الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت
الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت


حكاية أول عروس ملكية ترتدي فستان زفاف أبيض

منى إمام

الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 12:10 م

اعتادت العرائس قبل العصر الفيكتوري، ارتداء أثواب زفاف ملونة حسب طبقة ومكانة العروس وعائلتها اجتماعيا.

وفي سنة 1840، قامت ملكة بريطانيا العظمى وأيرلندا الملكة فيكتوريا بتغيير جذري لهذا التقليد عند ارتدائها لثوب أبيض من الحرير والساتان في حفل زفافها من ابن خالها الأمير ألبرت.

وحقق هذا الفستان شهرة غير مسبوقة، وأثار الجدل حيث أشيد بـالملكة فيكتوريا لاستخدامها مواد بريطانية الصنع فقط لصناعة ثوب زفافها، في حين انتقدت وقتها لكونها محافظة جدا ولإصرارها على اللون الأبيض وكذلك لرفضها ارتداء التاج والمجوهرات والرداء المخملي واكتفائها بتاج من الزهور وبعض المجوهرات التي كانت بمعايير هذا الزمان بسيطة جدا لملكة بريطانيا العظمى.

وتعتبر الملكة فيكتوريا التي حكمت بريطانيا ٦٣ عاما أول من طبقت فكرة الفستان ذو الذيل الطويل وحمل الفتيات الصغيرات لذيل الفستان أثناء دخولها قاعة الزفاف، ومنذ ذلك الحين أصبح اللون الأبيض هو اللون التقليدي لفساتين الزفاف حول العالم.

وكان قماش الفستان من الستان والحرير الثقيل و يعد الدانتيل الذي صنع خصيصاً لفستان زفافها في قرية هوينتون، إنطلاقة لصناعة الدانتيل في مقاطعة ديفون بأكملها، ويرجع لفكتوريا الفضل في إبتكار موضة فستان الزفاف الأبيض ،بالرغم إنها لم تكن أول عروس ملكية ترتدي فستاناً أبيض .

واتخذت مراسم الزفاف في الفترة التي تلت العصور الوسطى شكلاً أكبر من إرتباط شخصين بل تعداه لإرتباط عائلتي العروسين أو ارتباط مهنتين أو حتى بلدين عن طريق الزواج وكانت الكثير من مراسم الزفاف تتبع السياسة وتمثل موقفاً سياسياً أكبر من موضوع الحب خاصة بين العائلات النبيلة والمجتمعات الراقية.

وأصبحت العروس ترتدي بدلة زفاف تعبر عن عائلتها لأنها لا تمثل نفسها فقط في حفل الزفاف وكانت العروس التي تنحدر من عائلة غنية تميل لإختيار ألوان غنية وملابس مصنوعة خصيصاً للمناسبة وكان من المعتاد أيضاً أن ترتدي العروس ألوانا جريئة وطبقات من الفرو والحرير في دلالة علي ترفها وأصلها النبيل وعراقة منشأها وثراءها البالغ حتي كانت الملكة فيكتوريا -أم أوروبا- وأرست تقليد الفستان الأبيض وكانت أول من إرتدته وسارت بناتها وحفيداتها ومن ثم، بدأت كثير من السيدات تخترن اللون الأبيض مقتديات في ذلك بالملكة فيكتوريا، وبهذا كان التأريخ لأول من إرتدت الفستان الأبيض وسارت نساء العالم علي نهجها.

 

واختارت الملكة اللون الأبيض الشديد النصاعة ليعبر عن فرحتها بالزواج ويظهر بشدة ووضوح التطريزات الدقيقة التي تملكها وتم نشر لوحة الزفاف وبدت الملكة ساحرة في فستانها الأبيض.

 

وصمم الدانتيل وليام دايس، الذي كان رئيس مدرسة التصميم الحكومية في ذلك الوقت والتي عرفت فيما بعد بالكلية الملكية للفن ونفذته ماري بيتانس على قماش من الستان الأبيض، نسج الستان السادة قشدي اللون في سبيتالفيلدز، شرق لندن، مع كشكشة ضيقة في أطراف الثوب.

وطرزت يدويا في نهاية الدانتيل في قرية هونيتون وبيير بمقاطعة ديفون و هذا دَعَم الصناعة الإنجليزية، وصناعة الدانتيل اليدوية بشكل خاص وكان التطريز الموجود على الدانتيل عبارة عن وحدات مكررة ثبتت على شبكة من القطن صنعت بواسطة ماكينة غزل وليست يدوياً.

 

أما نهاية الفستان، طرزت ببراعم زهرة البرتقال وهي رمز للخصوبة، كما ارتدت إكليلاً من زهور البرتقال بدلاً من الطوق الذي تلبسه العروس لتثبيت غطاء راسها. أما عن غطاء رأسها، فقد كشكش في نهايته ليتناسب مع الفستان، وبلغ طوله 180 سم وعرضه 34 سم. ارتدت فيكتوريا قرط وعقد من الماس، وبروش من الياقوت الأزرق اهداه لها ألبرت. و بالنسبة للحذاء فقد كان من نفس درجة لون الفستان.

 

وقدحملن وصيفات العروس طرف الفستان الذي بلغ طوله 18 قدماً أي 5.5 مترأً وكتبت فيكتوريا في مذكراتها عن اختيارها للفستان، «ارتديت فستاناً من اللون الأبيض، بكشكشة ضيقة علي قماش صنع في هونيتون، كان تقليد لتصميم قديم. تحليت بعقدي الماسي التركي وكذالك الحلق وبروش جميل من الياقوت الأزرق اهداه لي عزيزي ألبرت».

 

إحياء ذكرى الزواج

بالرغم من ظهور وجود التصوير عام 1840، إلا أنه لم يكن متقدماً. لذالك التقط روبرت فينتون عدة صور لفيكتوريا وألبرت في الحادي عشر من مايو 1854 فيما اسماه الزوجان بصور زفاف أو تمثيل للزفاف وترتدي فيه فيكتوريا فستان زفافها.

وقد رفضت هيئة المصنفات الملكية أن تعتبر هذه الصور كصور زفاف، مبررين أن هذه الصور تظهر فيكتوريا كملكة أكثر منها زوجة أو أم وأنها و ألبرت يرتدون زي ملكي. وفي عام 1847، كلفت فيكتوريا فرانز زافير وينترهالتر برسم بورتريه لها وهي ترتدي ما ارتده يوم زفافها في الذكرى السنوية السابعة لزواجها من لامير ألبرت كمفاجأة له.، وقد رسم جون هاسليم نموذجاً مصغراً للبورتريه مطلى بِالمِينا.

 

اقرأ ايضا || «شباكها ستايره حرير».. أجمل بلاد العالم شهدت قصة روميو وجوليت

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة