مجدي الهواري في حوار بوابة أخبار اليوم
مجدي الهواري في حوار بوابة أخبار اليوم


حوار| مجدي الهواري: الإنتاج مغامرة وأنا عاشق لها و«لير» أكثر أعمالي مخاطرة

دعاء فودة

الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 08:05 م

تصوير: محمد فتحي

المنتج والمخرج مجدي الهواري في حوار مثير لـ«بوابة أخبار اليوم»:

- «الفخراني» اشترط تقديم «الملك لير».. و«مكي» كان حلمه الوقوف على خشبة المسرح 

- نجحنا في تقديم عروض لكبار النجوم لتصبح في رصيدنا الإنتاجي الفني

-  موافقة النجم على تقديم مسرح يخضع للذكاء الفني

- لا مانع من مشاركة الدولة في الإنتاج المسرحي.. وسأقدم عروضا بتذاكر رمزية

 

«زي الفريك مايحبش شريك».. جملة يطلقها صناع الفن على المسرح، لأن من يخوض تجربة مسرحية لا يستطيع أن يشارك في أي عمل فني بجانبها إلى أن ينتهي منها، وذلك لما تحتاجه صناعة العمل المسرحي من وقت ومجهود والتزام يجعل الفنان لا يستطيع التركيز في عمل آخر، ولكن المنتج والمخرج السينمائي مجدي الهواري تحدى ذلك واستطاع أن يقدم أكثر من 4 عروض مسرحية كبيرة وضخمة لنجوم كبار خلال عامين فقط ضمن مشروعه المسرحي «كايرو شو»، الذي قرر أن يتجه به إلى تطوير صناعة المسرح والابتعاد لفترة عن الإنتاج والإخراج السينمائي الذي حقق فيه نجاحات كبيرة .. «بوابة أخبار اليوم» تحدثت مع المخرج مجدي الهواري، في لقاء خاص كشف فيه تفاصيل اتجاهه للإنتاج المسرحي وترك السينما على مدار الـ10 سنوات الماضية، وكيف أقنع «الفخراني وعز وهنيدي ومكي» بالوقوف على خشبة المسرح رغم تهرب الكثير من النجوم من هذا الفن، وكشف عن موقفه من مشاركة الدولة في إنتاج أعمال مسرحية في ظل خطته لتطوير الصناعة.

 

في البداية سألناه عن مسرحية «هابي نيو يير بالعربي» أحدث عروض «كايرو شو»؟
 

نحن حاليا في السنة الثانية لمشروع «كايرو شو»، وآخر عروضنا مسرحية «هابي نيو يير بالعربي»، والتى تضم مجموعة كبيرة من نجوم الكوميديا، وتدور أحداثها حول حدث كبير يقع في ليلة رأس السنة يجمع أبطال المسرحية، وتتصاعد الأحداث في إطار كوميدي.

 

لماذ ابتعد مجدي الهواري عن السينما وأصبح تركيزه في المسرح كمنتج ومخرج؟
 

كنت أفكر في المسرح منذ 10 سنوات، واتجهت له كصناعة وبيزنس، بما إني منتج قبل أن أكون مخرجاً في السينما، فبعد أن كنا سببا خلال فترة التسعينيات في إحداث تطور في صناعة السينما، حينما قدمنا أفلاما مثل «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«عبود على الحدود»، حيث لم نفكر فقط في مجرد تقديم أفلام كوميدية تحقق إيرادات كبيرة وإقبالا جماهيريا، وكان هدفنا العمل على تطوير الصناعة وقتها، من كاميرات وجرافيك وصوت، فأدخلنا تقنيات حديثة عليها في الصوت والصورة، وفكرنا في المسرح من منطلق أنه ينقصنا كمنتجين وجود أعمال مسرحية في رصيدنا الإنتاجي الفني، ونحقق من خلالها تطورا في صناعة المسرح الخاص أيضا، والتي تكاد تكون انتهت بعد اختفاء فرق مسرحية مهمة مثل فرقة «الفنانين المتحدين»، حيث كانت توجد الكثير من الفرق الخاصة، تصل إلى 22 فرقة مسرحية في وقت واحد تنير 22 مسرحا بعروض لـ22 نجماً، وللأسف هذا أصبح غير موجود حاليا، ومن هنا جاءت فكرة الاتجاه للمسرح، حيث كان لا يصح أن نركز في تطوير صناعة السينما وننسى المسرح، رغم أنه هو الأساس، وبالفعل بدأنا دراسة الموضوع جيدا بكل جوانبه، وفكرنا كيف نقنع النجوم للوقوف على خشبة المسرح، ونجحنا في ذلك، بتقديم عروض للنجوم د.يحيى الفخراني ومحمد هنيدي وأحمد عز وأحمد مكي، وهذا نعتبره علامة في تاريخنا كصناع للفن عموما وليس المسرحي فقط.

 

ألم تفكر في أن المسرح قد يكون غير مربح بالنسبة لك كمنتج مثل السينما؟

الإنتاج بشكل عام هو مغامرة، وأنا أحب المغامرة وأشعر فيها بمتعة، وحينما اتجهنا للإنتاج المسرحي درسنا كيف ننطلق بصناعة المسرح مرة أخرى ونعيدها بأقل مغامرة ممكنة سواء على المستوى التجاري، أو على المستوى الفني والأكاديمي، فكان هدفنا التطوير من إمكانات صناع المسرح أنفسهم سواء في الإخراج والكتابة والغناء والرقص وكل العناصر، فجميعهم كانوا في حاجة إلى تطوير فكرهم في كيفية صناعة المسرح الحديث المبهر، وهذه كانت المغامرة الحقيقية والكبيرة بالنسبة لنا، وهذا اعتمد كثيرا على شركاء النجاح من «كايرو شو»، لأنهم آمنوا بفكرة إعادة صناعة المسرح مرة أخرى وضرورة أن نصبح مثل أوروبا وأمريكا.

 

كيف أقنعت هؤلاء النجوم للوقوف على خشبة المسرح؟

أولاً هذا توفيق من الله، ثم كان الاعتماد الأساسي أن أقنعهم بعودة المسرح، بصرف النظر عن تجربة إيراداته، فمثلا حينما فكرت في محمد هنيدي، أعرف أنه ابن المسرح ولم يستغرق إقناعه وقتا كبيرا، لأنه يحب المسرح وفاهم جيدا ماذا يعني وقوف الفنان أمام الجمهور على المسرح. أما الفنان دكتور يحيى الفخراني، حينما ذهبت إليه للمرة الأولى لعرض عليه فكرة تقديم عمل مسرحي، قال لي «لو هتعمل الملك لير.. أنا معاك في الموضوع»، وكان يظن بما أنني المنتج لن أكون متحمساً لفكرة تقديم عمل كلاسيكي، وإذا وافقت سيكون فقط من منطلق إنهاء الجلسة، وبعد ذلك لن أهتم، ولكني وافقت على الفور دون تردد وقلت له «أنا معاك وهنعمل الملك لير»، وبالنسبة لأحمد عز" كان هناك مشروع مسرحي بيننا منذ أكثر من 10 سنوات، وبالفعل قمنا بعمل بروفات لهذا المشروع، ولكنه مع الأسف لم يتم، فمن هنا كنت أعرف أنه سيوافق لحبه للمسرح، أما أحمد مكي فكان حلمه الوقوف على خشبة المسرح منذ بداياته.

 

لماذا تكون فكرة إقناع الفنان بتقديم عمل مسرحي صعبة؟

بالنسبة للنجم دائما العمل الفني سواء فيلما أو مسلسلا إيراداته تكون أكبر أو أجره أعظم، وينتهي بنهاية التصوير وأيضا يستمر العمل خالدا طوال الوقت بعرضه على المحطات التليفزيونية، أما المسرح الأمر مختلف وصعب، لأن العرض يومي ويكون المجهود والإجهاد والالتزام اليومي والوقوف أمام الجمهور يوميا، يجعله صعبا، ولا يمكن أن يوافق على ذلك سوى الفنان الذي يحب أن يفعل ويستمتع ويشعر بذلك، وأرى أنه لابد أن يكون فنانا ذكيا بالقدر الكافي وحريصا على أن يكون في رصيد أعماله الفنية عمل مسرحي حتى لو واحدا يقدمه كممثل مسرح، لأن المسرح أصعب أنواع التمثيل خاصة الكوميدي، فموافقة النجم على هذا له علاقة بالذكاء الفني من عدمه، وكل هؤلاء النجوم الذين عرضت عليهم الأمر وافقوا بصرف النظر العائد المادي من إيرادات المسرح، لأن العمل المسرحي يحسب لهم ويكون شئ كبير في تاريخهم، وبالنسبة للأجر فمعروف أن النجم في المسرح يكون أجره بنسبة من الإيرادات، وأيضا الفكرة في أن يثق في الجهة الإنتاجية التي ستقدمه في عمل جيد إنتاجيا ويليق بحجمه كنجم وأنه سيستفيد من العمل في رصيده الفني، وهذا ما راهن عليه معظم النجوم في موافقاتهم.

 

كيف كانت حساباتك وأنت تقرر إنتاج "الملك لير" وبنفس النجم بعد أن قدمته على خشبة المسرح القومي؟

الحقيقة أني رأيتها «جيم أوف ثرونز» أو «صراع العروش»، وليس «الملك لير»، وأقصد من حيث الجزء الإنتاجي، فكان لابد أن تكون عالية على المستوى الإنتاجي وبها ابهار، على غير الذي قدمت عليه في المسرح القومي، لدرجة أنني كنت أراهن على أنها ستكون جاذبة للأطفال إلى جانب الجمهور العادي، "وكانت الناس تقول كيف للأطفال أن يشاهدوا عرض مسرحي كلاسيك ولغة عربية، فقلت لهم أنا واثق لأني أرى أولادي يشاهدون "جيم أوف ثرونز"، على الإنترنت ويتابعونه بانبهار وشغف، ويهتمون بكل التفاصيل، وأيضا يتابعون الأعمال التاريخية بصرف النظر عن أنها باللغة العربية أو كلاسيك، فكان المهم بالنسبة لي في تقديم «الملك لير» هو تحقيق المعادلة في أن نقدم «شكل حلو»، بدون أن نجرح النص الشكسبيري، أو كما يجب أن يكون لأن د.يحيي الفخراني «مكنش هيرحمنا في الحتة دي»، وبالفعل حافظنا على النص والعرض لكن أضفنا جزء الإبهار، لأن الجمهور يحتاج المتعة البصرية، وهذه ما أضافت لـ«الملك لير» حينما قدمناه وجعلته يختلف عن ماقدم في المسرح القومي.

 

ما أكثر عرض مسرحي قدمته إلى الآن واعتبرته مخاطرة إنتاجية؟

«الملك لير»، أكثر عرض أضاف لي ولرصيدي من مخاطرة المنتج، وأعادني للمغامرة التي كنت أخوضها كمنتج سينما في أني أقدم وجوهاً جديدة في الفيلم ولا أعرف إن كان سيحقق إيرادات أو يعود بتكلفته أم لا، وهذا حدث معي في فيلم «عبود على الحدود»، فقدمت أحمد السقا وعلاء ولي الدين وكريم عبد العزيز ورامز جلال وأحمد حلمي لأول مرة في أفلام سينمائية «ومكنتش عارف فلوسي دي هترجع ولا لا»، فكانت مخاطرة وأنا أحب ذلك، و«الملك لير» أكتر عمل فني بعد أفلامي التي قدمتها في البدايات حقق لي متعة المخاطرة الإنتاجية.
 

هل تعتقد أن مسرح الدولة يمكن أن ينافس "كايرو شو" أو مسرح القطاع الخاص بشكل عام؟

أتمنى أن تكون هناك بالفعل منافسة بين مسارح الدولة والقطاع الخاص، لأن هذا يكون في صالح صناعة المسرح في مصر، وأتمنى مسارح الدولة تنور وتقدم عروض مميزة ولا تهتم فقط بالنص، ولدينا كوادر فنية عالية المستوى في مسرح الدولة وأكاديمية الفنون وأتمنى أن تمنح لهم الفرصة، وفي خطتي 2022، أفكر في تقديم عروضا مسرحية بتذكرة رمزية حتى تعود حركة المسرح بشكل أكبر من الموجوده عليه حاليا.

 

هل من الممكن أن تدخل في شراكة إنتاجية مع مسرح الدولة؟

الحقيقة أنتظر من الدولة أن تهتم بثقافة المسرح أكثر من الموجود حاليا، حقيقي أن المسرح في الدولة موجود، وتقدم العروض، ولكن لا يمكن أن يتطور مسرح الدولة وينهض بشكل كبير طالما لا تنتظر منه الدولة إيرادات، فلابد من التفكير فيه كمشروع استثماري بجانب الثقافي من هنا سيبدأ تطوير مسارحنا ويكون لصالح الجمهور، فلابد من تطوير الأدوات التي نستخدمها في المسرح، حينما أشاهد عروض مسرح الدولة أكون منبهرا بالعناصر الفنية الموجودة وبالمستوى الفني، ولكنه بحاجة إلى إمكانيات وفكر إنتاجي جديد ومختلف"المتعة البصرية"، وليس لدى مانع في مشاركة مسرح الدولة في إنتاج أي عمل مسرحي، وإذا عرض عليا سأوافق، واعتقد أن د.إيناس عبد الدايم كفنانة قبل أن تكون وزيرة للثقافة، سيكون تركيزها واهتمامها بمسرح الدولة كشكل فني تجاري قادم، وهذا لن يحقق أي خسارة بالعكس سيحقق مكسب كبير جدا للدولة، ويضيف للجمهور ولصناعة المسرح.

 

ماذا عن مسرحية أحمد مكي؟

مسرحية «حزلقوم»، هي عرض كوميدي من النوع الذي نفتقده منذ فترة طويلة في المسرح، ولم نره من وقت تقديم مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، ومسرحية «مدرسة المشاغبين»، فهو كوميديا كلاسيك، والحقيقة أنها أخذت منا ومن مكي مجهود كبير، واستغرق تحضيرها 6 شهور، وعرضت فقط في السعودية، وافتتاحها في مصر سيكون في الصيف القادم، وهي نفس شخصية حزلقوم في السينما ولكن الموضوع مختلف.
 

كيف أثرت خبرتك كمنتج سينمائي في إنتاجك للمسرح؟

طبعا كان لها تأثير مهم، حيث أدخلت التقنيات الحديثة التي استخدمتها بالسينما في المسرح، وجعلت العروض المسرحية مميزة.


ابتعدت عن السينما 10 سنوات.. متى العودة؟
فعلا كان آخر فيلم قدمته من 10 سنوات وهو «الوتر»، وأحضر حاليا لفيلم كوميدي، لأني افتقدت السينما الكوميدية الفترة الماضية، والآن في مرحلة التحضير، وإعداد السيناريو واختيار الأبطال.

 

اقرأ أيضا : 

نجوم «هابي نيو يير بالعربي» يحتفلون بعيد ميلاد مجدي الهواري..صور

«المسارح المتنقلة» أهملتها الثقافة لعقود.. وأحياها برنامج الرئيس لبناء الإنسان

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة