراء انتخابات عامة فى نهاية ديسمبر من هذا العام.
مصر منذ البداية كانت تدعم بكل قواها الحل السياسى الذى يؤسس الدولة ويضمن استقلالها وينهى التدخل الأجنبى ويستأصل جذور الإرهاب وعصاباته، ومصر كانت على الدوام مع كل جهد عربى يعيد القرار لشعب ليبيا القادر وحده على إنهاء المأساة التى عاشتها بلاده على مدى سنين بالحل السياسى الذى يجسد إرادة شعب ليبيا ويستعيد الدولة ويحفظ الارض والثروة لأبناء ليبيا الموحدة والمستقلة.
المهام الموكولة للسلطة الانتقالية عديدة وصعبة، والوضع الداخلى المعقد يحتاج لجهد كبير للانطلاق نحو توحيد مؤسسات الدولة، وإنهاء الوجود العسكرى الأجنبى واستعادة الاستقرار، والتغلب على كل العقبات التى تعترض طريق الحل السياسى حتى يمكن الاطمئنان الى تنفيذ ما تم التخطيط له والوصول الى الانتخابات الحاسمة قبل نهاية العام.
الايجابى فى الخطوة الجديدة فى ليبيا هى كسر الجمود واستمرار البناء على وقف إطلاق النار الصامد منذ شهور، ووجود سلطة جديدة يمكن لها ان تستفيد من دروس الماضى، وأن تستفيد من لحظة التوافق الحالية للعبور من قلب الأزمة الى طريق الحل.
لكن بالتأكيد فإن هذه السلطة أو غيرها لن تستطيع إنجاز المهمة بالنجاح الذى يأمله الجميع إلا بدعم دولى يستكمل ما بدأ بوقف إطلاق النار وبدء خطوات الحل السياسى باختيار السلطة الجديدة.
الاختبار هنا ليس فقط للقوى المحلية التى تأمل فى إنهاء سنوات الفوضى والدمار وإنما ايضا للقوى الكبرى التى لابد ان تتحمل مسئولياتها بتوافق على تجميد صراعاتها حول ليبيا، وبقرارات دولية ملزمة بخروج كافة المقاتلين الأجانب وتصفية الميليشيات وترحيل آلاف المرتزقة.
ويبقى جيدا أن يستمر وقف اطلاق النار، وأن تستمر التأكيدات من الجيش الوطنى الليبى بأن العمل على توحيد المؤسسة العسكرية سيتواصل من خلال اللجنة المشتركة )خمسة + خمسة( انتظارا لاستكمال المسار السياسى بالوصول إلى الانتخابات الحاسمة فى نهاية العام.. وهو انتظار يأمل الليبيون جميعا ألا يطول!!