جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

تطوير منطقة الأهرامات لقيمتها التراثية والسياحية

جلال دويدار

الأربعاء، 10 فبراير 2021 - 08:52 م

 ليس تجاوزا القول بأنه لا أحد فى هذا العالم لم يقرأ أو يسمع أو يشاهد.. سواء على الطبيعة أو فى السينما أو التليفزيون أهرامات الجيزة. يأتى ذلك باعتبارها فى مقدمة عجائب الدنيا السبع. ملايين الملايين من البشر قرأوا منذ طفولتهم بالمدارس عن هذا التراث الأثرى الإنسانى الذى بناه القدماء المصريون منذ آلاف السنين ليكون شاهدا على عظمتهم.

 إنها ومن هذا المنطلق تعد هدفا أوليا لزيارات جميع السياح الوافدين إلى مصر. وفى إطار ما تمثله السياحة − صناعة الأمل − من أهمية لمصر كركيزة اقتصادية واجتماعية فإن الأهرامات بقيمتها التاريخية والتراثية وجاذبيتها تعد مصدرا مهما للدخل السياحى. إنها وبهذه المقومات الفريدة لو كانت متواجدة فى أى من الدول التى تقدس التراث وخبرة تسخيره لصالح اقتصادها.. لكانت حققت من وراء زيارات السياح عشرات المليارات من الدولارات.

 رغم كل هذه القيمة والإمكانات فإن أهرامات الجيزة ومحيطها لم حظيا بعناية ورعاية الدولة لفترات طويلة. كان من نتيجة ذلك إحاطتها بالبؤر العشوائية التى استباحت حرمتها وهددتها بالتشويه والدمار.

 فى بعض الأحيان كانت تنتاب الأجهزة المعنية للدولة صحوة لا تستمر طويلا يتم خلالها الإقدام على بعض الإصلاحات للأوضاع التى لم يكن يكتب لها الاستكمال لتعود الأمور بعد ذلك إلى سابق عهدها من الإهمال والتردى. كان من بين الظواهر السلبية لما تعرضت وتتعرض له المنطقة وزوارها سوء حال الخدمات. يضاف إلى ذلك تحول بعضها والمتمثلة فى ركوب الجمال والخيول وعربات الحنطور والبائعين إلى عمليات ابتزاز للسياح. بهذه الصورة أصبحت منطقة الأهرامات دولة داخل الدولة. شمل هذا العدوان إقامة المبانى العشوائية فى المنطقة لتصبح مرافقها تهديدا لهذا الأثر العالمى.

 استمر الحال علي هذا المنوال إلى أن جاءت دولة ثورة 30 يونيو التى قررت بتوجيهات رئاسية ومع اقتراب افتتاح المتحف الكبير.. تبنى عملية تطوير جذرية وشاملة لمنطقة الأهرامات. جرى ذلك علي أساس التكامل بين المشروعين الثقافيين العملاقين.

المخطط التنفيذى لتطوير منطقة الأهرامات يتم حاليا فى سباق مع الزمن.. للانتهاء منه قبل افتتاح المتحف الكبير. من المقرر إقامة عدد من الفنادق السياحية فى منطقة هذا المتحف لاستقبال السواح الزوار. متابعة لما تم تنفيذه ودفعا للجهود اجتمع د.مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بحضور د.خالد العنانى وزير السياحة مع المسئولين عن الشركة المسئولة لمتابعة ما تم. اللقاء تناول ما تحقق وضرورة أن يكون هناك جدول زمنى لهذا الإنجاز. 

قائمة التطوير التى جرى استعراضها شملت إقامة الطرق والممرات ووسائل حديثة لنقل السياح وكلها صديقة للبيئة ولحرمة المنطقة. بالنسبة لخدمات التنقل بالجمال والخيول والحناطير سيكون هناك تنظيم لنشاطهم وأماكن تجمعهم بملابس خاصة تتفق مع المكان وكذلك قيم مالية محددة تخضع للرقابة الشديدة. فى نفس الوقت ستقام بوابات للمداخل والمخارج وعمليات تأمين مستمرة. إن أهم ما تم مراعاته فى هذا المشروع التطويرى الذى تكلف عشرات الملايين من الجنيهات هو أن يكون عملا لائقا بقيمة وأهمية منطقة الأهرامات.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة