التُلي تحمي من الحسد.. عباءة أسيوطية خطفت قلوب الإنجليزيات
التُلي تحمي من الحسد.. عباءة أسيوطية خطفت قلوب الإنجليزيات


حكايات| «التُلي» تحمي من الحسد.. عباءة أسيوطية خطفت قلوب الإنجليزيات

محمود مالك

الإثنين، 08 فبراير 2021 - 05:28 م

عباءة نسائية يرجع تاريخها للعصر الفرعوني، شدت الراحل إلى متحف فيكتوريا ألبرت في لندن، لتظهر واحدة من إبداعات القطع الفنية الأسيوطية المزخرفة يدويا.

 

لكن ما أعاد إحياء صناعة عباءة تُلي الحرير من خيط الفضة والذهب والتي تجذب النظر وتخطف العقل، هو سائحة إنجليزية حلت ضيفة على محافظة أسيوط منذ 30 عاما، لتبدأ في السؤال عن قطعة فنية رأتها في متحف فيكتوريا للفن وعلمت أن مصدرها أسيوط المصرية كي ترتديها.

بخيوط من فضة وذهب يجلس عدداً من النساء لتزيين قطعة من الحرير وزخرفتها، لتخرج من بين أيديهن قطعة فنية نادرة جابت العالم، وهي من الفنون الفرعونية القديمة والتي توارثتها الأجيال تباعاً حتى وصلت القرن العشرين. 

 

صناعة التُلي التي تشتهر بين دول العالم الغربي بأنها صناعة يديوية صعيدية أسيوطية تبحث عمن يعيد إحيائها في القرن الـ21 بعد أن أوشكت على الاندثار.

 

٦٨ عاما مضت على إحياء التُلي في أسيوط بعد أن توقفت صناعتها بعد أن رحلت السيدة عزيزة الشعراني، حرم الدكتور سليمان حزين، عن أسيوط وذهبت مع زوجها للعمل بالقاهرة بعد أن تم اختياره وزيراً للثقافة، فأغلقت الاتيليه الخاص الذي كان يصنع التلي خصيصاً للسياحة وللراغبين فيه من السيدات المرموقات في المجتمع لأنه كان مكلف بشكل كبير. 

 

اقرأ أيضًا| شيال الحمول.. «عماد» ممثل هاو يغوص في قش القصب

 

وفي عام 1991 زارت أسيوط سيدة أجنبية متجاهلة تحذيرات سفارتها من الذهاب لمصر بصفة عامة والصعيد، لكن الفنان سعد زغلول قابل هذه السائحة واستمع لطلبها عن هذه الأزياء التي لم يكن يعرف عنها أي شيء، وبحث معها في كل مكان، لم يجد طلبها وكان من الصعب عليه ألا يقضي طلب ضيف، هذا هو نوع من الذوق والفن الجميل. 

 

 

رأته في متحف الفن فيكتوريا في لندن، ولم يكن عنده فكرة نهائياً عن هذا الفن فقرر البحث عن شيء إنشاء بيت التُلي في أسيوط، القرن الماضي؛ حيث كانت الأم الأسيوطية تهدي لابنتها العروسة طرحة التُلي، التي تبدأ بمجموعة من الأحجبة تكفيها شر عين الحسود.

 

ثم ترسم شموع الفرح والجمل، الذي سيحمل ابنتها إلى بيت زوجها، وحقول القصب، التي ستمر عليها في طريقها، ولا تنتهي الطرحة إلا برسم بيت العريس، الذي غالبًا ما يكون في الدور، الذي يعلو بيت أسرته.


 وبعد البحث كثيراً وجد سيدة عجوز تخطت السبعين من عمرها كانت تعمل في مهنة صناعة التُلي، وبعدها حصل على منحة من الصندوق الاجتماعي، قدرها 140 ألف جنيه، لتدريب 100 فتاة على هذا الفن وذلك عبر إحدى الجمعيات الأهلية.

 

وتمكن خلال عام واحد من تدريب حوالي 600 فتاة على فن التلي، ثم أنشأ بيت التلي ليصبح أحد المعالم التراثية التي تشتهر بها أسيوط، ويشمل قسم الفنون التشكيلية وقسم معروض ومشغولات التلي اليدوية والمطرزة بخيوط الذهب والفضة وبعض أعمال النحت والمشغولات اليدوية الخشبية والمعدنية والتي تجسد مراحل زمنية مختلفة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة