أحمد مجدى أبو طالب
أحمد مجدى أبو طالب


بين الناس

مفارقات بين الماضي والحاضر

أحمد مجدي

الأحد، 14 فبراير 2021 - 07:53 م

- ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬توفى‭ ‬المذيع‭ ‬الأمريكى‭ ‬الشهير‭ ‬لاري‭ ‬كينج‭ ‬وخلال‭ ‬رحلته‭ ‬استضاف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬البارزة‭ ‬ولكن‭ ‬استوقفنى‭ ‬حديث‭ ‬له‭ ‬حول‭ ‬أسلوبه‭ ‬فى‭ ‬الحوار‭ ‬بأنه‭ ‬لو‭ ‬تحدث‭ ‬كمحاور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المدة‭ ‬المسموحة‭ ‬فذلك‭ ‬يعد‭ ‬فشلاً‭ ‬للحوار،‭ ‬المحاور‭ ‬الشهير‭ ‬لم‭ ‬يمهله‭ ‬القدر‭ ‬وقتا‭ ‬ليرى‭ ‬مذيعينا‭ ‬الآن‭ ‬الذين‭ ‬يتسابقون‭ ‬فى‭ ‬أخذ‭ ‬وصلة‭ ‬الكلام‭ ‬من‭ ‬الضيف‭ ‬ولا‭ ‬يتيحون‭ ‬الفرصة‭ ‬الكافية‭ ‬له‭ ‬لإلقاء‭ ‬ما‭ ‬بذهنه‭ ‬فلا‭ ‬توجد‭ ‬ثقافة‭ ‬الاستماع‭ ‬لدى‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬منهم،‭ ‬ليتنا‭ ‬ندرك‭ ‬قيمة‭ ‬إثراء‭ ‬الحوار‭ ‬دون‭ ‬ثرثرة‭ ‬فارغة‭.‬

‬أثبت‭ ‬اللاعب‭ ‬المصري‭ ‬اللامع‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬رحلته‭ ‬الاحترافية‭ ‬أنه‭ ‬لاعب‭ ‬استثنائى‭ ‬مهارات‭ ‬فائقة‭ ‬والتزام‭ ‬كامل‭ ‬كلها‭ ‬سمات‭ ‬تميز‭ ‬صلاح‭ ‬عن‭ ‬غيره‭ ‬عمن‭ ‬مثلوا‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الملاعب‭ ‬الأوروبية‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يناور‭ ‬ولا‭ ‬يزايد‭ ‬فقط‭ ‬يعتقد‭ ‬أنه‭ ‬يستحق‭ ‬مكانة‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬وبالتالى‭ ‬يرتقى‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬المراتب‭ ‬بين‭ ‬أندية‭ ‬القمة‭ ‬بما‭ ‬يملكه‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬ذاته‭ ‬وتلبية‭ ‬طموحه،‭ ‬وفى‭ ‬فريقه‭ ‬الحالى‭ ‬ليفربول‭ ‬فاز‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الجوائز‭ ‬الفردية‭ ‬التى‭ ‬يستحقها،‭ ‬ولكن‭ ‬بدأ‭ ‬صلاح‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬قريبة‭ ‬بالتراجع‭ ‬عن‭ ‬مستواه‭ ‬الذى‭ ‬عودنا‭ ‬عليه،‭ ‬فربما‭ ‬يكون‭ ‬ذهنه‭ ‬مشغولاً‭ ‬باللعب‭ ‬والانتقال‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬آخر‭ ‬كما‭ ‬يلوح‭ ‬بالأفق،‭ ‬ولابد‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬اللاعب‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬انتقالا‭ ‬حقيقياً‭ ‬فعليه‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬مستواه‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عليه‭ ‬إثنان‭ ‬وأعلم‭ ‬أنه‭ ‬يدرك‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً‭ ‬فهو‭ ‬لاعب‭ ‬ذكى‭ ‬يعلم‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬التطور‭ ‬والتهور‭.‬

‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬هاجمنا‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬اللعين،‭ ‬بالطبع‭ ‬أدركنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدروس‭ ‬التى‭ ‬تعلمناها‭ ‬جيداً‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الغربى‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ ‬تقدماً‭ ‬منا‭ ‬بالدرجة‭ ‬التى‭ ‬كنا‭ ‬نراهم‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬كذلك‭ ‬أدركنا‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬التعود‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬السليمة‭ ‬الصحية‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الصعب،‭ ‬تستحق‭ ‬الأطقم‭ ‬والفرق‭ ‬الطبية‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدعم‭ ‬المادى‭ ‬والمعنوى‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬يقدمونه‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬إنسانى‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬تقديمه‭ ‬لاعبو‭ ‬الكرة‭ ‬ونجوم‭ ‬الفن‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة