صورة موضوعية
صورة موضوعية


في ذكرى رحيله.. «رجاء النقاش» بوابة عبور الأدباء العرب إلى الحياة الأدبية

نادية البنا

الإثنين، 08 فبراير 2021 - 06:32 ص

تحل اليوم 8 فبراير، ذكرى رحيل الكاتب والناقد رجاء النقاش، الذي غيبه الموت في 8 فبراير 2008 عن عمر 73 عاما، بعد رحلة طويلة مع مرض السرطان.


ولد الناقد والكاتب الصحفي، محمد رجاء عبدالمؤمن النقاش، ونعرفه باسمه الأدبي اختصارا «رجاء النقاش»، في 3 سبتمبر 1934، بمحافظة الدقهلية، وهو ناقد أدبي وصحفي مصري تخرج في جامعة القاهرة قسم اللغة العربية عام 1956 وعمل بعدها محررا في مجلة «روز اليوسف» بين 1959 و1961 ثم محررا أدبيا في «أخبار اليوم»، و«الأخبار» في الفترة من 1961حتى 1964.


عمل رئيسًا لتحرير عدد من المجلات المعروفة منها «الكواكب والهلال والتلفزيون» وقد بدأ ممارسة النقد الأدبي وهو طالب في السنة الأولى، وكان ينشر مقالاته آنذاك في مجلة الآداب البيروتية، ثم عمل في جريدة الأخبار المصرية وترأس تحرير مجلة الكواكب الأسبوعية ودورية الهلال الشهرية.


وحين تولى في 1971 رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون جعل منها مطبوعة ذات توجه ثقافي وفيها نشر رواية «المرايا» لنجيب محفوظ مسلسلة قبل صدورها في كتاب، وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي انتقل لدولة قطر للعمل مديرا لتحرير جريدة «الراية»، ثم أسس مجلة الدوحة التي ذاع صيتها حتى إغلاقها عام 1986.


عاد لمصر ليعمل كاتبا بمجلة «المصور» في نهاية الثمانينيات ثم تولى رئاسة تحرير مجلة «الكواكب» في التسعينيات وفي السنوات الأخيرة أصبح كاتبا متفرغا بصحيفة الأهرام.


اتسم أسلوب «النقاش» بسهولة لافتة توسل بها ليعين قارئه على التفاعل معه والاستمتاع بما يجري على قلمه دونما تحذلق أو تعالم أو افتعال نثر المصطلحات الأيديولوجية أو النقدية الأجنبية أو الفلسفية بين السطور كي يبدو مثقفًا كبيرًا.


وبرز «النقاش» منذ كان في مطلع العشرينيات ناقدا يعبر من خلاله الأدباء العرب إلى الحياة الأدبية وقدم عددا من أبرز المبدعين الذين يكبره بعضهم سنا ومنهم الروائي السوداني الطيب صالح الذي أعاد النقاش اكتشاف روايته الشهيرة ''موسم الهجرة إلى الشمال''، والشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي الذي كتب له مقدمة ديوانه الأول ''مدينة بلا قلب''، والشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي أصدر عنه عام 1969 كتاب ''محمود درويش شاعر الأرض المحتلة''· 


ومن أبرز محطات رجاء النقاش المهنية، كان تكليفه من مركز الأهرام للترجمة بأن يجرى أحاديث مع الأديب الكبير نجيب محفوظ ويتم نشرها كصفحات من مذكراته، ووافق النقاش على ألفكرة وتحمس لها، واستغرقت ما يقارب سنتين مع الحوارات المتصلة مع أديب نوبل، ونشرت تلك الحوارات بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".


ونال النقاش جائزة الدولة التقديرية بمصر عام 2000، كما كرمته نقابة الصحفيين المصريين في يناير 2008، ونال درع النقابة ودرع مؤسسة «دار الهلال» ودرع حزب التجمع في 2008.

 
وينتمي النقاش إلى أسرة ضمت مثقفين بارزين فكان أخوه الراحل وحيد النقاش مترجما وناقدا وأخوه فكري النقاش مؤلفا مسرحيا، وتولت أخته الناقدة فريدة النقاش رئاسة تحرير مجلة ''أدب ونقد'' لنحو عشرين عاما ثم أصبحت تولت في نهاية 2006 رئاسة تحرير صحيفة ''الأهالي''، 


ومن مؤلفاته في مجال النقد المسرحي «في أضواء المسرح»، و«مقعد صغير أمام الستار»، وفي كتابه«نساء شكسبير» اختار بعض الشخصيات النسوية من مسرح شكسبير، وتعامل معها كنماذج بشرية تستحق التوقف أمامها.


ومن كتبه الأخري «ثلاثون عاما مع الشعر والشعراء»، و«أبوالقاسم الشابي.. شاعر الحب والثورة»، و«عباقرة ومجانين»، و«عباس العقاد بين اليمين واليسار»، و«قصة روايتين» وهو دراسة نقدية فكرية مقارنة لروايتي «ذاكرة الجسد» للجزائرية أحلام مستغانمي، و«وليمة أعشاب البحر» للسوري حيدر حيدر، و«في أزمة الثقافة المصرية»، و«تأملات في الإنسان»، و«أدباء ومواقف وكلمات في الفن»، و«صفحات مجهولة في الأدب العربي المعاصر»، و«الانعزاليون في مصر».
 

اقرأ أيضا : رحلة «رانيا» من السرطان إلى «اليوجا»
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة