دكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة
دكتور إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة


عبد الدايم: احتفال خاص بمئوية «عكاشة» فارس الثقافة المصرية

نادية البنا

الأحد، 14 فبراير 2021 - 11:34 ص

قالت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، إن الراحل الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة الأسبق، أحد فرسان ثورة يوليو 52، من أبرز رموز الثقافة في مصر والوطن العربي.

وأوضحت أنه أعاد صياغة وجدان المصريين، ونجح في قيادة وتأسيس البنية التحتية للثقافة بمصر ووضع إستراتيجية كبرى للنهوض بها حيث أنشأ العديد من الصروح ووضع الكثير من المؤلفات في الفن والفكر والثقافة ليشهد الإبداع على يديه حالة من الازدهار والتألق.

وتابعت أن الاحتفال بمئوية الدكتور ثروت عكاشة يأتي في إطار خطة وزارة الثقافة للاحتفاء بأيقونات الوطن عرفانا بما قدموه من إنجازات ساهمت في الحفاظ على ريادة مصر الحضارية ولوضعهم في دائرة اهتمام الشباب والأجيال الجديدة باعتبارهم نماذجا للتفوق.

 وأضافت أن الاحتفال بمرور مائة عام على ميلاد الدكتور ثروت عكاشة يشهد مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة في جميع مجالات الفكر والفن تقام بمختلف المحافظات وتنظمها هيئات وقطاعات الوزارة وتتواصل على مدار العام الجاري 2021. 


جاء ذلك بمناسبة انطلاق احتفالات وزارة الثقافة المصرية بمئوية الدكتور ثروت عكاشة، والتي تبدأ بأمسية لأوركسترا القاهرة السيمفوني الذي تأسس بفكرة منه تكرم خلالها وزيرة الثقافة اسم الراحل ويشهدها أفراد أسرته وهم شقيقة الدكتور أحمد عكاشة ونجلاه محمود ونورا.

وتقام بقيادة المايسترو أحمد الصعيدي ومشاركة كورال أكابيلا وتتضمن عددا من مؤلفات الموسيقار الألماني فاجنر التي كان يعشقها الراحل إلى جانب افتتاحية احتفالية لقائد الحفل المايسترو أحمد الصعيدي، وذلك في الثامنة مساء السبت 20 فبراير على مسرح الأوبرا الكبير. 


وتستمر احتفالات وزارة الثقافة بمئوية الدكتور ثروت عكاشة طوال عام 2021 وتشمل مؤتمر بعنوان " ثروت عكاشة.. فارس الثقافة المصرية " بالمجلس الأعلى للثقافة في أبريل 2021، إطلاق جائزة ثروت عكاشة لترجمة الفنون السمعية والبصرية من اللغة العربية وإليها وذلك لدوره الرائد في مجال الترجمة .

 

ويتم تنظيم معرض مشترك بين قطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في أوائل شهر إبريل يتناول مجال الفن التشكيلي في فترة ثروت عكاشة ويصاحبه عرض لمجموعة من المستنسخات لوثائق هامة في تلك الفترة .

 

وتصدر الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية العديد من المطبوعات منها بيبلوجرافية عن أعمال ثروت عكاشة - كتاب تذكاري من الدوريات عن كل اعمال الراحل بالاضافة إلى كتاب وثائقي عنه الى جانب مجموعة من المطبوعات من خلال الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة عن  الراحل ، ادراج احتفالية خاصة بالدكتور ثروت عكاشة ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال شهر يونيو ، مؤتمر بالمركز القومي للترجمة في اكتوبر 2021 لمناقشة ما ترجمه الراحل ثروت عكاشة من أعمال .

 

وتنشر المشاركات النقدية والبحثية في كتاب تذكاري عن المؤتمر، مجموعة من الندوات  المتنوعة علي مدار العام التي تتناول سيرة الدكتور ثروت عكاشة من أهمها ثروت عكاشة بين الثقافة والسياسة - دور ثروت عكاشة في إنقاذ معبد أبو سمبل  - مؤسسات وزارة الثقافة التي انشاها ثروت عكاشة وغيرها من الندوات التي تعقد في المجلس الأعلى للثقافة ومختلف قصور الثقافة بالمحافظات، احتفالية كبري في أكاديمية الفنون لجيل كبار العازفين والفنانين الذين عاصروا فترة الدكتور ثروت عكاشة ، احتفالية كبري تقام في معبد ابو سمبل خلال شهر سبتمبر 2021، بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات، كما يقوم صندوق التنمية الثقافية بتقديم فيلم وثائقي للفنان حسين بيكار يدور حول توثيق نقل معبد أبو سمبل في إبريل 2021.

 

يأتي ذلك بالإضافة إلى احتفالية كبرى ينظمها قطاع الانتاج الثقافي تقام في مسرح البالون وتقدم وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة الشروق برئاسة إبراهيم المعلم سلسلة حلقات بعنوان: «عين تسمع.. وأذن تري» بصوت الدكتور ثروت عكاشة والتي تنقسم إلى ثلاث أجزاء الأول يتناول نشأته وبداياته كأحد الضباط الأحرار ويستعرض فترة قيام ثورة 1952، والجزء الثاني يدور حول بداية توليه منصب سفير مصر في إيطاليا ثم قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتعين الدكتور ثروت عكاشة وزيرا للثقافة ويستعرض أهم انجازته خلال هذه الفترة وانشاء أكاديمية الفنون والمعاهد الأخرى أما الجزء الثالث يتضمن  مؤلفاته وأهم ترجماته.

 


والمعروف أن الراحل الدكتور ثروت عكاشة احد الضباط الأحرار في ثورة يوليو 52، تولى مسئولية وزارة الثقافة مرتين في الفترة من 7 اكتوبر 1958 حتى 27 سبتمبر 1962 ومن 10 سبنمبر 1966 حتى 18 نوفمبر 1970، مواليد القاهرة عام 1921.

حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1939 - ماجستير في الصحافة عام1951 - دكتوراه في الآداب من جامعة السوريون الفرنسية عام 1960.

تقلد العديد من المناصب الهامة التي وضع من خلالها بصمته الخالدة في مجال الثقافة والفنون منها رئيس المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية «المجلس الاعلى للثقافة حاليا»، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية.

 انتخب رئيسا للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس كما شغل عدة مناصب عقب ثورة يوليو 1952 منها ملحقا عسكريا بالسفارة المصرية في بون، ثم تنقل في العواصم الأوروبية، فكان ملحقًا عسكريًا في باريس ومدريد من 1953 إلى 1956 وسفيرا لمصر في روما من عام 1957 وحتى 1958، بالاضافة الى عضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو بباريس من 1962 إلي 1970، عضو مجلس الأمة من 1964إلي 1966، نائب رئيس اللجنة الدولية لإنقاذ مدينة البندقية من1967 إلي1977، مساعد رئيس الجمهورية للشئون الثقافية من 1970 حتي 1972.

انتخب زميلاً مراسلا بالأكاديمية البريطانية الملكية في 1975 ورئيساً للجنة الثقافة الاستشارية بمعهد العالم العربي بباريس من 1990 حتي 1993، عضوا عاملا في المجمع الملكى لبحوث الحضارة الإسلامية 1994.

حظي بالعديد من مظاهر التقدير وحاز العديد من الجوائز المحلية والعالمية منها وسام الفنون والآداب الفرنسي عام 1965م، وسام اللجيون دونير «ووسام جوقة الشرف» الفرنسي بدرجة كوماندور عام 1968م، الميدالية الفضية لليونسكو تتويجاً لإنقاذ معبدي أبوسمبل وآثار النوبة، الميدالية الذهبية لليونسكو لجهوده من أجل إنقاذ معابد فيلة وآثار النوبة عام 1970م، درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1995م، جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 1987، جائزة مبارك في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2002.

وله العديد من الكتب والموسوعات الفنية تقترب من 45 كتابًا مترجمًا يعكسون اهتمامه وعشقه للثقافة والفنون في شتي أشكالها وصورها من أشهرهم ترجمة للشاعر جبران خليل جبران، وأعمال الروماني أوفيد، كما يعتبر كتابه «مذكراتي في السياسة والثقافة» وأيضًا مجموعة كتب «العين تسمع والأذن تري» بأجزائها المختلفة، والتي تعبر عن الفنون في عصورها المختلفة بمثابة موسوعة فنية متكاملة والفن والحياة وإعصار من الشرق والقيم الجمالية في العمارة الإسلامية، وتوفي في 27 فبراير عام 2012 عن عمر يناهز 91 عاماً.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة