إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع


خربشة

إبراهيم ربيع

الثلاثاء، 09 فبراير 2021 - 09:07 م

الخوف.. هو عدو البشرية والخصم اللدود للأكفاء والبارعين.. خاف الدحيل من الأهلى ففاز الأهلى وهو يتنزه فى الدوحة وخاف الأهلى من البايرن ففاز البايرن وهو يتمشى فى الملعب.. لا يوجد فى أوروبا فرق تخاف.. الخوف سمة عربية فقط من جراء فرط التهويل والتضخيم والاستسلام لفكرة أننا الأضعف رغم أن كرة القدم ساحرة فعلا لأنها تكسر المألوف وتعطى الأضعف نظريا مساحة جيدة جدا للإجادة عمليا والعالم مليء بأمثلة كثيرة تترجم ذلك حرفيا..
توجد فوارق واسعة بيننا وبين الناس فى أوروبا.. هناك تخوض الفرق مبارياتها بثقة أنها ستفوز سواء كانت صغيرة أو كبيرة. وهنا نكاد نسجل النتيجة قبل أن تبدأ المباراة.. والفوارق واسعة بين الأهلى وبايرن ميونيخ ووسعناها أكثر بالحديث الغريب والسؤال العجيب ''كم عدد الأهداف التى ستدخل مرمى الأهلى''.. وانعكس الخوف وفقدان الثقة على الملعب حتى فرحنا بالخسارة بهدفين فقط واعتبرناها إنجازا يستحق التهنئة.. وانعكس على موسيمانى بالرعب حتى أنه أخرج كل لاعبيه المهاريين القادرين على التسجيل وهو متأخر ودفع بمجموعة ''هجانة'' لكى يحافظ على الخسارة الخفيفة اللطيفة.. وانعكس على نوير حارس مرمى البايرن الذى لم يظهر فى التليفزيون إلا وهو يترك مرماه ويتفرج على زملائه فى نصف ملعبه..
لماذا لم يلعب الأهلى لعبه الطبيعى مادامت الخسارة فى رأيه حتمية؟ ولماذا عندما أراد أن يلعب فى الشوط الثانى كان قد ترك أنيابه فى القاهرة؟..
لماذا نهاب الخواجات ونقف فى الخطوط الخلفية ننظر لهم بإعجاب ودهشة حتى فى اللعب؟.. لماذا لا نكون جميعنا مثل منتخب كرة اليد الوحيد الذى كسر عقدة الخواجة ورفع رأسه شامخا وقال أنا من مصر وتحدى الخواجات فى اللعبة حتى وهو يخسر؟.. لماذا يختلف لاعبنا عن اللاعب الأجنبى فنيا وذهنيا وبدنيا ونفسيا؟.. لماذا نرى لاعبنا ''يحزق'' وهو يلعب ويحزق معه الجمهور والنقاد بينما الآخر يلعب وكأنه يغنى فى الأوبرا؟.. لماذا يظهر لاعبونا فى الملعب وكأنهم فى فرن بلدى ظهيرة أحد أيام الصيف بينما يظهر الآخرون وكأنهم ينفذون عملا فنيا على سواحل الريفيرا؟..
لماذا نفرح بهستيريا لمجرد وجودنا فى الحدث وليس لتأثيرنا وصناعتنا للحدث؟.. لماذا نحن المتفردون فى كل أنحاء العالم بصرف مكافآت إجادة بعد الهزيمة أو التعادل؟.. لماذا نتبادل التهانى ونأخذ بعضنا البعض بالأحضان لأننا مجرد التقطنا بعض الصور مع الخواجات الذين يطبطبون علينا ويتبرعون ببعض كلمات الإطراء كما لو كانوا يطيبون خاطر مجموعة أطفال زعلانين؟..
نحن أكبر من أن ننبهر بالتقاط الصور مع الخواجات المشاهير.. نحن مصريون.. لعبنا الكرة من ٧ آلاف سنة.. يا أخى إرفع رأسك.. أنت فرعون..
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة