محمود الورداني
محمود الورداني


من القاتل إذن يا سماحة السيد؟؟

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 14 فبراير 2021 - 06:32 م

كتابة: محمود الورداني

مازال‭ ‬الشعار‭ ‬الذى‭ ‬رفعه‭ ‬الشعب‭ ‬اللبنانى‭ ‬فى‭ ‬انتفاضة‭ ‬تشرين‭ ‬الماضى‭ ‬صالحا‭ ‬للالتفاف‭ ‬حوله‭ ‬والسعى‭ ‬لفرضه‭. ‬الشعار‭ ‬هو‭" ‬كلن‭ ‬يعنى‭ ‬كلن‭" .. ‬أى‭ ‬كل‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬الطائفى‭ ‬الفاسد‭ ‬الذى‭ ‬تسبب‭ ‬فى‭ ‬إفقار‭ ‬وتخريب‭ ‬بلد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أعز‭ ‬البلاد‭ ‬وأمهرها‭ ‬وأكثرها‭ ‬حبا‭ ‬للحياة‭ ‬والفنون‭ ‬والثقافة‭ ‬والحرية‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬القديم‭ ‬بقواه‭ ‬السياسية‭ ‬الفاسدة‭ ‬وطبقاته‭ ‬وأحزابه،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬طبعا،‭ ‬يتحمل‭ ‬مسئولية‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬أحوال‭ ‬لبنان‭ ‬إليه،‭ ‬وآخرها‭ ‬قتل‭ ‬المثقف‭ ‬والكاتب‭ ‬والناشط‭ ‬سليم‭ ‬لقمان‭.‬
وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬توالى‭ ‬الكوارث‭ ‬بعدها،‭ ‬مثل‭ ‬إفلاس‭ ‬لبنان‭ ‬وكارثة‭ ‬المرفأ‭ ‬الذى‭ ‬هزّ‭ ‬المنطقة‭ ‬بكاملها،‭ ‬ومثل‭ ‬تداعيات‭ ‬الإفلاس‭ ‬والفوضى‭ ‬المالية‭ ‬التى‭ ‬دفعت‭ ‬بعشرات‭ ‬اللبنانيين‭ ‬تحت‭ ‬خط‭ ‬الفقر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شئ‭ ‬مستقر،‭ ‬والقوى‭ ‬السياسية‭ ‬مازالت‭ ‬ترتع‭ ‬وتلعب‭ ‬وتسرق‭ ‬باليمين‭ ‬والشمال،‭ ‬وسوف‭ ‬يتم‭ ‬تسوية‭ ‬كارثة‭ ‬المرفأ،‭ ‬وسيفلت‭ ‬الجناة‭ ‬كالعادة‭.‬
‭  ‬خلاص‭ ‬لبنان،‭ ‬كما‭ ‬طرح‭ ‬اللبنانيون‭ ‬أنفسهم،‭ ‬هو‭ ‬تنفيذ‭ ‬الشعار‭: " ‬كلن‭ ‬يعنى‭ ‬كلن‭" ‬وإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬الطائفى‭ ‬الذى‭ ‬ثبت‭ ‬فشله‭ ‬بل‭ ‬وقيادة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬الدمار‭.‬
‭  ‬ومن‭ ‬المثير‭ ‬للغضب‭ ‬وليس‭ ‬الدهشة،‭ ‬أن‭ ‬يستنكر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬قتل‭ ‬سليم‭ ‬لقمان‭. ‬وماحدث‭ ‬أن‭ ‬مثقفا‭ ‬ينتمى‭ ‬للشيعة‭ ‬ومعارضا‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬قُتل‭ ‬بسلاح‭ ‬شيعى‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬شيعية‭.. ‬فمن‭ ‬القاتل‭ ‬إذن‭ ‬ياسماحة‭ ‬السيد‭ ‬حسن؟‭ ‬وكيف‭ ‬يجرؤ‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬بيان‭ ‬يستنكر‭ ‬فيه‭ ‬قتل‭ ‬لقمان؟‭ ‬والأكثر‭ ‬نكاية‭ ‬هو‭ ‬تسريب‭ ‬أكاذيب‭ ‬تفيد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬علاقات‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهى‭ ‬أكاذيب‭ ‬سابقة‭ ‬التجهيز‭ ‬فالراحل‭ ‬مواقفه‭ ‬معروفة‭ ‬ومعلنة‭.‬
‭  ‬والأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للغضب،‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬أبواق‭ ‬تابعة‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬تتهم‭ ‬الرجل‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله‭ ‬علمانى‭ ‬وطنى‭ ‬ناشط‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية،‭ ‬ومن‭ ‬أكثر‭ ‬الأصوات‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬حرية‭ ‬لبنان‭ ‬وضرورة‭ ‬تخلصها‭ ‬من‭ ‬الطائفية‭ ‬البغيضة‭. ‬وأعلن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬أنه‭ ‬لايخاف‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الذى‭ ‬يتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الله،‭ ‬ويشارك‭ ‬بالدور‭ ‬الأكبر‭ ‬فى‭ ‬إفساد‭ ‬لبنان‭ ‬وإفقاره‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ولاءاته‭ ‬غير‭ ‬الوطنية‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬شعب‭ ‬لبنان‭ ‬وسائر‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬قد‭ ‬وقفوا‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يقاتل‭ ‬إسرائيل‭ ‬ويجبرها‭ ‬على‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬انتهت‭ ‬وحزب‭ ‬الله‭ ‬يقف‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬المكان‭ ‬الخطأ،‭ ‬وهو‭ ‬المسئول‭ ‬الوحيد‭ ‬عن‭ ‬اغتيال‭ ‬مثقف‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬ومفكر‭ ‬مشهود‭ ‬له‭ ‬بالاستقلال‭ ‬والشجاعة‭.‬
‭  ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬سماحة‭ ‬السيد‭ ‬حسن‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬اللجوء‭ ‬للقتل‭ ‬عمل‭ ‬جبان‭ ‬ويفتقر‭ ‬للشرف،‭ ‬كما‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬يخصم‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والأهم‭ ‬أنه‭ ‬يدفع‭ ‬البلاد‭ ‬لأسلوب‭ ‬الاغتيالات‭. ‬وهى‭ ‬دوامة‭ ‬وكارثة‭ ‬تنذر‭ ‬بالخطر‭.‬القائمة‭ ‬طويلة‭ ‬ياسماحة‭ ‬السيد‭: ‬رفيق‭ ‬الحريري‭( ‬وقد‭ ‬أدين‭ ‬بالفعل‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬وحُكم‭ ‬عليه‭ ‬بأقصى‭ ‬عقوبة‭) ‬وسمير‭ ‬قصير‭  ‬وجبران‭ ‬توينى‭ ‬وفرانسوا‭ ‬الحاج‭ .. ‬وغيرهم‭ ‬وغيرهم‭..‬
‭ ‬وأظن‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬بيت‭ ‬عائلة‭ ‬لقمان‭ ‬أقدم‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬الضاحية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ضاحية‭ ‬أصلا،‭ ‬وهو‭ ‬بيت‭ ‬علم‭ ‬وثقافة‭ ‬ويضم‭ ‬مكتبة‭ ‬هائلة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭  ‬معدة‭ ‬لاستقبال‭ ‬الباحثين،‭ ‬وصاحبه‭ ‬الذى‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬تأسيس‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬العربية‭ ‬وأعرقها‭- ‬دار‭ ‬الجديد‭- ‬كان‭ ‬يشتغل‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬ضخم‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسجيل‭ ‬وأرشفة‭ ‬سنوات‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬ذاكرة‭ ‬اللبنانيين‭.‬
‭  ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬أضم‭ ‬صوتى‭ ‬لصوت‭ ‬والدة‭ ‬وشقيقة‭ ‬لقمان‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬التحقيق‭ ‬فى‭ ‬مقتله‭ ‬جهة‭ ‬دولية،‭ ‬فلا‭ ‬ثقة‭ ‬فى‭ ‬القضاء‭ ‬اللبنانى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هيمنة‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬وفساد‭ ‬النظام‭ ‬بكامله‭. ‬خالص‭ ‬العزاء‭ ‬للكاتبة‭ ‬رشا‭ ‬الأمير‭ ‬شقيقة‭ ‬لقمان‭ ‬والمصاب‭ ‬مصاب‭ ‬الثقافة‭ ‬العربية‭ ‬بكاملها‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة