الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 08:32 م

فى أبريل الماضي وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ببدء المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع، ومنذ ذلك الحين تشهد محافظات مصر العمل على قدم وساق في تنفيذ هذا المشروع الهام الذى يساهم فى الترشيد وتقليل الفاقد من المياه التى يتم هدرها فى الشبكة المائية، بما يحقق وفرا فى مياه الرى بحوالى 5 مليارات متر مكعب سنويًا.

وتضمنت التوجيهات سرعة الانتهاء من المشروع خلال عامين فقط بدلاً من 10 سنوات، ويبلغ إجمالي أطوال الترع التى يستهدفها المشروع 20 ألف كم على مستوى المحافظات على مرحلتين، وتبلغ أطوال ترع المرحلة الأولى 7 آلاف كيلومتر تنتهي منتصف 2022، وتبلغ أطوال الترع التي تم تبطينها على مرحلتين 511.2 كم، ويبلغ إجمالي أطوال الترع التي تم الانتهاء من طرحها 4026 كيلومترًا.

وحققت الدولة إنجازاً ملموساً فى هذا الملف خلال الفترة القصيرة الماضية، حيث شهدت المحافظات طفرة كبيرة فى أعمال التبطين، خاصة تلك التى بدأت فى تنفيذ المشروع أولاً، وبدأت تبطين مئات الكيلومترات، حتى صار المشروع يتشكل ليصبح واقعاً ملموساً بعد أن كان حلماً لسنوات عديدة.

والتبطين يعني عمل "تكسية" في قاع الترع والجوانب، حيث تأخذ الجوانب الميل المصمم عليه الترع أو القنوات بالشكل المضبوط فيما يعرف بالدبش الغشيم أو المنحوت، أما التأهيل فهو عبارة عن استخدام الدبش والخرسانة العادية، حيث يتم تغليفه بها بالكامل وهذا يؤدى إلى تعديل شكل الترع لتأخذ الشكل الهندسي الذي تم التصميم عليه، وذلك لمنع تسريب المياه.

ومن المعروف أن التربة الطينية تسمح بنفاد كمية كبيرة جدًا من المياه وهو ما يؤدي إلى الهدر، وبالتالي فإن التبطين يحافظ على كمية المياه الموجودة كما يقلل تكلفة نزع الحشائش ويضمن وصول المياه إلى نهايات الترع بأسرع وقت ممكن.

وهناك أكثر من نوع فى التبطين فمنها ما يتم بطبقة من الأحجار سمك 30 سم وفوقه طبقة من الخرسانة العادية سمك 10 سم، وهناك نوع آخر خرسانة مسلحة وخرسانة عادية يعلوه طبقة من الرمال المثبتة، ويتم تحديد نوع التبطين طبقا لطبيعة التربة المارة بها الترعة.

جدير بالذكر أن الإدارة المركزية للموارد المائية والري بالغربية كشفت عن استخدام تقنية "الجيوسيل" في أعمال تبطين الترع ضمن المشروع القومي لتبطين الترع، وهذه التقنية جديدة من نوعها وأثبتت كفاءتها بجودة عالية وتعمل على توفير الوقت والنفقات والجهد، وسيتم إنشاء خط إنتاج جديد لهذه التقنية.

وتعد وزارة الإنتاج الحربي إحدى الجهات الوطنية المشاركة في تنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع، حيث تشارك من خلال شركة الإنتاج الحربي للمشروعات والاستشارات الهندسية والتوريدات العامة في تأهيل 12 ترعة بزمام هندسة ري السنطة بمحافظة الغربية.

كما تقوم شركة الإنتاج الحربى للمشروعات والاستشارات الهندسية بتبطين ترع في محافظة الأقصر بهندسة إسنا في ترعتي "ساحل الدير" و"الدير" حيث تجرى أعمال التبطين بالخرسانة المسلحة والعادية أعلى طبقة من الرمل المثبت بالترعتين وبأطوال مستهدفة 79 كيلومترًا، كما تقوم بتبطين ترع "دير المواس" بالمنيا، وتقوم الشركة بتبطين عدد من الترع في محافظة البحيرة حيث يتم تنفيذ المشروع بمعدلات تنفيذ عالية وبأفضل جودة ليتم ذلك في التوقيتات المحددة.

وهناك العديد من العوائد والمميزات التي يحققها مشروع تبطين الترع، حيث يستهدف هذا المشروع توفير نسبة كبيرة من المياه المهدرة داخل الترع وخاصة المتهالكة بنسبة كبيرة تصل إلى 520 مليار متر مكعب، حيث يمنع تسريب المياه والرشح فى الترع الرملية وبذلك يتم توفير المياه.

ويشير الخبراء إلى أن مشروع التبطين يمنع نمو "الحشائش" فى الترع الطينية والتى كانت إزالتها تكلف الدولة أموالاً باهظة.

وهناك فائدة صحية واجتماعية للمشروع، لأن المشروع يحقق حمايةً لأهالى المناطق المحيطة بالترع التى سيتم تبطينها حيث كانت القمامة والمخلفات التى توجد بالترع سبباً أساسياً فى وجود الحشرات وانتشار الأمراض.