الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 02:53 ص

الموت هو أحد القواسم المشتركة للجنس البشري، لكن الطرق التي تتم فيها طقوس دفن الموتى تختلف من مكان لآخر، ومهما تنوعت مفاهيم الموت ففي النهاية يبقي المعنى واحد. 

وعلى مر السنين طور الناس في العالم عادات مختلفة لتكريم الموتى والحداد عليهم، وهذه الاختلافات تعكس المعتقدات والقيم الثقافية للمجتمعات، ولعل أحد أغرب طقوس دفن الموتى هو ما يقوم به «شعب التيبت»، الذي يبلغ تعداده نحو 7 ملايين نسمة، ويعيش في منطقة التيبت ذاتية الحكم في جنوب شرق الصين، ويعتبر من الأقليات العرقية الأكثر شهرة وغموضاً، إذ يعيشون على قمم جبال الهيمالايا. 

كما كان لأسلاف التيبت إمبراطورية قوية منذ حوالي 1400 عام قبل أن تضمها الإمبراطورية الصينية إلى سيطرتها.

يقوم الشعب التيبتي منذ القدم بوضع جثث المتوفين على القمم العالية في جبال الهيمالايا بدلاً من دفنها وذلك حتى تأكلها النسور والطيور الجارحة الأخرى. 

قد يبدو الأمر مروعاً لنا ولكنها ليست كذلك للشعب التيبتي الذي يتألف غالبيته من البوذيين المؤمنين بفكرة تناسخ الأرواح، وبالتالي فالجثث لديهم لا قيمة لها، كما أنّ وضعها على القمم العالية له دلالة رمزية بوذية على عدم استدامة الحياة.

ومن المثير للاهتمام أنه إذا أكلت النسور الجثث بشكل كامل فذلك يعتبر علامة جيدة على أنّ الإنسان المتوفى كان شخصاً جيداً وصالحا، وأن النسور لن تأكل جثة الشخص الذي ارتكب أعمالاً شريرة خلال حياته.

اقرأ أيضا| علاء النهري: أمريكا والصين وضعوا قوة عسكرية في الفضاء