إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة

سمير صبرى.. حكايات العمر كله

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 06 فبراير 2021 - 08:04 م

هذا عنوان كتاب فاتن للفنان الكبير سمير صبرى صادر مؤخراً عن الدار المصرية اللبنانية. انفردتُ به وكنت أعرف مقدما أنى سأقع على كنز من الحكايات الجميلة مثل برامجه وأفلامه. سمير صبرى ليس فى حاجة إلى تعريف، فجيلى والأجيال اللاحقة تعرفه جيداً من السينما والتليفزيون والإذاعة، عشرات الأفلام والمسلسلات، أو من برامجه الإذاعية أو التليفزيونية فائقة الجمال والأناقة والمعانى فى كل مباهج الحياة، وعلى رأسها «النادى الدولي  وهذا المساء».

هنا حكايات كثيرة مع أعلام من الفن والصحافة لن يتسع لها المقال وتصحح كثيراً من المعلومات عن بعضهم وتضعهم فى صور فنية وإنسانية فائقة الروعة تجعلك تراهم أمامك، منهم سعاد حسنى وشادية وتحية كاريوكا وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدى وأم كلثوم ووردة وليلى مراد وداليدا وفاتن حمامة ومحمد عبد المطلب ومحمد فوزى واليزابيث تايلور وهند رستم وشيريهان وليلى رستم وسلمى الشماع وكمال الشناوى وأحمد سعيد ومصطفى وعلى أمين ومحمد عبد القادر حاتم وجلال معوض وغيرهم. وسياسيون وشخصيات لها تاريخها مثل الإمام موسى الصدر والبابا شنودة وفؤاد سراج الدين وأحمد زويل وتوفيق الحكيم والشيخ زايد آل نهيان. قائمة عظيمة جعلت لمصر وجودا كبيرا على الأرض ووجودا لا ينتهى فى السماء ولكل حكايته معه. بعد فصل جميل عن نشأته فى الاسكندرية التى ضاعت، وتعليمه وعائلته وبحثه عن مكان فى فضاء الفن والإعلام، يدخل فى حكايات رائعة عن لقائه بكل من هؤلاء فى برامجه، سواء فى فصل مستقل أو أثناء الفصل نفسه. أجمل ما يدهشك أنه وقف دائما عند ما هو جميل، ولم يُغرِه ما يغرى غيره ويدخل فى الحكايات السيئة أو الصراعات بينهم.

حتى حين كانت تأتى حكاية مثل حكاية ليلى مراد وأغنية تخونوه مع عبد الحليم، التى كان مقرراً لهما عمل فيلم معا وتغنى هى فيه الأغنية، لكن عبد الحليم أخذ الأغنية من بليغ حمدي، فاعتذرت ليلى مراد عن الفيلم ولم يتم، وحين قابلها وتحدثا معا قالت كيف كان أملها أن يكون لها فيلم مع عبد الحليم لكن هذا ما جرى. أكثر من موقف تعدها على الأصابع من هذا النوع بين الفنانين ومعه هو أيضا لكنه لا يعطيها أبعادا أكبر، رغم إغرائها لكثير من الصحفيين، لأنه فى الحقيقة يبحث كما يفعل فى حواراته عن الجميل والجمال. هؤلاء تبقى فنونهم وما انجزوه رغم أى خلافات، وأنا من محبى عدم الوقوف عند هذه الخلافات، فهى مثل زعابيب قصيرة لا تستمر لكن الفن يملأ الفضاء. كيف كان سمير صبرى يصل إلى حواراته معهم، وكيف كان يصل إليها مع من يرفضون من الأصل الحوارات مثل توفيق الحكيم وهند رستم. وما هى الخدع الجميلة التى فعلها ليصل إلى حديث توفيق الحكيم. فى النهاية كان الجميع يفتحون له صدورهم وعقولهم. لكل لقاء قصة مفارقة للواقع وتصل أحيانا إلى أقصى الخيال مثل لقائه بعبد الحليم أو اليزابيث تايلور.

أما داليدا فلن يتتهى الفصل إلا ودموعك تسقط مع دموعها. هذه الحلقات للأسف لا تجدها على اليوتيوب كلها وهو يتساءل ويريد أن يصل إليها، وأنا أضم صوتى له فهى تاريخ للوطن، وتاريخ للروح المصرية فى أعلى تجلياتها العلمية والفنية والثقافية وما تشاء. أتمنى أن تكون موجودة كلها ويصل إليها. لا نريد لمثل هذه الحلقات أن تضيع أو أن تطل علينا يوما من قنوات غير مصرية. المقال لن يتسع لكل شيء لكن المتعة التى حصلت عليها وما زلتُ من الكتاب لا تنتهي، وتملأ حولى الفضاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة