حمرة الدوم
حمرة الدوم


حكايات| خبايا «حمرة الدوم».. قصة قرية تاريخية لا تُعرف إلا بالدم والنار

أبو المعارف الحفناوي

الخميس، 11 فبراير 2021 - 08:27 م

عبر سنوات وسنوات، وثقت الجغرافيا المكانية ملامح تاريخ قرية حمرة الدوم الملاصقة لجبل الطارف شرق مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، كواحدة من القرى ذائعة الصيت التي لم تفلح سيرة أهلها، وعاداتهم الموروثة الحميدة في تغير توصيفها الذي وضعها رغم عنها في دائرة الدم والنار.

في حمرة الدوم، يختلط المجتمع ما بين مثقف نال قسطًا وافرًا من التعليم الذي يصل في بعض حالاته إلى المرحلة الجامعية، وبين آخر لا يعرف القراءة والكتابة، إلا أنه يحفظ عاداته وتقاليده عن ظهر قلب.

وبحسب الباحثين في تاريخ مصر القديم، حظيت قرية حمرة الدوم بسيرة عطرة، ومواقع أثرية، لا تزال قيد البحث والتنقيب والدراسة، بالرغم من أنها معروفة إعلاميا بأنها بلد الدم والنار، وأنجبت أكثر من مجرم عُرف بـ " خط الصعيد".

يقول محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة مصر العليا،  إن "حمرة دوم"،  قرية تاريخية،  بها العديد من الآثار، التي تؤرخ تاريخها الأثري الكبير،  خاصة بعد اكتشاف مخطوطات بها في 1945 بمغارة جبل الطارف، الذي يحوي العديد من الخبايا والأسرار.

تبعد القرية قرابة 45 كيلو متر عن نجع حمادي، وكانت من توابع قرية فاو التابعة لمركز دشنا،  حتى 1905 ، قبل انفصالها عنها، حتى عثر جمّال بالصدفة في 1945 على جرة فخارية في باطن الجبل، حوت مخطوطات نجع حمادي، وفي سبعينيات القرن الماضي، زارت بعثة ألمانية القرية، وقوبلت بترحاب شديد من الأهالي،  الذين أكرموهم ووقفوا بجانبهم،  أثناء البحث عن خبايا المغارة في جبل الطارف.

وفي مايو من عام 2017، اكتشفت هيئة الآثار بمنطقة نجع حمادي، خبيئة من تماثيل محنطة للإله سوبك "إله التمساح" بمنطقة آثار قرية حمرةدوم، منها مومياء تمساح بلغ طوله أربعة أمتار، ومومياوتان مهشمتان لتمساحين طولهما 120 سم، وتماسيح أخرى بأطوال متباينة، إضافة إلى رؤوس حيوانات أخرى، وأدوات تحنيط ولفائف الكتان، كانت تُستخدم عند الفراعنة.

أما أيمن أبوالوفا، مفتش آثار أول بمنطقة آثار نجع حمادي، فتحدث عن أن مغارة جبل الطارف القبطية والتي تقع بجبل الطارف بقرية حمرة الدوم  على ارتفاع حوالي( 50 م )،  تم إنشاؤها في العصر الفرعوني لأنها تتشابه مع مقبرتي" الأمير ايدو و الأمير ثاواتى " من الأسرة السادسة والتي تقعا إلى الناحية الشرقية من المقبرة المذكورة حيث يوجد بهما نقوش تمثل مناظر صيد السمك وقفص الطيور . 

وأعيد استخدام المغارة المذكورة في العصر القبطي والتي عثر بها على مجموعة من المخطوطات القبطية وعددها 13 مخطوطة قبطية تحوي (52) نصا دينيًا وفلسفيًا موضوعة في أغلفة من الجلد الأسود واشتهرت بعد ذلك بمكتبة نجع حمادي القبطية، وتم وضع المخطوطات في المتحف القبطي بالقاهرة. 

وتدل المخطوطات التي عثر عليها ومغارة جبل الطارف، على قيمة حمرة الدوم الأثرية والتاريخية، غير المعروف عنها بأنها بلاد الدم والنار، فما زال جبل الطارف بقرية حمرة دوم، يحوي خبايا تاريخية كبيرة لها قيمتها العظيمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة