محمد درويش
محمد درويش


نقطة فى بحر

ما يشيب له الولدان

الأخبار

السبت، 06 فبراير 2021 - 07:52 م

 

بقلم/ محمد درويش

اقشعر بدني وتلجم لساني وتوقف قلمي وأنا أقرأ خبر اغتصاب الطفل سعد ذي الست سنوات.

أشياء لا تشيب لها الولدان فقط، إنما تصعب أيضا على الكفار، تتحطم وتتمزق الأجساد لتصبح مهترئة يحتاج إصلاحها− إن انصلحت− إلى فريق من المختصين المتطوعين وليس أداء روتينيا بحكم الوظيفة الحكومية، فى أيامنا هذه أصبحت جرائم الاغتصاب لا يندى لها الجبين فقط، إنما هى تغرس فى وجدان من يطالعها الاشمئزاز والقرف وليس له إلا البسملة والحوقلة ودعاء إلى الله أن يجنبه وذويه "شر المستخبي".

والمستخبى ظهر علنا للطفل سعد وأسرته على يد جار لهم عمره عشرون عاما والحمد لله أنه ليس أقل من ١٨ وإلا كان سيحاكم بقانون الأحداث.

أم سعد تعيش على بيع الحصير فى الشارع لتساعد زوجها جامع القمامة، الجار رأسه وألف سيف يعنى سبق إصرار وترصد على المطالبة بصعود سعد إليه ليشترى له زجاجة حاجة ساقعة ومتي؟ الساعة ٢ صباحا عندما اتصل بوالده الذى رفض الاستجابة.

عاود الندل الذى لم يراع حرمة الجار.. بلاش حرمة الدين، فى أن يطلب مساعدة الطفل الهادئ الذى لا يعرف من الدنيا سوى جانبها الخير فى أن يصعد إليه إلى عشة الفراخ على السطح بحجة مساعدته فى تقديم الطعام لها، هناك أخرج سكينا ووضعها على رقبته مهددا بقتله وأمه وأبيه إن تفوه بكلمة.

دقائق من الزمن فوجئت أم سعد بفلذة كبدها وبالدماء تغطيه لتهرع به إلى المستشفى حيث لم يكن أمام الأطباء حل سوى اجراء عملية تغيير مسار لإخراج الفضلات بعد أن تهرأ  وتهتك موضعها الطبيعي، وبعد أيام وحال الولد يسير من سيئ إلى أسوأ قرر الأطباء اجراء جراحة أخرى بعد أن فشلت الأولي.

بعيدا عن الشق العضوى فى الحكاية نرى ماذا حدث لسعد، كما تصف أمه لعدد من المواقع الاليكترونية التى  التقت بها، انهيار نفسى وعصبية زائدة وشتائم وسباب لم يتلفظ بها من قبل وكوابيس تحرمه النوم أو الخلود إلى بعض الراحة.

خط نجدة الطفل تدخل وبدأ العمل فى خطين موازيين، الأول اتخاذ الاجراءات القانونية ضد الجانى والعلاج النفسى للطفل.

بيت القصيد هنا ليس ما حدث لسعد فقط لكننا أمام ظواهر بدأت منذ سنوات باغتصاب رجل خمسينى لرضيعة وحكمت عليه المحكمة بالاعدام.

بيت القصيد يا سادة ان التشريعات قاصرة عن وأد هذه الظواهر وإلا ما طالعنا أخبارها يوميا وبالكثير يوما بعد يوم.

أعلم أن من حق أى مواطن أو جمع من المواطنين التقدم بمشروع قانون يشدد العقوبات فى جرائم الاغتصاب إلى اللجنة المختصة بمجلس النواب إن لم يتقدم أحد من الأعضاء بمشروع مماثل، ادعو فقهاء القانون أن يناط أحدهم بدوره ويتقدم بهذا التشريع الذى أتمنى أن يكون بأقصى سرعة وألا يأخذ أعضاء البرلمان من التصويت بمثل هؤلاء المجرمين شفقة.

وإلى أن يحدث ذلك لك الله يا سعد وكان الله فى عونك وعون أمك وأبيك.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة