أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

مكاسب على المكشوف

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 12 فبراير 2021 - 07:07 م

تخيل أن تستلف سيارة، وتبيعها لمشتر، وتقبض ثمنها ، بل وتصرفه عن آخره. ثم تعود لتشترى السيارة من جديد، بعد أن يكون قد انخفض ثمنها، وتعيدها لصاحبها الذى أقرضها لك. وتضع فى جيبك الفرق، وكله على المكشوف. هذا بالفعل تبسيط ربما يبدو مخلا ، لطريقة من طرق الاستثمار فى البورصة تسمى (البيع على المكشوف) . وهنا بالطبع البيع والشراء متعلق بالأسهم المتداولة فى البورصات. وتعودت الأسواق على أن ترى المؤسسات العملاقة (صناديق التحوط) وهى تحتكر هذا النوع من الاستثمار، بحكم أنها توظف محترفين يملكون الدراية الفنية لتطبيق  قواعده. ولديهم مهارة جمع المعلومات عن القوائم المالية للشركات، ووضعها السوقى، وإمكانات نموها، وزيادة أسعار أسهمها، أو ما إذا كانت مرشحة للانخفاض، أو حتى تقترب من الإفلاس. بالإضافة لقدرتهم على الوصول إلى معلومات داخلية، قد لايصل إليها غيرهم.. ولكن خلال الأيام الماضية دخل على الخط مجموعة من الشباب الأمريكان، وتحدوا عمالقة البورصة، عبر اتفاقات على وسائل التواصل الاجتماعى. وحولوا تطبيقا على الموبايل أسمه (روبن هود) إلى سلاح فى يد ملايين منهم، لدق رقاب  المحتكرين الكبار.  وبدون رسوم تعاملوا على شركة ألعاب فيديو أسمها (جيم ستوب) متداولة فى البورصة. وبينما كانت الصناديق تراهن على قرب انخفاض أسعار الشركة. قرر الصغار أن يقلبوا حال السوق، ويقفزوا بسعرها لما يقارب نسبة 2000%. ويحققوا منها ملايين الدولارات، وأن يكبدوا الصناديق العملاقة خسائر بالمليارات.. وبالرغم من أن الصناديق تدخلت لوقف (لعب الصغار) وأجبرت الموقع على شطب الشركة من قائمة الشركات المتداول عليها لوقف الارتفاعات. إلا أن اللعبة لم تنته. وبالطبع لا أخفى إعجابى باللعبة الجسورة للشباب من الطبقات المتوسطة، الذى قرر وهو يلدغ الديناصور الضخم، أن يلقن أباطرة سوق المال فى أعتى الدول الرأسمالية درسا لن ينسوه.  وهذه اللعبة أعادت إلى ذهنى صورة باهتة لسندات ملكية أسهم فى شركة الحديد والصلب، كان يحتفظ بها والدى فخورا. كان لديه يقين أن أسهمه البسيطة، بجنيهات زهيدة كانت سببا فى بناء صرح صناعى تشارك فيه مع مصريين آخرين. لم يفكر يوما أن يضارب بيعا ولاشراء . ظل مصرا على أن يحصل على توزيعات على السهم، بعد أن تحقق الشركة أرباحا. السهم كان جزءا من يقين المصريين بالمساهمة فى تحقيق حلم التنمية، وليس مكسبا على المكشوف. هكذا تعلمت من والدى رحمه الله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة