سارة الأمين خلال فعاليتها
سارة الأمين خلال فعاليتها


حكايات| نفي مؤقت للفتيات خلال «الحيض».. مصرية تنقذ الآلاف في كينيا

محمود كساب

الخميس، 11 فبراير 2021 - 04:19 م

 

 

سفيرة مصرية جديدة بالقارة الإفريقية لم تحمل جواز سفر بختم دبلوماسي ولكن بشعار الإنسانية أولا.. سارة الأمين شابة مصرية حملت على عاتقها مأساة الشعوب الأفريقية وما تعانيه من فقر وعدم توفير أبسط حقوقهم في المعيشة «المياه» وخدمة مرضى الإيدز لمن لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.

سارة الأمين تلك الشابة المصرية بدأت العمل التطوعي بحفر آبار المياه في كينيا منذ عام 2018، وذلك من خلال التعاون مع شيوخ القبائل الكينية؛ حيث تقوم تلك القبائل بتوفير الأراضي المحددة لحفر الآبار.

«أفريقيا السعيدة» مؤسسة وجدت سارة فيها ضالتها لتتحمل تكاليف وتوفير معدات الحفر، وفي النهاية الهدف الأسمى هو خدمة المجتمع الأفريقي.

أما سر اختيار الدول الأفريقية في نظر سارة فيعود إلى اهتمامها بالعمل الأفريقي منذ صغرها؛ حيث تؤمن بضرورة توفير حقوق الإنسان لتلك الشعوب وأبسطها هو توفير حق المياه لهم.

 

ومن كينيا كانت البداية؛ إذ تعد واحدة من أكثر الدول التي تعاني من نقص المياه، كما أنها تربطها بمصر علاقات سياسة قوية على سبيل المثال، وجود بحيرة فيكتوريا، منبع نهر النيل.

ولم يكن الطريق مفروشا بالورود من أجل حفر تلك الآبار.. أهم عقبة واجهتها أن يثق فيهم شيوخ القبائل الكينية من أجل مساعدتهم في حفر الآبار، كما أن هناك خلفية لدى الشعوب الأفريقية بأن المصريين ينظرون إليهم بنظرة عنصرية فكان يجب تغيير تلك الصورة والعمل على دعم فكرة أن قارة أفريقيا لا تعتمد العرقية.

العصابات المتواجدة في القارة الأفريقية واحدة من المحطات الأكثر صعوبة أيضَا لكن فريقا تأمينيا لحمايتهم ساعد سارة على المضي قدما في مشوارها، وبالفعل تعرضت لتلك العصابات أثناء حفر آبار مياه، في مدينة داداب –أكبر مخيم لاجئين بكينيا، وذلك أثناء توزيع لحوم عيد الأضحى فتم تهديدها كلن فريق نجح في تأمينها.


 
ربما تتصدر سارة المشهد بقوة لكن فريقها يتكون أعضاؤه من جنسيات أفريقية مختلفة ويكون إدارته من قبل المصريين، وهو موقف وجدت فيه دعما قويا من أسرتها حتى وإن شابها بعض القلق.

اقرأ أيضا| حكايات| فريدل في صحراء الوادي.. ألمانية مغرمة برمال مصر

خدمتها لمرضى الإيدز تعد واحدة من النقاط المضيئة كذلك لسارة؛ إذ إن خدمة هؤلاء المرضى كانت أولى محطات عملها المجتمعي في كينيا، بعد سلسلة دورات عن طريقة التعامل معهم، وللأسف نسبة مرضى الإيدز مرتفعة جدا ويتم التعامل معاهم بكشل يومي في المواصلات العامة والشوارع والمقاهي.

لكن من بين جميع مبادراتها تبقى مبادرة جائحة كورونا هي الأهم، خاصة في حملة بمدينة " كيبراس " بكينيا –أكبر مدينة عشوائية في قارة أفريقيا- فأهالي تلك المدينة من العمالة اليومية، وتم إطعام أعداد كبيرة منهم.

وما بين هذا وذاك، يظل الموقف الأصعب على المصرية سارة هو مشاهدة بعض الفتيات مطرودات من منازلهن بسبب فترة الحيض ولا يستطعن الذهاب حتى إلى مدرستهن، فمن العادات الأفريقية نفي مؤقت للفتيات أثناء فترة الحيض وبعضهن لا يستعطن شراء لوازم التعامل مع ذلك.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة