عبدالرحمن الرافعي
عبدالرحمن الرافعي


«لا تتعجلوا تقدير الناس لجهودكم».. وصية «الرافعي» الأخيرة للشباب

نادية البنا

الإثنين، 08 فبراير 2021 - 01:52 م

هو أحد المؤرخين المصريين العظماء، عندما يذكر اسمه نتذكر معه حياة حافلة جمعت بين شقيها الوطنية والتاريخ، فيأتي عبدالرحمن الرافعي لينضم لفئة المؤرخين الذين سعوا من أجل المحافظة على التاريخ. 

شاهد أيضا : في ذكرى ميلاده.. «عبد الرحمن الرافعي» مسيرة سياسية حافلة و«تأريخ» وطني

دون «الرافعي» فترات هامة منه وأصدر العديد من المؤلفات القيمة في ذلك، فقدم سلسلة حول تاريخ مصر بدءاً من عهد الحملة الفرنسية، حتى قيام ثورة 23 يوليو 1952، هذا إلى جانب كونه أحد زعماء الحركة الوطنية بمصر، ويأتي اليوم الثامن من فبراير ذكرى ميلاده لنتذكر أحد شخصيات مصر الثرية.


عشق الرافعي التاريخ وأبرز أهمية أن يتعلم الشعب بمختلف طبقاته تاريخ بلاده، ومن هنا يفهم الشعب بلده ويقدرها حق قدرها، ويربط بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها.


كان ظهور الجزء الأول لكتابة الرافعي في التاريخ عام 1929، وجاء هذا الجزء يضم دراسة نظام الحكم في عهد المماليك والحالة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد قبل مجيء الحملة الفرنسية، ثم أسبابها ومقدماتها ووقائعها وأحداثها.


ثم تتابعت الأجزاء المشتملة على تاريخ مصر فأصدر الجزء الثاني في أواخر ديسمبر 1929، متضمناً تاريخ مصر القومي من إعادة الديوان في عهد نابليون إلى جلاء الفرنسيين، ثم ارتقاء محمد علي الكبير عرش مصر، ثم توالت إصداراته بعد ذلك فقدم “عصر محمد علي”، ثم “عصر إسماعيل”، ثم “الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي”، و”مصر والسودان”، ثم كتابي “مصطفى كامل”، و”محمد فريد”، ثم كتاب “ثورة 1919” وصدر عام 1946 في جزأين، ثم “في أعقاب الثورة المصرية” وجاء في ثلاث أجزاء وضم الأول تاريخ مصر القومي من نهاية الثورة وحتى وفاة الزعيم سعد زغلول، وأشتمل الجزء الثاني على تسلسل الأحداث من وفاة سعد زغلول وحتى وفاة الملك فؤاد الأول 1936، وأعقبه الجزء الثالث من صعود الملك فاروق عرش مصر وحتى عام 1951.
رحل المؤرخ الكبير «عبد الرحمن الرافعي» يوم 3 ديسمبر سنة 1966 بعد أن عانى من مرض مزمن في السنتين الأخيرتين من عمره، وفي كتابه «مذكراتي» الذي بدا فيه يودع الحياة والوطن والتاريخ الطويل الذي عاشه بتفاصيله وانخرط في مهمة التعريف به،  وصية كأنها موجهة إلى شباب  الأمة في كل جيل، تحمل خبرة رجل ناضل على مدار نصف قرن وخاض معارك كبيرة في مواجهة الاحتلال والقصر وحكومات الأقلية. 
قال «الرافعي» في وصيته الأخيرة .. 
«أول ما يجب على الشباب هو أن تكون له عقيدة سياسية، أو بعبارة أوضح عقيدة وطنية، لأن الذي يعمل بغير عقيدة، قلما تفيد البلاد منه فائدة ما، قد يقال إن هذا الكلام نظري، وأن البيئة والوسط والظروف وحالة البلاد تدعو إلى عدم تقيد الانسان بعقيدة سياسية.
ولكني على العكس أقول إنه يجب على الشباب ألا يعيش على هامش الحوادث والأحزاب، بل يجب أن يكون له رأي وتكون له عقيدة يدافع عنها ويصدر عنها في أعماله واتجاهاته، على الشباب إذن أن يختار لنفسه الهيئة السياسية التي تتفق مع عقيدته ولا يتحول عن هذه العقيدة.
إني أدعوهم إلى تنمية روح العقيدة الوطنية من نفسهم، وألا يتعجلوا تقدير الناس لجهودهم، فأنا أعلم الناس بأن المواطن الذي يُعلِّق عمله على تقدير الناس لجهوده، لا يلبث أن يصاب من المجتمع بخيبة أمل، قد تؤدي به إلى أن ينقلب على عقبيه».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة