الراقصة الراحلة زيزي مصطفى
الراقصة الراحلة زيزي مصطفى


كيف نجت الراقصة زيزي مصطفى من انفجار الفندق؟

علاء عبدالعظيم

الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 06:24 م

 

لم تكن تتخيل، أو تتصور بأنه سيأتي يومًا، وترى فيه الموت بعينيها؛ حيث المنظر مخيف.. الحائط يتهدم، وينهار، وكأنه مصنوع من الكارتون.. وشظايا الزجاج تطير في كل مكان، والدماء تغطي الأرض، وامرأتان تطايرت أجسادهما في الهواء، وانفجرت منهما الدماء.

 

هكذا بدأت الفنانة زيزي مصطفى، حديثها أثناء اللقاء بها عام ١٩٧٩، بعدما أصيبت بإصابات بالغة نتيجة انفجار قنبلة داخل دورة مياه فندق شهير بالقاهرة، وأوضحت أنها مهما حاولت أن تحكي، أو تتكلم لم تتمكن من وصف هذا اليوم الذي وصفته بالمشئوم.

 

زيزي قالت: «لم أعتقد يوما بأن هناك تفاؤل وتشاؤم، لكنني تأكدت أن رقم ١٣ هذا نحس لأن في ذلك اليوم من شهر فبراير كنت أحيي حفل زفاف بأحد الفنادق الشهيرة، وتوجهت إلى دورة المياه لاستبدال ملابسي، واكتشفت أنني نسيت حقيبة الماكياج مع أحد أعضاء فرقتي، وما إن هممت بأن أنادي عليه، وأنا واقفة على عتبة باب دورة المياه، سمعت صوت انفجار رهيب».

 

اقرأ أيضًا| مفاجأة.. جمعة الشوان تزوج من سعاد حسني 8 أشهر

 

تحول المكان إلى دمار في دقائق معدودة، الحوائط تنهار، وتتهدم، وشظايا الزجاج تتطاير في كل مكان، وامرأة تطاير جسدها في الجو من قوة ضغط الهواء إثر الانفجار.

 

وتروي الراقصة الشهيرة: «أصابتني حالة من الذهول، وانعقد لساني عن الكلام ، وتسمرت في مكاني، لا أقوى على الحركة، وفجأة جاء أجد الأشخاص بصحبة رجلين، وجذبني بقوة من ذراعي، وأسفل قدماي بركة من الدماء، جحظت عيناي، لأنني لم أتخيل أن تكون هذه دمائي».

 

وتمضي في حديثها: «حاولت الصراخ لكنني أصبت بالهلع لأنني لم أشعر بأي ألم من هول الصدمة، وأصبحت كالمغشي عليها، وبعد دقائق انطلقت مني الصرخات المدوية بعدما شعرت بآلام شديدة، وتملكني الخوف والرعب، وأصبت بالتشنج، وازدادت صرخاتي بهيستيرية، اعتقدت أنني فقدت ساقيه التي غطتها الدماء، وأسرعوا بنقلي إلى مستشفى العجوزة».

 

وتحكي: «دخلت غرفة العمليات، وكأنني أعيش في كابوس، لكن الدكتور الشهير أحمد عبد اللطيف أكد أن الأمر بسيط، وأن الجراحة لا تستغرق سوى 5 دقائق فقط، لكن الجراحة ظلت لمدة ٣ ساعات، وبعدما أفقت من البنج، وبكيت عندما شاهدت ساقي يلفها الجبس، وعلمت بأنه تم خياطة الجروح بأكثر من 20 غرزة».


وتضيف: «لكن زوجي أصر على سفري إلى إيطاليا، للاطمئنان على العروق، وأعصاب الساق، وبعد توقيع الكشف الطبي والتحاليل، فوجئت بالأطباء الإيطاليين تعلو وجوههم الدهشة بأن طبيبا مصريا هو الذي قام بإجراء هذه الجراحات الدقيقة، وأشادوا به».

 

ومضت في حديثها: «كنت أتمنى أن أكون أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بعدما تمكن رجال الأمن من القبض على الشخص الإرهابي بعد اعترافه، شركائه بارتكابهم الجريمة، عشان أضربهم بالجزمة فوق رؤوسهم، والذين تسببوا أيضا في مصرع امرأة مسكينة قتلتها قنبلة مماثلة في ميدان العتبة».

 

وبصوت يشوبه حزن وأسى قالت: «للأسف الشديد فيه ناس كانوا قريبين مني جدا، لم أراهم، ولا أتذكر أحدا منهم، لكن وجدت أناس آخرين لم يتركوني ولو لدقيقة واحدة أثناء محنتي.. الظروف الصعبة تكشف معدن الناس، وربنا ما يحكم عليكم، وتشوفوا اللي أنا شوفته».

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة