جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

هل ينهي الفلسطينيون مأساة الانقسام؟

جلال عارف

الإثنين، 08 فبراير 2021 - 07:51 م

ليس أمام القوى الفلسطينية التى تلتقى الآن فى القاهرة إلا طريق واحد: أن تتحمل المسئولية وأن تدرك حجم الأضرار التى لحقت بالقضية الفلسطينية والتى كان الانقسام الداخلى هو العامل الأساسى فيها.

الحقيقة الرئيسية التى ينبغى أن تسود اجتماعات القاهرة وأن تحسم قرار الإخوة من الفرقاء الفلسطينيين هى أن ما فعله الانقسام الداخلى بنضال الشعب الفلسطينى كان أقصى ما يتمناه الأعداء. وليس من شك فى أن الكل أخطأ، وأن الكل مطالب الآن ليس فقط بتصحيح الأخطاء وانهاء جريمة الانقسام، وإنما أيضا بأن يكون على قدر المسئولية فى مرحلة لم تعد فيها القضية تحتمل مزيدا من الأخطاء، ولم يعد شعب فلسطين البطل قادرا على رؤية المناورات الصغيرة تبدد تضحيات الشعب العظيم.

الآمال كبيرة هذه المرة. كل الأطراف أعلنت التزامها بطى صفحة الانقسام إلى غير رجعة.. وكل الظروف الإقليمية والدولية تفرض توحيد الصف لمواجهة التحديات الهائلة. ولا بديل الآن عن اصطفاف وطنى فلسطينى كامل وقيادة للمعركة يشارك فيها الجميع، وتعكس إرادة الشعب الفلسطينى وتلتزم بثوابت نضاله، وتقول للجميع إن لفلسطين عنوانا واحدا وسلطة واحدة وقرارا موحدا لا يعكس إلا إرادة شعب فلسطين.

بالطبع سيكون هناك خلافات على التفاصيل بين الفرقاء. قرار الانتخابات فتح الباب الذى ظل مغلقا لسنوات وأعاد القرار للمواطن الفلسطيني، العقبات كثيرة لكنها ستزول حتما إذا كانت الإرادة الوطنية قد حسمت موقف كل الأطراف بعيدا عن أى مؤثرات خارجية أو مصالح ضيقة تنحاز للفصيل قبل الوطن!!

لم يعد هناك الكثير من الفرص ليتم تبديدها، ولم يعد هناك  المزيد من الدروس بعد الحصاد المؤلم لسنوات الانقسام ولم يعد هناك إلا طريق واحد تكون فيه الوحدة الوطنية هى المظلة التى تجمع كل الفرقاء الفلسطينيين نأمل خيرا هذه المرة، وننتظر أن يكون الجميع على قدر المسئولية، وأن يعود الجميع للطريق القويم الذى عبرته مواكب الشهداء مؤمنة بأن الدم الفلسطينى هو ثمن استعادة الوطن وليس اقتسام السلطة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة