صبري غنيم
صبري غنيم


رؤية

سيادة المحافظ.. نعم أنت المسئول عن مخالفات البناء..!

صبري غنيم

الأحد، 14 فبراير 2021 - 08:41 م

الرئيس −جزاه الله خيرا− فجر قضية من أخطر القضايا التى يواجهها سكان مصر وهى قضية البناء المخالف.. ليس المقصود منها جمع "فلوس" كما يدعى المتشككون، وهنا دعنى أسألك كيف تقيم فى مسكن والبرج السكنى الذى يجاور بيتك مخالف فى الارتفاعات، وفجأة أصابه ميل مفاجئ وهرع سكانه وسكان العمارات المجاورة إلى الشارع بملابس النوم حتى لا ينهار البرج فوق رءوسهم.. وعندما تتدخل الدولة لحمايتك وحماية أطفالك وجيرانك فى الشارع الذى تسكنه، تستسلم للمتشككين من معاقبة صاحب البرج المخالف وتغريمه وإزالة الطوابق المخالفة وساعتها تقول الدولة عايزة فلوس.. يا عالم اتقوا الله وكونوا مع الدولة فى حمايتكم.

الرئيس أعلنها صراحة أنه أطلق مبادرة التصالح فى مخالفات البناء مقابل سداد غرامات لرفع كفاءة البنية التحتية من كهرباء وتوصيل مياه ومرافق، مخالفات البناء اجهدت البنية التحية.

كلام الرئيس السيسي عن العمارة التى مالت فى الاسكندرية وبرج فيصل الذى يتكون من ١٣ دورا وتم بناؤه بدون ترخيص ويحترق مصنع الاحذية المملوك للمالك داخل البرج وينجو سكان البرج والعمارات المجاورة بقدرة الله تعالى.. الرئيس علق قائلا: العمارة التى مالت والبرج الذى احترق هما تجسيد للواقع الذى نعيش فيه، وغيرهما من تجاوزات فى الارتفاع أو البناء بدون ترخيص كلها مخالفات نتاج فساد ادارى من سنين طويلة.. معنى كلام الرئيس أن المحافظين الحاليين لا يدفعون ثمنه.. لأنهم تولوا مواقعهم وعندهم تجاوزات ومخالفات بالهبل..

الآن فقط قدرنا نفهم الهدف من مبادرة الرئيس فى التصالح فى مخالفات البناء، فقد فتحت المحافظات ابوابها للمخالفين، والاخطار عن المخالفات لم يكن بطيب الخاطر، لأن كل من لا يخطر عن مخالفته سيكون عقابه صارما جدا وهذا طبيعى جدا جدا، ولذلك أسرع المخالفون وراحوا يتدفقون على المحافظات وتشكلت لجان فنية لتقييم كل مخالفة، المخالفة التى لا تشكل خطورة او جريمة يتم التصالح معها وتوصيل المرافق لها..

عن نفسى أنا معجب باللواء أحمد راشد محافظ الجيزة رفض التصالح مع عمارة فيصل قبل أن تشتعل لأن صاحبها أقامها بدون ترخيص وللأسف وجد صاحبها سكانا يغامرون بارواحهم واشتروا منه وحدات سكنية فأصدر المحافظ قرارا بإزالة العمارة واخلائها من السكان حتى ولو ناموا فى الشوارع، لأن الدولة لا تساند من يتعاون مع المخالف عن قصد..

نفس الشيء مع محافظ الاسكندرية اللواء محمد الشريف رجل ولا كل الرجال فى الحزم، فقد استقبل ٤٠ ألف طلب تصالح وهو يعلم أن مشكلة البناء المخالف عنده هى احدى المشاكل المزمنة التى تهدد حياة المواطنين إما بانهيار العقار أو الميل فيهدد أرواح سكانه والسكان المجاورين.. ولذلك يدقق فى كل طلب تصالح لأنه لا ينسى أن آخر العقارات التى مالت فى منطقة كوم الشقافة فى كرموز غرب الاسكندرية كانت لعقارين..

محافظ الجيزة قرر أن يخوض معركة ضد الفساد، ولكى يطمئن قلبه من سلامة تراخيص المبانى قرر التنسيق مع المساحة العسكرية فى رصد المخالفات أو التعدى على املاك الدولة، أو أى محاولة فى زيادة الارتفاعات.. نفس النظام مع محافظ الاسكندرية الذى استحدث نظاما ليضمن رخص بناء سليمة فقرر أن يستخدم التطبيق الالكترونى على المحمول يتم من خلاله اصدار الترخيص للقضاء على الفساد..

وما يحدث فى القاهرة يجعلنى أشفق على محافظها، فاللواء خالد عبدالعال استلم المحافظة والفساد الادارى فيها للركب، الرجل يشكو من نقص مهندسى الأحياء، لأن اغلبيتهم معترضون على ضعف مرتباتهم ومع ذلك يتصدون للمرتشين.. معنى الكلام أن بلدنا بخير عندما يتصدى هؤلاء الشرفاء للخبثاء..

كلمة أخيرة.. كونوا داعمين للإصلاح، ولا تشجعوا الفاسدين.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة