مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

وشهد شاهد من أهلها

مؤمن خليفة

الأحد، 14 فبراير 2021 - 08:35 م

لعل أبرز نتائج الحوار الفلسطينى ـ الفلسطينى فى الغردقة قبل أيام هو الإتفاق على إجراء الانتخابات التشريعية فى مايو القادم.. هذا التوافق هو بداية جيدة لعودة الحوار بين فتح وحماس بعد قطيعة استمرت 15 عاما منذ آخر انتخابات تمت فى عام 2006 لم تعترف بها فتح. كانت مصر دوما وستبقى هى الشريك الفاعل بين الأخوة الفلسطينيين وقد نجحت أخيرا فى لم الشمل بين الجناحين المتصارعين وساعدت فى التوصل إلى اتفاق تاريخى يحسب لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسى. كان هذا واضحا فى أول تصريحات للواء جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح حينما خرج ليؤكد أن مصر الشريك الأساسى والوحيد فى إنجاح الحوار الفلسطينى وأن هذا التزام من الرئيس السيسى حتى التوصل للمحطة الأخيرة.

وستعاود فتح وحماس الاجتماع فى القاهرة الشهر المقبل بمشاركة اللجنة المركزية للانتخابات والمجلس الوطني الفلسطيني لبحث بعض الأليات التنفيذية اللازمة لإنجاح الانتخابات وتشكيل المجلس تحت رعاية مصر.. وسائل الإعلام العالمية أشادت بدور مصر فى الخروج بنتائج طيبة لإنهاء حالة الانقسام وستبقى قضية من يشرف على الانتخابات قيد البحث بعد أن نجحت مصر فى تقريب وجهتى نظر الطرفين والاتفاق على قرار تشكيل محكمة قضايا الانتخابات وأن تتولى الشرطة الفلسطينية بزيها الرسمى فى تأمين هذه الانتخابات فى القدس الشرقية والضفة .

ولأول مرة منذ 15 عاما وبعد القطيعة أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 15 يناير الماضي مرسوما بإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فلسطينية. وبحسب المرسوم ستجري الانتخابات العامة على ثلاث مراحل أولها الانتخابات التشريعية فى 22 مايو المقبل والرئاسية فى 31 يوليو والمجلس الوطني في 31 أغسطس. حماس رحبت بصدور المراسيم الرئاسية بشأن إجراء الانتخابات العامة الفلسطينية مؤكدة حرصها على إنجاحها بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني صاحب الحق المطلق في اختيار قيادته وممثليه.

وأكدت على أهمية تهيئة المناخ لانتخابات حرة نزيهة يعبر فيها الناخب عن إرادته دون ضغوط أو قيود وبكل عدالة وشفافية مع ضرورة المضى دون تردد فى استكمال العملية الانتخابية كاملة في القدس والداخل والخارج وصولاً إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.

قدر مصر دائما أنها الشقيقة الكبرى للأشقاء العرب وأن عليها واجب التدخل لحل أي خلافات ورأب الصدع العربي.. ولا ينكر إلا جاحد كم التضحيات الكبيرة للشعب المصري التى قدمها للفلسطينيين فى حروب 1948 و1956 و1967 و1973 وهي حروب خاضتها مصر دفاعا عن القضية الفلسطينية التى تمثل أهم منطلقات الدبلوماسية المصرية.. وكانت مصر في مقدمة الدول العربية التى ساندت الكفاح الفلسطينى المسلح ضد إسرائيل وسعى الرئيس أنور السادات لإشراكهم فى التسوية السياسية السلمية وساندت كافة المبادرات الرامية للتوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية وحل الدولتين.

وسيتبقى جانب مهم يحتاج للمفاوض المصري الذى يحظى بمصداقية الجميع لإنهاء الانقسام الفلسطيني وهو المتعلق بمن سيراقب العملية الانتخابية وكذلك موافقة إسرائيل على إجراء الانتخابات فى القدس الشرقية التى احتلتها عام 1967 وضمتها لها فى خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولى حتى الأن.. مصر سوف تنجح فى حل أي مشكلة بفضل الأتصالات التى تقوم بها القيادة السياسية بصفة مستمرة والتأثير المصري القوي فى المحيط العالمى والإقليمى.

وهناك جانب مهم للغاية فى إنجاح الحوار بين الفصائل الفلسطينية وهو أن مصر تقف على مسافة واحدة من الجميع.. لا تنحاز لطرف على حساب طرف مما يعطيها مصداقية كبيرة فى جمع شمل الفلسطينيين وقياداتهم فى غزة ورام الله.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة