«نبيل فاروق»
«نبيل فاروق»


في ذكرى ميلاده.. «نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

نادية البنا

الثلاثاء، 09 فبراير 2021 - 04:51 ص

كتب أول رواية خيالية له بتشجيع من معلمته، عندما كان في العاشرة من عمره، وحينما طبعتها على ورق غمرته السعادة خاصة حينما رأى اسمه مطبوعا، لتنطلق من هنا  بذور الإبداع في رحلة أدبية اختتمت فصولها في 9 ديسمبر 2020 بوفاة فارس روايات الخيال العلمي والاستخبارات الدكتور نبيل فاروق الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده.


وُلد نبيل فاروق في 9 فبراير من العام 1956، بمدينة طنطا في أسرة من الطبقة المتوسطة، التحق بكلية الطب بجامعة طنطا وتخرج بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة عام 1980، علماً أنه كان رافضاً لدراسة الطب وميّالاً لدراسة الفنون الجميلة؛ لموهبته الطاغية في الرسم، لكن مجموعه العالي في شهادته الثانوية مكّنه من دراسة الطب، وهو ما أصر عليه والداه.


وقال في لقاء إعلامي، إنه كان يكتب روايات أدبية أثناء دراسته الطب دون عرضها على أحد، وأنه كان يشارك في النشاطات الفنية والرسومات والمعارض التي كانت تُقام في الحرم الجامعي بصورة مستمرة.


قبل تخرجه في كلية الطب بعام واحد، حصل على جائزة من قصر ثقافة طنطا عن قصة "النبوءة"، وذلك في عام 1979م، والتي أصبحت فيما بعدُ القصة الأولى في سلسلة كوكتيل 2000.


تزوج نبيل فاروق عام 1985 بالسيدة ميرفت راغب، وأنجب منها شريف وريهام ونورهان.


مسيرة نبيل فاروق


بداية التحول الجذري في مسيرة نبيل فاروق الأدبية كانت في عام 1984، عندما اشترك بمسابقة لدى المؤسسة العربية الحديثة في مصر، وفاز بجائزتها عن قصته "أشعة الموت" التي نشرت في العام التالي كأول عدد من سلسلة ملف المستقبل.


في تلك الفترة أيضاً، كان نبيل فاروق قد التقى بضابط مخابرات مصري، استوحى واقتبس منه شخصية أدهم صبري في سلسلة رجل المستحيل، والتي تعد من أنجح الأعمال الأدبية التي عكف على تأليفها على مدى 25 عاماً، ليأسر معها مخيلة الشباب المراهقين في 160 عدداً.


رجل المستحيل


تروي القصص مغامرات ضابط مخابرات مصري يدعى أدهم صبري، الذي يجيد كل فنون القتال، ويستخدم عدة أنواع من الأسلحة والمراكب والغواصات والطائرات، ويجيد التحدث بعدد من اللغات وبلهجات مختلفة، ويمتلك عدداً آخر من المهارات كالقدرة الفائقة على تقليد نبرات الأشخاص الذين يقابلهم، والتنكر وتقمُّص شخصية من أمامه، كما تلقى وسامته إعجاب كثير من الشخصيات.


وبطبيعة الحال، يواجه أدهم صبري مؤامرات الاستخبارات الأجنبية والأخطار التي تهدد بلده مصر، مصحوباً بفريق عمل من أبرز أعضائه قدري ومنى توفيق.


وكشف فاروق لاحقاً عن بعض الملامح الشخصية الحقيقية التي استوحى منها روايات رجل المستحيل، وهو رجلٌ اسمه الحقيقي يبدأ بحرفي الألف والصاد وأنه من مواليد عام 1952، وأن والده كان من الضباط الأحرار، فضلاً عن تعليمه الذي مكَّنه من التمرس في اللغات الأجنبية، إضافة إلى الرياضات القتالية، ليلتحق لاحقاً بصفوف المخابرات المصرية، ومن أعمال "فاروق" الأخرى زهور وفارس الأندلس وروايات عالمية للجيب وغيرها الكثير.


وقال فاروق إن سبب استمرار سلسلاته الأدبية على فترة زمنية طويلة، هو تقديم ما هو غير متوقع من أحداث لصدم القارئ، ما يُبقيه متشوقاً للمتابعة، ولذا فقد كان حريصاً على تقديم شخصيات مميزة لدى الأبطال والأشرار على حد سواء، لشد اهتمام القارئ، وذلك لإعطاء حيوية وليونة تتيح له التحرك معها وتقديمها بطريقة أخاذة مع كل عدد.


تنبؤه بظهور كورونا


ولعل أكثر اللحظات مفارقة في حياة الدكتور نبيل فاروق هو الخيال الذي تحوَّل إلى حقيقة، بعدما كتب في إحدى رواياته متنبئاً بظهور فيروس يسبب أزمة عالمية، فيما يشبه أزمة فيروس كورونا التي عصفت بالكرة الأرضية منذ بدايات عام 2020.


وقال في لقاء تليفزيوني، إن التنبؤ العلمي ليس خيالاً أو شعوذة، إذ يتم بناء التوقعات العلمية بناء على معطيات حالية وسابقة.


وأضاف: "في مجال الفيروسات يدرك العلماء جيداً قدرتها على التحول، لذلك فإن متابعة ما يدور في الفلك العلمي يمكّن كاتب الخيال العلمي من تقديم حكاية قابلة للتصديق أو التحقق"، وأعطى مثالاً عن موضوع الاستنساخ الذي قدمه في ثمانينيات القرن الماضي، أي قبل حدوثه، لكن التجارب العلمية عليه كانت قد بدأت منذ أيام حكم هتلر، على حد تعبير الراحل.


وكانت النعجة دوللي أولى ثمار تكنولوجيا الاستنتاخ التي أبصرت النور في عام 1996 لتصدم العالم، ويصدم فاروق جمهوره من القراء، كما توقع "فاروق" في كتاباته عن أزمة فيروس كورونا أن يتوقف الفيروس إما من خلال مناعة القطيع، وإما أن تظهر لقاحات تنهي وجوده.


أعماله الدرامية


لعل أشهر أعماله الدرامية هو مسلسل "العميل 1001" من بطولة مصطفى شعبان، وقد اقتبس فاروق سيناريو المسلسل عن قصة حقيقية لإحدى الملاحم البطولية للمخابرات العامة المصرية بزرعها لشاب مصري اسمه عمرو طلبة وسط المجتمع الإسرائيلي مثل رفعت الجمال الجاسوس الشهير، ولكنه تم تجنيده داخل الجيش الإسرائيلي.


جوائزه


حاز جائزة إبداع أكتوبر في عام 1998 عن قصة "جاسوس سيناء أصغر جاسوس في العالم"، كما حاز جائزة الدولة التشجيعية في الآداب بفرع أدب الخيال العلمي في عام 2007.


وكان فاروق يكتب صفحتين بشكل شهرى بمجلة الشباب، ومجلة "الأسرة العصرية"، وملحق (صبيان وبنات) الذي يصدر مع صحيفة "أخبار اليوم"، ومجلة باسم .


وفاته

توفي نبيل فاروق في 9 ديسمبر 2020، بشكل مفاجئ، وأعلنت ابنته ريهام خبر الوفاة إثر أزمة قلبية، ليصدم الخبر قرائه ومحبيه في سائر الدول العربية.

 

اقرأ أيضا

إغلاق 4 مقاهٍ و4 سناتر وحاضنة أطفال بدون ترخيص لمواجهة كورونا
 

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

«نبيل فاروق» الطبيب الذي تحول إلى فارس للإبداع

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة